فجأة وجدت إسرائيل نفسها في مأزق؛ فبينما هي في خضم الحرب في غزة، ضد فصائل المقاومة الفلسطينية، للشهر الرابع على التوالي، إذا بالحوثيين يدخلون دائرة الحرب، بإغلاق مضيق باب المندب، أمام الملاحة الإسرائيلية، للسفن المارة بالبحر الأحمر، من وإلى ميناء إيلات الإسرائيلي، الذي يعد منفذهم الوحيد على البحر الأحمر، ليمنعوا بذلك وصول الإمدادات البحرية إلى إسرائيل، ويمنعوا خروج البضائع منها للخارج. بل وزاد الأمر بمهاجمة كل السفن والناقلات الأمريكية والبريطانية، علاوة على الإسرائيلية، ليتغير شكل الصراع في البحر الأحمر.
وأمام ذلك التصعيد، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في التعامل مع تلك المشكلة، بتشكيل تحالف بحري عسكري، باسم “حارس الازدهار”، يضم 20 دولة، ليبدأ عملياته بالتصدي للهجمات الحوثية ضد السفن الإسرائيلية وغيرها، قبل أن يطور ذلك التحالف الجديد استراتيجيته، في البدء بعمليات هجومية ضد مواقع الحوثيين، في اليمن، التي يتم منها إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة.
ويبدو أن إسرائيل لم تتعلم الدرس من حرب 1973، حينما أغلقت مصر مضيق باب المندب، في تمام الساعة الثانية والربع من ظهر يوم السادس من أكتوبر، لتتوقف حركة الملاحة الإسرائيلية إلى ميناء إيلات، ويظل معطلاً خلال الحرب، وهو الميناء الذي كانت إسرائيل تعول عليه في استقبال البترول القادم من إيران. ليمر على إسرائيل، حينها، أيام صعبة، ظهرت آثارها، بوضوح، خلال مباحثات الكيلو 101، حينما كررت طلبها لمصر بفتح مضيق باب المندب بأي ثمن.
وحيث أنها لم تع الدرس، فقد وجدت نفسها عاجزة عن التصدي للحوثيين من مكانها، وهو ما يدفعني للظن بأنها قد تتخذ عدداً من التدابير، فور انتهاء الحرب في غزة، لضمان عدم حصارها عن بعد، في المستقبل، قد يكون منها التواجد من خلال قواعد عسكرية، على مدخل البحر الأحمر، لحماية القوافل البحرية من وإلى ميناء إيلات، خاصة القوافل المتبادلة مع منطقة الشرق الأقصى، وتحديداً الصين، واليابان، ودول جنوب شرق آسيا، حيث مستقبل الصناعة والتجارة في العالم، في ضوء التقدم المذهل للصين، كأحد أقطاب القوى الاقتصادية العالمية، والتي يتوقع لها الخبراء الاقتصاديون أن تتصدر تصنيف القوى الاقتصادية في العالم، بحلول عام 2030، إذا ما حافظت على ارتفاع معدلات النمو، دون الدخول في حروب من شأنها تعطيل مسيرتها الاقتصادية.
وسوف توضح الأيام القادمة اتجاهات التحرك الإسرائيلي في مدخل البحر الأحمر … أين ومتى؟
Email: sfarag.media@outlook.com
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.