البعض من فرط أدبه ..يسعى إلى إرضاء الاخرين على حساب نفسه مهما كلفه ذلك من مشاق …او ألم نفسى .. وهذا يعنى أن هناك طرف يعطى واخر يأخذ على طول الخط .. او بمعنى اخر .. هناك دائما طرف مخطئ والاخر معصوم لايخطئ وهو دائما صاحب حق .
وهذه بداية الكارثة .وفساد. أى علاقة ايا كان نوعها ..سواء كانت علاقة زوجية او على مستوى الصداقة او الزمالة فى العمل ..
لان اى علاقة بين طرفين لها حقوق وعليها واجبات ….والاخذ والعطاء
ومن الطبيعى ان العلاقات بين الناس تتعرض لأذمات بغض النظر عن الاسباب ..
وإذا لم تعالج هذه الاذمة بحكمة انقطعت هذه العلاقة وتحولت من علاقة محبة وصداقة وزمالة الى كره وعداوة ..
والعقلاء عندما يتعرضون فى علاقتهم بأذمات .يكون حريصا على رأب الصدع …
فيراجع نفسه ..ويلتمس الاعذار
فى اطار اننا بشر نخطئ ونصيب ونحب ونكره ..ونفرح ونحزن ..
لسنا ملائكة… بل نحن بشر اغيار ..متغيرون ..مهما ادعينا المثالية ..نفعل مانعتقد انه صواب ..وقد نصادف التوفيق وقد نصادف الفشل .. وكل عمل انسانى هو عمل بشرى ناقص …
وإذا عذر كل طرف الاخر .. استقامت الحياة ..وعبروا اى موقف بل تزيدهم المواقف قوة وصلابة ..
واهم الاخطاء التى نرتكبها فى ادارة علاقاتنا بالناس وعلينا ان نراعيها. هى …
١- لا تجهد نفسك كى تثبت انك انسان كاملا ..او جدير بالثقة
دع الايام والافعال تدل على ذلك
لاننا من المحال ان نصل للكمال لأننا بشر وأن العمل البشري دائما من سماته النقصان، .
وتعامل مع كل علاقة بمايناسبها ، فلا يصح معاملة الزوجة كمعاملة الام او الاخت او الصديق او رئيس العمل ..الخ. فلكل علاقة معاملة خاصة .
ومن المهم ان تقبل الفشل والاعتذار إن اكتشفت ذلك فللأسف ثقافة الاعتذار غائبة عنا ..،
٢- لا تحمل نفسك بالتزامات أكبر من طاقتك.. من أجل إثبات أنك جدير بالمسؤولية..او الحماسة او تحت ضغط الاحراج .. ومعظمنا يقع فى ذلك …مما يعرضك للملامة فى نهاية الامر..وللاسف لايلام من لايعمل ..ولكن يلام الذى يعمل ..لانه بالتاكيد سوف يخطئ
ولذلك يجب الرفض القاطع للمهام التي لا تناسبك ولا تمتلك الوقت للقيام بها… لأنها ستشكل عبئا عليك، كما أنه لا يجب الموافقة على قبول مهمة ما إلا بعد الوقوف على كافة تفاصيلها
٣- لاتحرج ولا تخاف من احد وتكلم بكل ما تريد..بجمل ايجابية
وماعليك الا توصيل رسالتك…فالجميع يعى ويدرك ..
واسمع بإنصات لكل مايحدثك به الطرف الاخر .. ستصلك رسائلة ..فلاتطلب ما تتوقع ان يرفض .. ولاتدخل فى مجادلة تفسد العلاقة ..
٤- لاتكبت غضبك
يظن البعض أن التعبير عن غضبهم خطأ، ويخشون من إظهار مشاعر الاستياء أمام الآخرين ظنًا منهم أن ذلك سيحافظ على صورتهم المثالية في أعين الناس، إلا أن الحقيقة هي عكس ذلك تمامًا فالتعبير عن الغضب مهم..
لانك انسان .. لكن المهم فى طريقة الغضب ..ان يكون وفق الضوابط التى لاتجعلك ان تتجاوز ..
ولمن اساء اليك .. وليس لأشخاص آخرين، فلاتكبت غضبك حتى عودتك إلى المنزل ثم تفرغه في وجه زوجتك. ودائما الغضب الغير منضبط يوقع الانسان فى مشاكل كان فى غنى عنها وقد يخسر علاقاته بالطرف الاخر نهائيا ..
٥-التعقل لحظة الاندفاع..
التريث والتفكر وعدم التسرع مهم جدا فلايدفعك غضبك او تسرعك الى اخذ قرارات خاطئة …
بل خذ الوقت الكافى حتى تحصل على التوازن النفسى وفكر جيدا فى مآلات الامور قبل اى الرد
واتخاذ اى قرار ..
ولاتجعل نفسك الضحية والطرف الاخر هو الجلاد ….! فقد تكون انت الجلاد وانت المخطئ
بل ناقش الامر من منظور الطرف الاخر حتى تتفهم سبب غضبه..
فالرد السريع الغير مدروس تحت تاثير الغضب قد يكلفك خسارة علاقتك بهذا الشخص ..، وهذا لا يعني أنك ستوافقه على ما يقول بحقك ولكنها محاولة للوصول إلى أرض مشتركة وإشعاره بأن مشاعره تحترم وان الحقوق مصانة .
٧-الكذب الابيض ..
ورد حديث فيما معناه عن النبى صلى الله عليه وسلم يقول( لو تكاشفتم ماتدافنتم )وايضا
قول المسيح عليه السلام (من كان منكم بلاخطيئة فليرمها بحجر..)
وبالتالى كلنا عيوب وكلنا خطاؤون
وبالتالى ..يجب مراعاة عدم جرح مشاعر الاخرين بأن يكون الانسان وقحا ..ويقول انا كده ! لان كلنا معيوبون …
وعلينا ان نؤثر المجاملة اللطيفة. ، والعلاقات الطيبة والعيش والملح
والكذب الابيض مثلما يحدث عندما تسألك زوجتك عن رأيك في صنف جديد من الطعام أعدته خصيصا .
٨– إنقاذ الآخرين..
التعاون على البر والتقوى من صفات الطيبين والتعاون على الاثم والعدوان من صفات الاشرار ..
فلا تتعمد ان تكون مفتحا للشر وايذاء الناس والتصيد لهم .والجميع يقع فى مشاكل او اخطاء ومعالجة الاخطاء لمن يرغب فى استدامة العلاقات ليس بالهجوم او اللوم او العقاب ولكن بزرع الثقة فى النفس والمساندة حتى يستطيعوا العبور من هذه المواقف واستمرار الحياة ..
٩– حماية من يشعرون بالحزن
البعض لايراعى مشاعر الناس وآلامهم … .وقد يستهين بها ..وهذه من النقاط المدمرة للعلاقات..لكن الانسان الحقيقى هو الذى يظهر التعاطف الصادق وان يشعره بحضوره إلى جواره ومساندته بصدق بالافعال وليس بالاقوال ..
بقلم .. أ.د/إبراهيم حسينى درويش أستاذ المحاصيل الحقلية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.