الإنسان مدنى بطبعه ولايستطيع ان يعيش بمفرده،ويبحث دائما عن اصدقاء يتفاعل معهم ..
وتكمن المشاكل فى اختيارك للصديق او للشخص الذى تتآلف معه،،او تتعامل معه
فعندما يقال أن المرأ على دين خليله…هذا يدل على التاثير الكبير
الذى يعكسه الصديق او الرفيق على اخلاق وسلوك الانسان عامة وعلى حالته وصحته النفسية والعصبية خاصة ..
فان كان الصديق سويا او من تتعامل فى فكره وسلوكه ومتمتع بالذكاء الاجتماعى يكون نعم الصديق او نعم الرفيق .
ويصور الرسول صلى الله عليه وسلم الصديق الصالح كحامل المسك ..اما ان تبتاع منه او تشم رائحة منه ذكية ..
اما الصديق الغير سوى او الصديق السوء فى افكاره وسلوكياته وتصرفاته منخفض الذكاء الاجتماعى والذى يسميه العلماء بالشخص الغبى مجتمعيا….فيكون كنافخ الكير اما ان تحرق بناره او تتأذى بدخانه
فعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة ) رواه البخاري ومسلم.
فابحث عن من تصادق او تخالل او تعامل او تجالس لانك ان الذى ستجنى ثمرة علاقاتك
وفى كل الاحوال التوازن
مطلوب في كل أمور الحياة وخاصة في علاقتنا مع البشر…
لانه علاقات كثيرة انتهت وتم تدميرها من اشخاص كانوا يحبونهم ويثقون فيهم ثقة مطلقة
وكم بيوت خربت بعد ان تأسست على الحب…
فيجب أن تكون متوازناً في جميع علاقاتك وتكون العلاقات قائمة على ألأدب والاحترام واللطف فمن تعطيه أكبر من حجمه واكثر مما يستحق يتمادى عليك..ويستعلى خاصة إذا كان عديم الاصل او مريض النفس او عديم الثقة بنفسه وله شخصية وسواسية، ومن تعطيه اقل من حجمه يحس بالاهمال وعدم التقدير فيهرب منك ..
ويشبهون ذلك
بظل المراكب ..الذى يتناسب مع حجم المركب ، فنحن نحتاج ان نتعلم مهاره ظبط المقاسات لكل علاقه مع الاصدقاء ولكل علاقه مع من نتعامل معهم …
ومن المهم ان تبتعد عن التحكم والسيطره في علاقاتك والاستعلاء والثقة الزائدة التى توهمك ان الكل سيتحمل شطحاتك او سوء اخلاقك لاان اي شيء يكون مبالغ فيه ينقلب ضد مصلحتك..وستواجه بما لم تكن تتوقعه..بغرورك وعنجهيتك..
وكن متوازنا واعتدل في مشاعرك وانفعالاتك فجمال الحياة مبنية على التوازن ، بين الفرح والترح ،المرح والعمل، وان لكل مقام مقال، وان تراعى أن للنفس مجموعة جوانب يجب لا يطغى واحد ع الآخر…..
لكي تحافظ على علاقاتك بكل أنواعها تحتاج لعدة أشياء.
——————————–
١- مرونة نفسية عالية، وطاقة تحمل كبيرة.
٢- لا تُحمل الكلام على أكثر من (وجه) وتدخل في لعبة التفسير والتأويل وتترك لخيالك ان يغرد بعيدا عن الواقع..
٣- ابتعد عن سوء الظن ، وبالمقابل لا تعطِ الشخص مكانة لا يستحقها..
٤- كن متوازن في شعورك ولا تبنِ أي حكم،
متطرف.
وينبغى ان نعلم أن علاقتنا بين الناس تحكمها بعض الاسس والمبادئ ..
١- علاقة تفعالية ..
فالعلاقة ليست من طرف واحد وانما هى مبنية على التفاعل بين الطرفين ..وعلى الأخذ والعطاء. وكل أخذ لابد ان يقابله عطاء والعكس..بالعكس ..وإلا فقدت العلاقة معناها ..
٢- علاقة قائمة على الإحترام والتقدير المتبادل ..فلايمكن ان تستمر علاقة فيها اهانة او تقليل من الشأن او اهمال حتى بين الزوجين …وهى العلاقة التى بها خصوصية ..يتأكد فيها التقدير والاحترام..
٣- وجود ارضية مشتركة بين الطرفين ..تحقق مبدأ الكفاءة قاعدتها صلبة يتحطم على قاعدتها اى اختلافات فى الرؤى
وتعالج اى مشكلات تمر بها العلاقة .
٤- علاقة فيها رضى وقبول ..
فلايمكن أن تستمر علاقة مفروضة بسبب الوظيفة او الوضع الاجتماعى
٥- علاقة تراعى ظروف الاخرين ..
تجاملهم وتعاونهم فى مايجابه حياتهم وتعذرهم وتتجاوز عنهخ حال تقصيرهم
ومن النصائح المهمة فى اى علاقة بين البشر :
————————————–
١- لا تبالغ في حبك لأحد فإن صفعة الخذلان تأتي بلا مقدمات .ولاتحمل فشلك للزمان ولذلك يقال نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا».
٢- التوازن الذكي في العلاقات مطلوب،. وان يكون ذلك بصدق ووضوح .وشفافية .وليس عن طريق تمثيل دور المثالية. حتى يشعر من يتعامل معك والمقربون منك بأنك شخص مختلف عن الجميع،،،لان ذلك سيسقط وينكشف مع اول اختلاف فى وجهات النظر ..
فكم من اناس نظرنا لهم نظرة مثالية ..ولكنا خسرناهم فى تعاملاتنا معهم .. وكم من بيوت بنيت على الحب ولكنه تلاشى مع الوقت وتحطمت البيوت ..
لان الانسان بشر تصيبه ألاغيار يمرض ويتعب ويفرح ويحزن.ويحب ويكره …ويشتاق ويغير …. وهذا كله سينعكس على سلوكه وتصرفاته ..
ولذلك اذا تغير سلوكك او طبع لأى سبب مع من تعود على طبعك وسلوك بطريقة معينة فلن يقبل منك ولن يتفهم من يتعامل معك هذا التغير…. وقد يهاجمك …
ولايدرى بانك ايضا انسان وتحتاج إلى الاهتمام .والتقدير والاحتواء ممن يتعاملون معك ويعزرونك لانك انسان تتاثر بالاشياء التى تحيط بك …
٣- إياك والغباء الاجتماعى
وهو التصرف بسلوكيات غير واعية وغير مدروسة وغير محسوب عواقبها مع الآخرين،وهذا يسمى بالغباء الاجتماعى
مما يصيب من يتعامل معه بالإحباط ..والخذلان. والصدمة من بلادة الفكر وسوء التقدير لهم ولقيمتهم الاجتماعية،
وفى الغالب ان من يتمتع بالغباء الاجتماعى. لا يتصرف بهذه التصرفات عن قصد، بل تكون تصرفاته في الغالب بسبب نقص الوعي الاجتماعي لديه، وعدم قدرته على فهم كيفية تأثير سلوكياته على الآخرين
فكلما زاد الارتباط العاطفي بالشخص الذي يتم التفاعل معه، كان التأثير على الدماغ أقوى،
و الأفراد الذين لديهم ذكاء اجتماعي منخفض لهم علامات وصفات معينة منها ؛
١- يتوتر بسهولة، ويصاب دائما القلق وعدم الراحة، وعند عدم معالجة هذه المشاعر فإنها ترهق عقله وجسده.
٢- يعتقد انه دائمًا على حق حين يدخل أي جدال أو نقاش مع الآخرين، ولايسمع الا نفسه ورأيه .
٣- لايستطيع ان يتحدث بصورة طيبة بل يفشل دائمًا في اختيار الوقت المناسب لقول ما يريد،
٤- يلوم الآخرين دائما على مشاكله
ولايلوم نفسه. ولا يحمل نفسه مسؤولية أفعاله أبدًا، لذا حين يحدث خطأ ما يكون رد فعله الأول هو العثور على شخص ليلقي عليه اللوم
٥- يتأقلم مع المواقف بصعوبة لذا فإنه في الغالب يبتعد عن أي موقف يضطر فيه للتعامل مع تداعيات عاطفية، كما أنه يخفي مشاعره الحقيقية دائمًا.
٦- لا يمكنه فهم عواطفه الشخص فهو لا يستطيع فهم عواطفه والتحكم فيها، لذا قد ينتقد من أمامه لمجرد أنه لا يفهم ما يشعر به، أو لأنه يشعر بالانزعاج…
قال العلامة عبدالرحمٰن السعدي رحمه الله تبارك وتعالى -:
” إن السخرية لا تقع إلا من قلب ممتلئ من مساوئ الأخلاق ، متحل بكل خلق ذميم ، ولهذا قال النبي ﷺ : ( بحسب امرئ من الشر ، أن يحقر أخاه المسلم ) “
أبعد الله عنكم كيد العداء ”
واعطاكم من فضله الهدى”
وحماكم من سوء الردى”
وجعل حياتكم سعيدة طول المدى” وغفرالله لنا ولكم ووالدينا ووالديكم .واسعدالله ايامكم بالخير والصحه والعافية ..!!
بقلم .. ا.د / ابراهيم ودرويش أستاذ المحاصيل الحقلية ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.