فتح باب التقديم للدورة التدريبية "تطوير مهارات الصحفيين من الأساسيات إلى التفوق" بمقاطعة كيبك بكندا من يوم 1 نوفمبر لمدة 30 يومًا حتى 1 ديسمبر ، لذا نحث الراغبين في التقديم على تجهيز المستندات اللازمة للتقديم، لمزيد من المعلومات بصفحة الانضمام الى البرنامج التدريبى.

فقط 1750$
إعلان

الحلقة 31 لست مهتما بكِ

0

انتشرت رائحة الصندل الخفيفة في جو الغرفة الفاخرة.
شرب فارس كوب الشاي بهدوء وارتسمت ابتسامة صغيرة على شفتيه. بدت
ابتسامته ودودة من يراها يحش بالدفء كما الربيع ونسماته العليلة.
وعلى الرغم من أن فارس من عائلة ثرية، إلا أنه لم يكن متغطرشا ومتكبرا كما
جرت العادة في أفراد هذه العائلات بل بدا كشخص لطيف ومثقف؛ شخص
ودود ومتواضع.
ربما جاذبيته جعلت العديد من الأشخاص يعجبون به ويتعهدون بالولاء له.
ضحك حامد سليمان، وأعاد ملء كوب الشاي لفارس وقال: ” أنت مخطئ يا
سيد شداد. إن سبب إقامتي لوليمة اليوم هي رغبتي في تناول وجبة معك.
وليس لدي أي دوافع أخرى خفية “.
ضحك فارس ثم قال بلا مبالاة : ” هكذا إذا؟، قبل نصف عام، فشلت شركة
سليمان في الاندماج مع شركة البلاتيني للعقارات. كما انخفض سعر الأسهم في
شركتك إلى النصف خلال نصف عام!”.
ضدم حامد عندما سمع كلام فارس.
قبل ثلاثة شهور، حاولت شركة سليمان فتح سوق جديد في مدينة الروابي.
لكنها وقعت في فخ خطط له منافسيها، وتكبدت خسائر كبيرة.

توتر حامد وشحب وجهه.
نظر فارس نحو حامد صمت للحظة، ثم تابع قائلا: ” قبل شهر، انهم المدير
المالي لشركة سليمان بالاختلاس وسرق مبلغا كبيرا من المال “.
لقد وضعت ثقتك بالشخص الخاطئ، وتلك هي القشة التي قصمت ظهر
البعير. كما أن البنك رفض منح القروض لشركة سليمان “.
“إذا لم أكن مخطئا، فإن شركة سليمان التي سيطرت على سوق مدينة نصر
لعقد تواجه حاليا نقضا في ”
التمويل. يبدو أنها على حافة الانهيار خلال هذا
الشهر، اعتمدت على الدعم المالي من آل صياد، لكنك لا تزال صامدا بصعوبة “.
رن صوت فارس الهادئ والوحيد في الغرفة.
شعر حامد سليمان بالارتباك وشحب وجهه. ضدم بشدة وسأل: ” كيف عرفت
كل هذا؟”.
لم يشارك حامد هذه المشاكل حتى مع أفراد عائلته. وحتى المدراء التنفيذيين
في الشركة لا يعرفون إلا القليل عن وضع الشركة. لذلك تفاجئ عندما اكتشف
أن هذا الشاب البالغ من العمر عشرين عامًا قد فهم الوضع بشكل واضح.
وقف مصدومًا أمام فارس، فقد عرف كل أسراره وكان كالكتاب المفتوح أمامه.
صمت فارس قليلا. ثم حمل إبريق الشاي مبتسمًا وملأ كوب حامد. بعدها تابع
کلامه قائلا: “ليس ذلك فقط، بل أعرف أيضًا أن الدعم المقدم من آل صياد لن

يكفي لمدة طويلة. فخلال نصف شهر إذا لم تتمكن من الحصول على أي دعم
مالي جديد ستضطر الشركة إلى إعلان الإفلاس وسوف تتدمر إمبراطورية
أعمالك التي استغرقت عقودًا لبنائها “.
أحش حامد بالصدمة وكأن صاعقة ضربته وتركته في حالة من الذهول. بعدها
تلاشى كل القلق والارتباك اللذين شعر بهما داخله.
فأطلق حامد تنهيدة طويلة من الراحة وقرر أن يتكلم بصدق فقال: “كما هو
متوقع من السيد شداد لا أستطيع إخفاء شيء عنك. أجل إن أحد أسباب هذه
الوليمة هو التعرف عليك بشكل أفضل. والسبب الآخر هو طلب مساعدتك لإنقاذ
شركة سليمان “.
” إذا وافقت على مساعدتي يا سيد ،شداد سأصبح تابعًا لك وأنفذ كل أوامرك “.
” وسأحترمك كما لو كنت معلمي، أو كما لو أنك أبي “.
تصرف حامد كالخادم، كما لو أن فارس والده حقا فنظر إليه بنظرات يملؤها
التوسل والأمل. 1
نظرت نوار باندهاش لرؤية هذا المشهد أمامها.
هذا الماكر، ألا يشعر بالخزي ! سيفعل أي شيء من أجل التقرب من : عائلة آل
شداد، لدرجة التخلي عن كبريائه أو أن يصبح ابنا لشخص ما.
فجأة : عم الصمت أرجاء الغرفة.
كان صوت الرياح القادم من الخارج يعكر صمت الغرفة. ويدخل عبر
النافذة.

صمت فارس لمدة طويلة، وبقي مبتسمًا أثناء شربه للشاي. في هذه الأثناء،
تغيرت تعابير حامد وازداد إحساسه باليأس وأوشك على الاستسلام. وضع
فارس كوب الشاي ببطء وقال: حولي مليارًا إلى حساب السيد حامد غذا يا
آنسة نحاس “.
ردت نوارة نحاس على الفور ” حسنا یا سید شداد “.
فرح حامد سليمان وضحك ثم قال : ” شكرًا جزيلا لك يا سيد شداد، لقد
ساعدتني في وقت حاجتي. وسأعيد دفع الدين يوم اما امع الفائدة المضافة “.
ضحك فارس وقال بلطف: “لا حاجة لذلك. ففي النهاية كل شيء ملك لي
بالفعل “.
ضرب فارس كتف حامد و تابع قائلا ” اعمل بجد یا سید حامد. سوف أسمح لك
بمتابعة إدارة مدينة نصر. آمل ألا تخيب ظني في المستقبل “.
بدا أن هناك معان مخفية في كلماته اللطيفة.
تجمد حامد مذهولا . وأحس كأنه مجرد قطعة لعبة في يد فارس.
ثم تابع:” حسنا هذا كل شيء لهذه الليلة. أرجو مرافقتي إلى الطابق السفلي يا
أنسة نحاس “.
بعدها غادر فارس على الفور مع نوارة وأنهى الاجتماع.
قال حامد مودعا:” أتمنى لك سفرًا آمنا یا سید شداد “.

ثم وقف محدقا في خيالهما المبتعد شعر بالإثارة عند رؤيته خیال نوارة نحاس
الجذاب.
“يا للحظ إن نوارة نحاس امرأة مثيرة. لا عجب أن السيد شداد طلبها للعمل “.
شعر بالغيرة من فارس لم يملك حامد سليمان الشجاعة لمغازلة امرأة قوية مثل
نوارة نحاس.
“أعتقد أن رجلاً مثل السيد شداد وحده من يمكنه السيطرة على وردة قوية
مثلها! “.
لم يلتفت حامد مرة أخرى، ثم نادى رجاله وأمرهم بالعودة إلى المنزل.
في طريق العودة، قادت نوارة السيارة بينما جلس فارس في المقعد الأمامي
المجاور لها. مما أمكنه من شم رائحتها الجذابة.
أي أحد من أفراد الطبقات الراقية في مدينة نصر سيتفاجأ إذا رأى هذا المشهد.
من هي نوارة نحاس؟
امرأة تحكم مدينة نصر بجانب السيد حامد!
حتى عمدة مدينة نصر يظهر احترامه لها فالسياسيون يعتمدون على الدعم
المالي من رجال الأعمال الأثرياء تلك المرأة التي صدمت سمعتها وصيتها
الجميع في مدينة نصر جلست بصمت بجانب فارس مثل القطة. وقد قبلت
بسرور دور السائق.

بينما شغل فارس الراديو ونظر إلى الخارج أثناء الاستماع إلى الموسيقى.
لم تز نوار أي إثارة ورغبة في عيني فارس بتعابيره الهادئة ونظراته الباردة.
فكأنه يجلس بجوار رجل عادي لا امرأة جذابة وأنيقة.
شعرت بالاستغراب لوهلة فهي تعرف جاذبيتها جيدًا. لو أن الذي بجوارها رجل
آخر لكان فقد سيطرته بسرعة. لكن فارس لم ينظر إليها حتى، ولم تر أي جشع
أو شغف في عينيه.
بينما تعجبت من هدوئه، قاطع فارس شرودها قائلا ” كفاك استراقا للنظر”.
“فأنت لست بجمال زوجتي، لذلك لست مهتما بك “.
تفاجأت . من كلماته الوقحة وشعرت بغضب شديد داخلها.
كيف يمكنه التحدث معي بهذه الطريقة؟
يا إلهي، كيف يمكن لرجل مثل هذا أن يجد زوجة؟
احمر وجهها من الغضب وأثناء قيادتها للسيارة، نفثت أنفاسها بغضب مما جعل
صدرها يعلو ويهبط بدت وكأنها لم تقتنع بأن سحرها لم يؤثر على فارس.
فقال: ” توقفي عن فعل ذلك “.
“لن تؤثري بي .
. كما تفعل زوجتي ! “.

شعرت نوارة بغضب شديد فصاحت: ” أنت –!”.
ثم صدر صوت صرير عجلات السيارة واحتكاكها بالطريق.
أوقفت السيارة وصاحت بغضب: ” اخرج ! “.
“يمكنك العودة بنفسك. أنا لن أوصلك إلى المنزل “.
فتح الباب واضطر فارس إلى النزول من السيارة.
هبت الرياح الليلية العليلة بلطف على فارس الذي ارتدى ملابس رقيقة، ووقف
على جانب الطريق.
بقي يحدق في سيارة BMW وهي تغادر مبتعدة بسرعة كبيرة، شعر فارس
بالمرارة وابتسم ثم شتمها تنا يا لكبريائها ألا يجب على المرء قول الحقيقة؟
” يبدو أن جميع النساء متشابهات”.
ظن فارس أن امرأة الأعمال مثل نوارة نحاس التي تزاحم الرجال، لن تكون
مهتمة بمثل هذه الأمور السطحية.
لكن من يظن أن هذه المرأة المتحجرة والمسيطرة ستكون بهذا الكبرياء. لقد
فقدت أعصابها وتركته على جانب الطريق.
لقد كنت جريلا جدا “.

يجب علي العودة. سوف أتظاهر بأن سماء الليل أعجبتني “.
ابتسم فارس بمرارة.


متابعة حلقات الرواية

الانتقام عدالة قاسية ولو بعد حين


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً