اقترب موعد حفل عائلة آل صياد مما جعل آل صياد متوترين
حالما دخل ياسر صياد إلى فيلا العائلة، سأل ابنه عن تطور التحضيرات للحفل
المنتظر : ” كيف تسير التحضيرات في الفندق؟”.
أجاب سامي صياد على الفور: “لا تقلق يا أبي. لقد رتبت كل شيء وفقاً
لتعليماتك. سيغلق فندق أوجيني أبوابه الليلة. وسوف يبذلون كل ما بوسعهم
للتحضير للحفل”.
أوماً ياسر قائلا: ” حسنا إنها فرصتنا الوحيدة لإصلاح علاقتنا مع السيد شداد.
لذلك ينبغي أن نؤدى عملا جيدًا ونتأكد من عدم وقوع أي خطا في الحفل”.
وإلا ، حتى السيد حامد لن يتمكن من حمايتنا”.
“تذكر يا سامي أن تتصل بالسيد شداد وتذكره بالحفل. السيد شداد رجل
مشغول. لذا لا تنسى أن تتصل به”.
أوماً سامي صياد بالموافقة.
في هذه الأثناء، عاد فارس إلى المنزل.
تأخر الوقت وحلّ موعد نوم عائلة آل كارم بالفعل، لذلك تجنب إزعاج زوجته
فقرر فارس قضاء الليل في المكتب.
في غرفة نوم كاميليا، كانت الستائر مفتوحة قليلا، فتسللت أشعة القمر المنيرة.
فعندما مشى فارس في المدخل، نظر إلى الداخل فرأى زوجته مستلقية على
سريرها وقد ارتدت فستان نوم حريري أبيض وهي تتنفس بعمق وببطء وبدت
كالجميلة النائمة. بدا وجهها الرائع أكثر جاذبية تحت ضوء القمر.
عندما رأى فارس هذا المنظر أمامه، تنهد قائلا: “أنت فتاة غبية. لم لم تغطي
نفسك ببطانية ؟ هل تريدين أن تصيبك نزلة برد؟”.
أطلق تنهيدة خفيفة ثم رفع البطانية وغطى كاميليا. وعندما انتهى، جلس
بجوار السرير ونظر إليها لمدة طويلة ثم في النهاية، وقف وغادر الغرفة، دون
القيام بأي شيء . آخر.
بمجرد أن أغلق الباب فتحت كاميليا عينيها ببطء. ونظرت إلى البطانية التي
غطت جسدها، فابتسمت ابتسامة جذابة تحت ضوء القمر.
ربما، هذا هو السبب الذي مكنها من مقاومة الإغراء في المزاد.
خلال السنوات الثلاث الماضية، تحفل الإهانات الكثيرة في منزلها. أدركت
كاميليا صدق مشاعر فارس تجاهها.
كثيرا ما استيقظ فارس في منتصف الليل لتغطية كاميليا ببطانية، وهذه
اللحظات الصغيرة هي
التي ”
تجلب السعادة لهما.
في اليوم التالي، تلقت كاميليا اتصالا من ابنة عمها يارا، تخبرها بأن السيد كارم
يرغب في رؤيتها في منزلهم.
“لماذا يريد جدك رؤيتك في هذا الوقت؟”.
شعرت هاجر بالقلق: “هل يمكن أن يكون بسبب الحادث مع آل صياد؟”.
بدت يارا خلال المكالمة كما لو أنها تخفي أمزا ما.
لم ترد كاميليا على سؤال هاجر وبعد إنهائها فطورها البسيط قالت: ” سأذهب
الآن يا أمي “.
أخذت حقيبتها وارتدت حذائها واتجهت نحو الباب.
فجأة قال فارس: “سأرافقك”.
فقالت هاجر بانزعاج: “أنت” مجرد شخص وضيع. ما الفائدة .
من حضورك
هناك؟”.
“أم تريد إحراج كاميليا؟”.
اعترضت هاجر بشدة على اقتراح فارس ووجهت له تلك الكلمات اللاذعة دون
مراعاة لمشاعره.
اعترض نوار أيضا على مرافقة فارس لكاميليا، فقال بصوت بارد: “أعتقد أنه
من الأفضل لك أن تبقى في المنزل. فإذا ذهبت، ستجعل الأمور تزداد سوءا
وستضع كاميليا في ورطة”.
كانت هاجر ونوار غير راضين عن صهرهما، لذا بدا صوتهما مليئا بالاشمئزاز ولم
ينظرا ولو مرة واحدة حتى إلى فارس.
أجابت كاميليا: “لا داعي لذلك. وفتحت الباب وأوشكت على الخروج.
لكن تبعها فارس وأمسك معصمها وقال : ” أشعر بالقلق، دعيني أذهب معك”.
نظر فارس إلى كاميليا وتحدث بصوت حاد أحست بالحزم والجدية في عينيه.
غضبت هاجر من إصرار فارس، فقالت: “هل أنت أصم؟ قالت ابنتي للتو إنها لا
تريدك أن ترافقها. فلماذا تزعجها؟”.
ولكن بشكل غير متوقع، أومأت كاميليا برأسها ووافقت على مرافقته لها.
فصرخت هاجر “بغضب كاميليا ! هل أنت مجنونة؟ إن جدك لا يحبه. لذلك، إذا
اصطحبته معك، كأنك تصبين الزيت على النار؟”.
ونادتها مرازا!
” إنك فتاة غبية أنت تثيرين غضبي .
واصلت هاجر الصراخ، لكن كاميليا تجاهلت والدتها ببساطة وغادرت المنزل مع
فارس
في منزل عائلة كارم!
جلس السيد كارم بهدوء وفاحت رائحة الشاي الأخضر في الهواء والتي تطايرت
من الكوب أمامه.
أنه
يبدو
شخص بخيل لأن كوب الشاي الأخضر أمامه خضر من أوراق الشاي
التي أرسلتها عائلة سامي شداد تقاسم أوراق الشاي مع عائلة كارم بينما علقت
ساعة على الحائط.
حوله.
هذه الأثناء وقف أفراد عائلة آل كارم الآخرين، بما في ذلك يارا وزوجها
رحبت كاميليا بجدها بود عندما رأته وقالت إنك تتماثل للشفاء يا جدي، لذلك
أحضرت لك بعض الفاكهة إنها مفيدة لك. لا تنس أن تأكلها”.
زفرت یارا وقالت: ” توقفي عن التظاهر بالبر والوفاء يا كاميليا “.
” لو أنك حقا تهتمين بأمر جدك، لأعطيته أشياء أكثر فائدة بدلا من هذه الفواكه
الفاسدة”.
عبست كاميليا وقالت:” ماذا تقصدين؟”، لم تملك أدنى فكرة عما تتحدث عنه
ابنة عمها.
ضحكت يارا وقالت بسخرية: “ماذا أقصد؟ أنت ممثلة بارعة جدا يا كاميليا. إن
جدك أمامك لكنك تريدين الاحتفاظ بكل الأشياء الجيدة لنفسك؟”.
“لا أفهم ما تتحدثين عنه”.
حسنا؟ دعيني أذكرك، هل كنت في قاعة الملك الليلة الماضية؟”.
أجابتها كاميليا مندهشة: “كيف عرفت ذلك؟”.
ظهرت ابتسامة كبيرة على وجه يارا وقالت ” ثمة تاجر كبير أعجب بابنة آل
كارم الثالثة وأنفق الملايين لشراء الهدايا لها. لقد انتشرت هذه القصة بالفعل في
المجتمع الراقي في مدينة نصر. من لم يسمع بهذا؟”.
” حقا؟ لقد نسيتي كل شيء بعد التلاعب لليلة واحدة؟”.
” إنني آسفة. أقصد أنه كان تباهيا فقط، لا تلاعبا ! “.
ثم ضحكت
أظهرت يارا تعابير الأسف لكن كلماتها بدت مليئة بالسخرية وفي النهاية
ابتسمت ونظرت إلى فارس وقالت: “إنني أشعر بالأسف حقا على هذا الوضيع.
فزوجته على وشك الهروب مع رجل آخر، لكنه لا يعرف؟”.
تغيرت ملامح كاميليا فوزا وقالت بغضب: لقد تجاوزت حدودك يا پارا کارم.
بعد أن لاحظ توتر الأجواء، قرر المعلم كارم التحدث أخيرا فقال: “هذا يكفي.
توقفا عن الشجار”.
دعيني
أسألك يا كاميليا هل صحيح ما قالته يارا؟”.
أومأت كاميليا وأجابت: “لقد حضرت المزاد يا جدي، لكنني أقسم أني لم أفعل
يسيء لعائلتنا ولم أفعل شيئا مخزيًا مع السيد شداد ذلك”.
شيئا
زفرت يارا وقالت: “يمكنك قول ما تشائين فحتى لو ربطتك علاقة معه، أنى لنا
أن نعلم”.
لكن يا كاميليا، بما أنك اعترفت الآن، فيجب عليك تسليم الأغراض إذا.
شعرت كاميليا بالانزعاج وسألت: “أي أغراض؟”.
ابتسمت يارا وقالت ببرود لابنة عمها: ” أتسألين أي أغراض؟ حسنا أنا أتحدث .
الهدايا التي تلقيتها من المالك. لقد سمع سامي من صديقه أن تلك الأغراض
تقدر بالملايين ماذا ؟ هل تريدين الاحتفاظ بكل شيء
أجابت كاميليا على الفور: “لم أقبل أية هدايا”.
لنفسك؟”.
عن
“أنا لا أصدقك!”.
“إنها تقدر بالملايين. أي غبي سيرفضها؟ وتقولين لي أنك رفضتها؟”.
” هل تدركين ما تقولي يا كاميليا؟”.
تكلمت یارا بسخرية ثم تابعت: “إن الجد يستمع يا ..كاميليا. فإذا لم تعترفي فلا
تلوميني على عدم مساعدتك عندما يعاقبك في وقت لاحق”.
“أنت” صاحت كاميليا وقد امتلأت بالغضب واحمرت عيناها.
في تلك اللحظة، صرخ فارس بغضب : ” إنك تتجاوزين حدودك يا يارا”.
” تفتخر عائلة كارم .بالاستقامة والجد دائمًا يؤكد على ضرورة أن يكون الشخص
محترما تجاه كبار السن ولكنكِ أصغر من كاميليا وتواصلين معاملتها بوقاحة.
أسألك هل لا زلت تحترمين جدك وتقاليد عائلة كارم؟”.
دعيني
ارتبكت يارا من كلام فارس واحمر وجهها لأنها لم تعرف كيف ترد. بما أن فارس
قد ذكر تقاليد عائلة كارم وتعاليم جدها. فمن الطبيعي أن تبقى صامتة.
“كما أن كاميليا لم تقبل تلك الهدايا وحتى لو فعلت فالهدايا مقدمة لها من قبل
شخص آخر. وليس لهذا علاقة بك، أليس كذلك؟”.
“بأي حق يطالب الجميع بتلك الهدايا؟”.
بدت لهجة فارس حادة، ونظراته مليئة بالغضب.
خافت يارا لدرجة أن وجهها شحب وتراجعت تلقائيا بضع خطوات إلى الوراء.
صرخ سامي شداد بانزعاج : ” تبا لك! كيف يجرؤ صهر مقيم مثلك أن يتحدث
هناء”.
شعر بالاستياء عندما رأى وضيفا من عائلة كارم يصرخ بوجه زوجته. لذا تقدم
وواجه فارس بابتسامة باردة على وجهه.
“الجميع في مدينة نصر يعرف أن كاميليا هي ا الابنة الثالثة لعائلة كارم. من
الواضح أن المالك أعطاها تلك الهدايا لأنه أراد التقرب من عائلة كارم”.
تلقت كاميليا تلك الهدايا بسبب كونها فردًا من عائلة كارم. لقد استفادت منا.
لذا لدينا الحق في المطالبة بتلك الهدايا منها!”.
متابعة حلقات الرواية
الانتقام عدالة قاسية ولو بعد حين
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.