الحلقة 115 صديقة كاميليا صدمت
في الليلة الماضية، اتصل فندق أوجيني بالشرطة بعد أن توضح أن آل كارم لم
يملكوا نقود كافية لدفع حساب العشاء بقيمة ثلاثة ملايين. وبالتالي، تم أخذ
جميع الموجودين ونقلهم إلى مركز الشرطة.
كانت عائلة صياد ذو سلطة في مدينة نصر، وكانوا من المفضلين لدى السيد
حامد سليمان. لذلك، لا عجب أن يكون لديهم أشخاصهم في مركز الشرطة.
أخبرهم الضابط بأنه في حال لم يتمكنوا من الحصول على المال لدفع المبلغ
المترتب عليهم، فعليهم الذهاب إلى السجن.
أصيب الضيوف بحالة من الدهشة، بما أن لم يتمكن سامي بدفع الفاتورة، لم
يكن أمامهم خيار سوى طلب مساعدة السيد كارم.
“أنتم أغبياء يا للعار كيف تم اعتقالكم بسبب تناول العشاء؟”.
“أخبروني كم تدينون لهم؟ سأقوم بإرسال المال”.
قال السيد كارم وهو عائد إلى غرفته لجلب المال كان غاضبًا جدًا لدرجة أنه
يرتجف من الغضب. “بسبيكم تعرضت لموقف محرج للغاية”.
“ماذا؟”.
شعر السيد كارم بصدمة عارمة عندما سمع المبلغ وشحب لونه مما أصابه
غضب شديد “ثلاثة ملايين”.
“طلبتم عشاء بقيمة ثلاثة ملايين ؟”.
“أنتم وحوش ! أخبرني، هل أنتم وحوش؟”.
“لا، حتى الوحوش ليست بهذا الجشع، يا أوغاد”.
“كيف توجهون أصابع الاتهام إلى سامي بعدم تسديد الفاتورة؟ هل هو غبي؟
لماذا سيدفع ثلاثة ملايين على عشاءكم؟”.
“لو كنت بنفس موقفه لما دفعت كل تلك الأموال عليكم أيضا.
“أنتم حثالة! لماذا لا تبقون هناك؟ أرغب بأن تبقون في الشجن لعدة سنوات”.
هذه
هي
نتيجة جشعكم، لم تكتفوا بخداع سامي فقط، بل تحاولون خداعي
أيضًا. هل ترغبون أن أدفع لكم فاتورتكم؟”.
“استمروا في أحلامكم يا حمقى”.
ظهرت ملامح الغضب على وجه السيد كارم بشكل لا يصدق.
لم يكن يتوقع أن ينتهي الأمر بهذا الشكل الشخص حكيم مثله .
الأغبياء !
“لأنه غني، حاولتم استغلاله”.
مع
أبنائه
“والآن استغليتموه بما فيه الكفاية، لذا عليه أن يتخلى عنكم جميعا. تستحقون
ذلك !”.
“لم تفشلوا فقط في دفع حساب العشاء، بل أيضا أخذوكم إلى السجن، كيف
دمرتوا عائلتنا أنها الأغبياء الحثالة؟”.
داخل المنزل العائلي الكبير كان السيد كارم يرتجف غاضبًا. شعر بأن أبناءه
سببوا له خجل كبير وأفسدوا كل الكبرياء الذي اكتسبه طوال حياته.
في النهاية، قرر السيد كارم عدم تقديم المساعدة لأبنائه، كان ذلك ممكنا لو أن
المبلغ صغيرًا وليس مبلغ باهظا كهذا المبلغ المستحق ثلاثة ملايين سيتوجب
عليه بيع منزل العائلة ليتمكن من جمع الأموال، لكنه لم يستعد لتقديم كل هذه
التضحيات من أجل أبنائه الأوغاد.
لم يكن فارس وكاميليا على علم بما يحدث مع أفراد عائلة كارم، أدرك أن أفراد
عائلة كارم قد بالغوا في طلب الطعام وأهدروا الكثير من الأموال في الفندق
الليلة الماضية، لكنه لم يعلم أن أقاربه الأوغاد لم يتمكنوا من دفع ثمن وجباتهم
الباهظة. ولم يكن يعرف شيئا حول مسألة اعتقالهم.
ولكن إذا علم والدي كاميليا بما حدث، سوف ينهارون من
الضحك.
كان الأمر بمثابة عدالة إلهية
حينها، كان فارس لا يزال في سيارة نوارة متوجهين إلى بيت فارس الجديد.
داخل السيارة، لم يتمكن فارس من نطق كلمة واحدة. كان يجلس صامثا في
المقعد الخلفي، وعينيه كادت أن تغمض بدا وكأنه داخل في نوم عميق. ولكن،
فجأة، قررت نوارة التحدث لكسر الصمت.
“السيد فارس، هل لديك وقت فراغ؟ ما رأيك أن نذهب في نزهة حول بحيرة
الضباب؟ ثم نذهب إلى منزلك في المساء، المنظر في البحيرة جميل جدا”.
أجاب فارس: “لا، ليس لدي المزيد من الوقت لنتوجه مباشرة إلى منزلي”.
أومأت نوارة بالموافقة، لكنها بدت مضطربة قليلًا.
فجأة، رن هاتف ،فارس، نظر إلى الشاشة كانت زوجته كاميليا هي . من
يتصل.
على الفور، رد فارس على المكالمة وكان صوت زوجته اللامبالي يصدح من
الهاتف. هل ذهبت بعد؟ هل لديك وقت فراغ؟ إذا كان لديك هل يمكنك
القدوم إلى الشركة؟”.
سرعان ما ابتسم وأجاب: “نعم ! لدي وقت فراغ. أنا ذاهب الآن”.
شعرت نوارة بغضب شديد حتى كادت أن تصاب بجلطة بعد سماع كلماته
الموجهة إلى زوجته.
هذا الزجل يتعامل معي ببرودة شديدة، لكنه يعامل كاميليا بحماس لا مثيل له.
قالت نوارة بنبرة حادة وغضب واضح: “ألم تقل أن ليس لديك وقت فراغ؟”.
بعض النساء لا يزلن يبدون رائعات حتى .
عندما يغضبن.
ضحك فارس بحرج قائلا: “حسنا أنا متأكد أنني يمكن أن أضغط أعمالي في
وقت قليل لأمتلك القليل من وقت الفراغ”.
“حسنا في هذه الحالة يمكنك ضغط المزيد من الوقت”.
وهي تتحدث توقفت فجأة في منتصف الطريق وللمرة الثانية تخلت عن فارس
على جانب الطريق.
“مكتب زوجتك يستغرق ساعة للوصول سيرًا على الأقدام. بما أن لديك الكثير
من الوقت الإضاعته، أنا متأكدة أنك لن تمانع في قضاء ساعة إضافية على
الطريق”.
“أوه، كي لا أنسى، هذه هي مفاتيح المنزل لقد أرسلت لك عنوانه برسالة نصية،
يمكنك الذهاب إليه لوحدك لن أذهب معك أبداً.
“لا تحاول العثور علي مرة أخرى إذا كنت بحاجة إلى شيء آخر، أنا مشغولة
جدا هل تعلم؟”.
بعد أن قالت لفارس كل ما ترغب بقوله غادرت نوارة على الفور. وتركت فارس
الذي شعر بالاستياء تجاه ما حدث للتو.
ماذا؟ هل غضبت بالفعل بسبب هذا؟
لم يستطع سوى أن يرفع كتفيه بلا اهتمام.
في الحقيقة، لم يود إزعاج نوارة أبدا، ولكن بما انه كان حاضرًا عندما كانت
نوارة تناقش الأعمال مع زوجته قرر أن يطلب منها المساعدة كوسيلة للراحة.
دون شك تكون نوارة بالفعل خيارًا مريحًا عندما يتعلق الأمر بالمال.
لكن عندما أدرك فارس ما حدث الآن في السيارة، شعر بالأسف الشديد على
الأسلوب الذي تعامل به مع نوارة.
بالنهاية شخصية مثل نوارة تعد محط اهتمام أينما ذهبت، ربما كان يقدر سمعته
كثيرا، لذا رفضه السابق بلا شك قد جعلها تشعر بالحرج الشديد.
لم يتردد فارس للحظة واستقل سيارة أجرة لينطلق نحو المكتب. “لا بأس
سأعتذر منها عندما أقابلها في المرة القادمة، لقاء زوجتي الآن مهم أكثر”.
عندما وصل إلى الشركة، وجد كاميليا تنتظره بالفعل.
حامله حزمة متقنة في يديها، وبجانبها تقف فتاة جميلة وأنيقة.
في الوقت الذي ظهرت فيها سرعان ما أصبحت الجميلتان محور الاهتمام.
بالنهاية، النساء الجميلات دائما ما تلفت الأنظار أينما ذهبن حينها كانت
السيدتان تقفان بجانب بعضهما البعض كلاهما تملكان أجساد نحيفة ووجوه
جميلة، لذلك استدار العديد من الرجال لينظروا إليهم.
“كاميليا، هل تبحثين عني؟”.
قالت كاميليا عندما رأت فارس: “نعم، هذا منتج تجميل اشترته صديقتي من
الخارج، إنه مرطب ذو جودة عالية، يعمل على تغذية البشرة ومضاد للشيخوخة
مناسب جدا للنساء من عمر والدتك، خذه معك أيضاً.
بالزغم من أن أسلوبها كان بارد نوعا ما، إلا أنها كلامها حزك مشاعر فارس.
على الرغم من أن قلبه الحنون، إلا أنه قبل أن يقوم بشكر زوجته، صاحت الفتاة
الجميلة الواقفة بجانب كاميليا بدهشة: “كاميليا ، هذا هو الزجل الذي تزوج إلى
عائلتك؟”.
“اللعنة! كيف تعطيه الهدية القيمة التي قمت بشرائها لوالدتك؟”.
“إنه مجرد صهر ريفي.
ما الذي تفكر به؟ هل أنت مجنون؟.
هذا
منتج تجميل عالي الجودة.
” أتذكر أنه شخص في الريف، هل بنظرك أن الزيفيين يستخدمون مثل هذه
المنتجات باهظة الثمن؟ أليس من الحماقة أن تقدمي لهم مثل هذه الهدية؟”.
صدمت كارمن سواس.
لأن صديقتها الحميمة ضيعت وقت الصباح وهي تنتظر شخص عديم
مثل فارس ليس ذلك فحسب، بل أعطته منتجات تجميلية باهظة الثمن
ليأخذها إلى الريف.
الفائدة
خلال السنوات القليلة الماضية، كانت كارمن على اتصال دائم مع كاميليا أثناء
إقامتها في الخارج، لذا كانت على علم بزواجها من فارس.
اليوم كان اللقاء الأول بين كارمن وفارس مما جعلها تأخذ نظرة سيئة عنه.
كانت كاميليا امرأة جميلة وموهوبة جدًا، لكنه من المؤسف أنها تزوجت من
شخص عديم الفائدة، شعرت كارمن بأن حظ صديقتها المقرب لم يكن جيدا بما
يكفي .
“كارمن توقفي عن الثرثرة فارس ليس بهذه السوء كما تظنين”.
“أووه، لماذا تدافعين عنه ؟ ماذا حدث معك؟ ألم تخبريني أنك لا تحبينه؟ ألا
يمكن أن يكون سرق قلبك بالفعل؟”.
صرخت کارمن بدهشة “اللعنة”.
نظرت كاميليا إلى صديقتها الحميمة ونبهتها أن تكف عن الثرثرة ثم طلبت من
فارس أن يهم بالمغادرة خوفًا من أن يفوته القطار.
ماذا تتحدثين؟”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.