خدمة مميزة يقدمها الاتحاد لأعضائه:
صمم موقعك باحترافية وابدأ رحلتك الرقمية اليوم

اضغط على الصورة للتفاصيل
إعلان

الحلقة 141 : تنظيف المنطقة

0

داخل الردهة.
بعد أن رمى فارس هاتفة نحو ضرغام شهبندر نظر ضرغام فرأى هوية المتصل
على الشاشة. كان الاسم “ساهر نوار”.
داخل المطعم ضحك أفراد العصابات الآخرون من فارس بسخرية، كما لو أنهم
يتعاملون مع أحمق.
” زعيم، أظنه يتبجح فقط”.
“لماذا تضيع وقتك معه؟”.
” فلنكسر ساقه وحسب”.
” في نهاية المطاف، ليس سوى قروي فقير ويبدو أنه غز، حتى لو انضم إلى
عصابتهم، فسوف ينتهي به المطاف كساع بين أفراد العصابة، لا قيمة له. قال
إنه يعرف السيد ساهر نوار من مدينة الروابي؟ وجعل السيد ساهر يركغ له؟
حتى ولي عهد عائلة نوار كان عليه أن يجثو على ركبتيه أمامه ويتوسل
الرحمة؟ على الأرجح كل هذا كذب ليست سوى قصص ملفقة لا يصدقها إلا
أبله”.

ضحك الرجال الأشداء بإجرام وهم يتقدمون ليبرحوا فارس ضربًا.
لكن في هذه اللحظة، من ضرغام يده فجأة وأوقفهم.
“أيها الوعد. أداوا مقنع”.
“حسنا. سوف أجاريك”.
“أريد أن أرى إلى أي مدى سوف تستطيع الاستمرار في ادعاءاتك”.
ثم ضغط ضرغام على زر الرد وهو يوجه كلامه الفارس.
فعل الفكبر، وضبط الصوت لأقصى حد لكي يستطيع الجميع سماع المحادثة.
نقد صوت رجل أربعيني من الطرف الآخر للخط مرحبًا، هل معي |
شداد؟”.
لم يجب ضرغام على السؤال وطلب هوية المتصل.
السيد
“أنا ساهر نوار؟”.
أمكن سماع نبرة الشك في صوت ساهر: ساهر” نوار من مدينة الروابي. سيد
شداد هل نسيت بهذه السرعة؟ لقد التقينا للتو”.
انفجر ضرغام شهبندر ضاحكا من فوره.
“هاهاها”.
هههه يقول إنه ساهر نوار”.
“هل تصدقون؟”.
“هاهاها-“.
ضحك ضرغام ورجاله بسخرية بدا وكأنهم سمعوا النكتة الأكثر طرافة في
العالم. حتى مرافقة ضرغام الجميلة .ضحكت اهتز جسدها بلطف
فمها بيدها.
وهي
تغطي
سمع ساهر ما قاله ضرغام، أدرك وجود خطب ما تحولت نبرته فورًا إلى
بعد أن
البرود والجدية والتسلط.
“مم؟”.
“أنت لست السيد شداد ؟
“من أنت؟”.
“أين السيد شداد؟”.
“من أنا؟”.
“أنا أبوك”.
“هيا يا بني. قُل لي بابا إن فعلت فقد أبقي على السيد شداد خاضتك”.
“هاهاها”.
جعلت كلمات ضرغام الجميع ينفجرون ضحكا.
بدوا كأشخاص يستمتعون بمضايقة أبله.
“كيف تجرؤ”.
“من أنتم؟”.
” من أين لك الجرأة على مخاطبتي أنا ساهر نوار بهذه الطريقة؟”.
“لا بد أنك قد سئمت الحياة غضب ساهر بوضوح كانت كلماته مشحونة ببرود
وتسلط مطلق يسهل إدراكهما رغم أن صوته يأتي من الطرف الآخر لخظ الهاتف.
انفجز ضرغام في وجه ساهر بصوت جليدي وغينين مليئتين بالضحك
والشخرية.
” اللعنة ! أحقًا تظن نفسك أحد الكبار؟”.
” أنت ساهر نوار؟”.
“إن كنت المعلم ساهر حقا، فأنا أبوك.
“كيف تجرؤ على التعالي أمامي”.
“أنا ضرغام شهبندر! أتظن حقا أنك تستطيع تخويفي بهذه السهولة؟!”.
كزر المتصل: “أقول لك أنا ساهر نوار”.
سخر ضرغام: “وأنا أقول لك، أنا أبوك”.
“أنا ساهر نوار حقا”.
“وأنا أبوك حقا”.
وصل الصوت الذكوري الثقيل من الطرف الآخر، وبدا أكثر برودة هذه المرة:
” هل لديك أمنية أخيرة قبل أن تموت؟!”.
يمكن بسهولة إدراك الغضب الفتزايد المكبوت وراء هذه الكلمات.
بدا أن المتصل أوشك أن يخرج عن السيطرة.
وكأنه بركان نشط يغلي وعلى استعداد للثوران في أية لحظة.
تظاهر ضرغام بالغضب : “كيف تجرؤ يا ابن السافلة كيف تجرؤ على التحدث
إلى أبيك بهذه الطريقة؟”. ثم انفجر ضاحكا.
داخل الردهة، ضحك أتباع ضرغام لدرجة أن خواصرهم أصبحت تؤلمهم.
“هاهاها-“.
“زعيم، أسلوبك
رهيب!”.
“سوف أموت من الضحك”.
“أظن أن ذلك العجوز يوشك أن يفقد عقله؟”.
“هاهاها”.
ضحك الرجال الأشداء الواقفون أمام فارس من مقلب زعيمهم بالمتصل لدرجة
أنهم لم يستطيعوا الوقوف بثبات.
“سید شهبندر ، أنت حقا سيء”.
“أنت حقا شرير”.
الدلوعة الشابة أخذت تضحك أيضًا. رَجُلها ليس غنيا وقويا وحسب، بل فكاهيا
أيضًا. شعرت أنها محظوظة لأن مثلة يحبها.
ضحك ضرغام ساخرًا. لكن بعد ذلك أصبح جليا أنه نفذ صبرة على المماطلة
المتصل. أصبح صوته فجأة باردًا وخطيزا.
“حسنا، لدي أمور أخرى لأفعلها، لذلك لن أماطل مع وغي مثلك أكثر من ذلك”.
امع
“لكن دعني أذكرك. تستطيع النجاة بريشك مما فعلته فقط لأننا على الهاتف. لكن
لو أنك قلت ما قلته أمامي مباشرة ، لقتلتك مكانك. كن متأكدا من ذلك”.
” ودعني
أخبرك أيضا أنه في ناحية الجانودية، أنا الملك. السيد شدادك هذا قد
أساء إلي. لذلك، انتهى أمره”.
” حتى الإمبراطور بنفسه لا يستطيع إنقاذه الآن!!”.
تدفقت كلمات ضرغام بانسيابية وامتلأت تعابير وجهه بالافتخار. كلماته
المسيطرة صدحت في المطعم وأبهرت الحاضرين بعد أن أنهي ضرغام كلامة
ضرب الهاتف وأنهى المكالمة.
في هذه الأثناء، على الطرف الآخر من الخط انتفخت أوداج ساهر من الغضب.
رأی حامد سلیمان الذي كان بجانب نوار تعابير وجهه فتساءل.
“ساهر، ما الخطب؟”.
“لماذا تبدو فظيفا هكذا؟”.
تجاهل ساهر السؤال وأجاب بتعبير جاد “اسبقني إلى المكان. لدي بعض
الأشياء لأهتم بها. ثم سألحق بك بعد ذلك”.
بعد انتهائه من كلامه ركب ساهر سيارته وأجرى مكالمة هاتفية.
“أنت المسؤول عن ناحية الجانودية، أليس كذلك يا دباغ ؟ هل تعرف ضرغام
شهبندر؟”.
حدد مكانه وأرسل لي موقعه فوزاً.
“معك خمس دقائق فقط لجمع الرجال وإرسالهم”.
“نعم، أرسلهم إلى الجانودية”.
“اليوم سوف أنظف منطقتي من القاذورات!”.
“يبدو أنني أرخيت الحبل كثيرًا. الآن، حتى النكرات أصبحوا يتطاولون علي”.
امتلأت ملامح وجه ساهر بالخطر وبرقت في عينيه نية القتل.
منذ أن سيطر ساهر على مدينة الروابي منذ سنوات عديدة وهو يُخفّف ظهوره
ويديز الأمور من خلف الكواليس. لم يغضب يومًا كما هو غاضب الآن!
دارت عجلات سيارة لاند روفر بسرعة جنونية وهي تتجه إلى أحد المطاعم.
في
اللحظة نفسها بدأ العالم السفلي في الجانودية يضطرب.
أسرعت عشرات سيارات الفان عبر شوارع ناحية الجانودية، كمياه تتدفق من
سد.
بذوا كحجاج يُوفضون إلى أماكنهم المقدسة، أو كمسؤولي قصر يهرعون لتقديم
التحيات للإمبراطور.
اجتاحت السيارات الأرض بوجودها الساحق وتدفقت جميعها نحو هدف واحد
من الأعلى، بدوا كأنهار عديدة تصب في البحر في نقطة واحدة.
الناحية المسالمة التي كانت هادئة إلى هذه اللحظة، ضربت فجأة.
أما ضرغام وأتباعه فكانوا غافلين تماما عما يحدث خارج المطعم.
صرخ ضرغام وأمر رجالة بالتجهز لمهاجمة فارس: “أيها الوغد، استعد للموت”.
إلا أن فارس ابتسم قليلا وقال: “اسمك” السيد شهبندر، صحيح؟ لماذا لا ننتظر
أكثر”.
عبس ضرغام: “لماذا؟”.
“ظننت أنك قد ترغب في التحقق ما إن كان المتصل هو حقا المعلم ساهر أم
لا.
“إن كان المتصل ساهر نوار الحقيقي، فسوف يصل إلى هنا خلال خمس دقائق.
أما إن لم يأت أحد في غضون خمس دقائق، فليس عليك فعل شيئ: أنا سوف
أكسر ساقي بنفسي عندها”.
“هل تجرؤ على الرهان؟”.
ظل فارس هادنا. لم يستطع ضرغام ملاحظة أي مؤشر على الذعر على وجهه.
إلا أن أتباع ضرغام صرخوا في وجه فارس واستعدوا لمهاجمة الشاب المتبجح.
خذ رهانك وارمه في عرض البحر.
یا زعيم، أظله يحاول إضاعة الوقت. لا تصدق كذبه”.
لكن بعد التفكير في الأمر مليا، قال ضرغام: “حسنا!”.
“قبلت رهانك”.
“سوف انتظر خمس دقائق إن لم يصل المعلم ساهر بحلول ذلك الوقت، فسوف
تكسر ساقيك بنفسك!”.
ألقت كلماته بثقلها في المكان.
خارج النافذة اندلعت عاصفة، ما جعل الأشجار والعشب يهتزان بصخب


متابعة حلقات الرواية

الانتقام عدالة قاسية ولو بعد حين


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً