إعلان ثابت

خدمة مميزة يقدمها الاتحاد لأعضائه:
صمم موقعك باحترافية وابدأ رحلتك الرقمية اليوم

اضغط على الصورة للتفاصيل
إعلان

أحسِن نيتك يُحسن الله حالك

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

أحسِن نيتك يُحسن الله حالك وتمنى الخير لغيرك يأتيك الخير من حيثُ لا تحتَسِبْ .” هذا وعد من الله عز وجل لصاحب النوايا الطيبة..وعندما نتدبر قوله تعالى

﴿إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ هذه الآية الكريمة..تبين بأهمية النوايا الصادقة التى تحمل الخير للناس .والنية امر لا يطلع عليه احد فهى بينك وبين نفسك لايعلم حقيقتها الا الله ..ومن هنا ترجع اهمية الصدق مع النفس والصدق مع الله فلاتكذب على نفسك ولاتكذب على ربك ..وتامل قوله تعالى :(فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ) (محمد: ٢١). فالقلب السليم هو الاساس ..ويُجازي الله تعالى المؤمن على صدق قلبه، ونقاء صدره، وصفاء نيّته، وحبّ الخير لغيره، فيُسخّر له الأحداث ويسوق له المواقف والأشخاص من حيث لا يحتسب، حتى إنّ الخير ليأتيه من أبواب شتّى لم يتوقع يوماً أنّها ستفتح له ولو طرقها دهراً ..

طهر قلبك من الاحقاد ونقه من الامراض و سلّم أمرك لله . واشحن قلبك بطاقة الخير، وعبئه بمشاعر الرحمة والحب والسلام والتسامح والعفو .. وأملأه بالنوايا الحسنة، وعالج كل مشكلة بحزمة من النوايا الجميلة، فلا شيء يهزم الشر مثل النوايا الطيبة الخيرة. مصداقا لقوله تعالى {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ *وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}.. وتيقن بأن نية الخير تجلب لصاحبها الخير كله ..

النوايا الخبيثة تجلب لصاحبها الشر كله …والمكر السيئ لايحق إلا بأهله …ولنا عبرة من أصحاب الجنة الذين روى قصتهم القرآن الكريم الذين تبدلت نياتهم واضمروا الشر ..ومنعوا ز الخير .وعزموا على حرمان الفقراء والمساكين ..واقسموا بقولهم الذى سجله القرآن {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ } فكانت نواياهم الخبيثة وبالا عليهم وكانت نيران النوايا الرديئة التي عصفت بقلوبهم هى التى أحرقت جنتهم يقول تعالى ،(وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ ).الجزاء من جنس العمل ..وعلى قدر صلاح النوايا تأتي العطايا!…. ومن أحب أن يلحق بدرجة الأبرار…عليه أن يتشبه بالأخيار ويعمل على نفع الخلق فيما يسر الله من مصالحهم على يديه.ويجعل من النوايا الطيبة والنية الجميلة نمط حياة…

لاتحزن على شيئء فاتك او فقد منك ..او تمنيته ولم يتحقق وكن موقنا بأن كل ما تفقده في هذه الحياة سيعوضك الله بخير منه . وزيادة، وافضل ماكنت تتمنى فالله هو الكريم س يعوضك بأشياء أجمل تنسيك ما فقدته وستسارع البركات إليك، ويحلُ توفيق الله عليك ،وسيمنحك من الخير من حيث لا تحتسب.طالما تتمنى الخير للآخرين.

اياك والحسد .. فلاتحسد أحداً على نعمة فأنت لا تعلم ماذا أخذ اللَّه منه مقابلها ولا تحزن على مصيبة فأنت لا تعلم ماذا سيعطيك اللَّه عليها من ألاجر اذا صبرت واحتسبت .. .!

فتش عن الخير في قلوب من حولك مهما كانوا فى نظرك سيئين فكل انسان فيه بذرة خير ..عليك ان تكتشفها وتعمل على تنميتها يقول تعالى ( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا ، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ، قَدْ أَفْلَحَ مَن زكَّاهَا ، وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ) .

إذا أحسست بأى ضيق فى صدرك راجع نفسك وتفقد قلبك لتعلم لماذا أُغلق الباب ..فإذا صلحت القلوب فأبشر ببركة وكثرة العطايا فالبداية منك بإصلاح القلب، والخِتام كرمٌ من الرَّب. ..

النواياالطيبة فيها عوض عن الفائت، وتأمين للمستقبل بالمغفرة

ويرزق الله الإنسان الخير بنيته أكثر من عمله ..يقول رسول الله صلى اللَّه عليه وآله ( إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ

الراوي : [عمر بن الخطاب]ويقول صلى الله عليه وسلم…نِيَّةُ المُؤمنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ ، وعَمَلُ المُنافِقِ خَيرٌ من نِيَّتِهِ ، وكُلٌّ يَعمَلُ على‏ نِيَّتِهِ، فإذا عَمِلَ المُؤمنُ عَمَلاً نارَ في قَلبِهِ نُورٌ ).وعنه صلى اللَّه عليه وآله : نِيَّةُ المُؤمنِ خَيرٌ مِن عَمَلِهِ ، ونِيَّةُ الفاجِرِ شَرٌّ مِن عَمَلِهِ .. وكُلُّ عامِلٍ يَعمَلُ على‏ نِيَّتِهِ .وذلك لان النية المجردة عن العمل يثاب عليها، والعمل بلا نية لا يثاب عليه. وأن من رأى الخير وعمل مقدوره منه وعجز عن إكماله كان له أجر عامله. وأن النية لا يدخلها فساد.. وأعمال القلوب المجردة أفضل من أعمال البدن المجردة، كما قيل: (قوة المؤمن في قلبه، وضعفه في جسمه، والمنافق عكسه)”

اطمئن سيأتي إليك قدرٌ مِن الله، خير مِن كُل أحلامك. وكلما انشغل المرء بإصلاح سريرته تتابعت عليه الخيرات، والنية الصالحة تزيد صاحبها خيرا والنية الفاسدة تزيده شرا (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا)…..

لذا ضع نية الخير في قلبك وسيتولى الله أمرك. ولو صفت النوايا لانهمرت العطايا. ولو زَكَت القلوب لانزاحت الخطوب! نظِّف قلبك .. يكافئك الله على صدقك وسلامة قلبك وصفاء نيّتك وتمنّيك الخير لغيرك فتجدهُ يُسخِّر لك الأحداث، ويسوق لك المواقف، والأشخاص من حيث لا تحتسب حتى إنك لتجد الخير يسعى إليك مهرولاً من حيث لم تطلبه، فاللهم إنك تعلم ما نخفي وما نعلن. ﴿فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا﴾

ولا تهتم لحكم أحد عليك أو سوء ظنه بك .. المهم أن يكون قلبك كما يُحِب الله لا كما يُحب البشر ..﴿وَمَا كَانَ رَبُكَ نَسيِّا﴾..

النية مطية، من تمنى الخير للناس وصله ونال من بركاته، ولا يحرم الإنسان إلا لحسده ورجاء زوال نعمة نزلت على الآخرين، والسريرة هي الطريق التي ترسم لك الخير والشر.ومن أحب الخير لغيره كما يحبه لنفسه أطمئن، وسَعُدَ في الدنيا،والآخرة. ‏‎نظافة قلبك هي رزقك في هذه الدنيا توكل على الله فهو حسبُك “وعلى نياتكم تُرزقون”. فعندما تكون نقيًا من الداخل، يمنحك الله نورًا من حيث لا تعلم، يحبك الناس دون سبب، وتأتيك مطالبك دون أن تنطق بها فصاحب النيَّة الطيِّبة هو من يتمنى الخير للجميع دون استثناء وحب الخير للناس من حسن الخلق الذى يستر كثيراً من السيئات يقول الشاعر .. كما أن سوء الخلق يغطـي كثيراً من الحسـنات

وَكُلُّ إِنْسَانٌ موزونٌ بِمعدنــــهِ

وَخيرُ النَّاس مَنْ زانتهُ أخلاقُ

وقال ابن عباس رضي الله عنه معبرا عن حبه الخير للناس كلها:

“مانزل غيث بأرض إلا فرِحت بذلك، وليس لي فيها شاة ولا بعير،ولا سمعتُ بقاضٍ عادلٍ إلا دعوت الله له،وليس عنده لي قضية،ولا مررتُ بآيةٍ من كتاب الله إلا أحببت أن يعلم الناس منها ما أعلم”. اللهم أصلح نوايانا وارزقنا سلامة القلب وطهارة النفس ونقاء الروح وصدق اللسان.

 

بقلم .. ا.د / إبراهيم حسينى درويش أستاذ المحاصيل الحلقية ووكيل كلية الزراعة السابق بجامعة المنوفية


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً