قالت السفيرة د.نميرة نجم خبيرة القانون الدولي والهجرة ومديرة المرصد الأفريقي للهجرة AMO ، أنه ليس صحيحا ان جميع المهاجرين من أفريقيا يتجهون الى اوروبا ، مشيرة الي ان المهاجرون الافارقة اغلبهم داخل القارة الافريقية ، ومن يهاجر من المنتقلين من القارة الي خارجها يصل الي ١٤،٥٪ ، منهم ٢٧٪ يتجهون أوروبا بشكل نظامى وللدراسة والعمل ، وكذلك بشكل غير نظامى يساهم في سد فجوة نقص الشباب بسوق العمل الاوروبي بسبب إرتفاع متوسط الأعمار في القارة الاوروبية ونقص القوي العاملة ، جاء ذلك أثناء مشاركتها نيابة عن مفوضية الاتحاد الأفريقي في الاجتماع الموضوعي لعملية الخرطوم حول الاستراتيجيات المبتكرة لمكافحة الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين، والذي عقد يومي 10 و11 ديسمبر 2024، في مومباسا، كينيا.
وأوضحت نجم ان اعداد الهجرة العالمية بالمقارنة بعدد سكان العالم في عام ١٩٩٠ وصلت الى ٢،٨٧٪ ، وزادت هذه النسبة في عام ٢٠٢٠ ،لتصل الى ٣،٦٪ ، اى ان الزيادة في الهجرة حول العالم خلال ١٠ اعوام لم تصل الى ١٪ من سكان العالم، ونصيب افريقيا من عدد المهاجرين حول العالم يصل الى ،١٤،٥٪ بالمقارنة للمهاجرين من آسيا ٤١٪ ، واوروبا ٢٢،٥٪ ، وبالتالى لا يمكن القول باننا نواجه حملات هجرة غير مسبوقة في التاريخ، اذ ان عدد الاوروبيين الذين هاجروا ولجأوا الى شمال افريقيا اثناء الحرب العالمية الثانية اكبر بكثير من اعداد المهاجرين من افريقيا في السنوات الاخيرة،
وأكدت السفيرة علي انه يجب تحرى الدقة حينما نتحدث في المحافل المشتركة بين افريقيا واوروبا عند الحديث عن الهجرة من القارة الأفريقية الي القارة الأوروبية ، حتى يتثني لنا وضع سياسات مبنية على الواقع تنعكس في التحول لاجراءات تنفيذية فعالة ، وتسهم في حماية المهاجرين الافارقة وحقوقهم من جانب ، ومساعدة اوروبا في سد الفجوة الموجودة في سوق العمل هناك مما يؤدى الى فوائد مشتركة للقارتين وتبادل الناجع للمنفعة .
وأشارت نجم إلى الأطر القانونية المتاحة التي تجرم الاتجار بالأشخاص وعلى أهمية التعاون في مكافحة هذه الجرائم المنظمة العابرة للحدود، و تقييم نقاط القوة والضعف، حيث تكون هناك حاجة ماسة إلى التعاون الدولي ، وعلى الدور الحاسم لاستخدام التقدم في التكنولوجيا لجلب الجناة إلى العدالة وإنقاذ الضحايا وحماية حقوقهم الإنسانية.
وأكدت السفيرة خلال الجلسة الختامية، على أهمية الانتقال من التوصيات السياسية إلى التنفيذ لصالح القارتين الأفريقية والأوروبي.، مع التركيز على التنفيذ الفعال لمعالجة تحديات الاتجار والتهريب بشكل شامل ،مؤكدة على الحاجة إلى استراتيجيات ديناميكية وتعزيز التعاون لمكافحة هذه الجرائم العابرة للحدود الوطنية ، وعلي حرص المرصد علي تعزيز الشراكات، وربط الأطر الإقليمية بالاستراتيجيات القابلة للتنفيذ، وضمان التأثيرات الملموسة في حوكمة الهجرة في جميع أنحاء أفريقيا.
وقد جمع الاجتماع، الذي استضافته كينيا بالشراكة مع النمسا، صناع السياسات وممثلي وكالات إدارة الحدود وإنفاذ القانون وآليات التنسيق الوطنية والخبراء لاستكشاف الأساليب المبتكرة لمعالجة الاتجار والتهريب ،وتركزت المناقشات حول إطار العمل المكون من 4 عناصر – الوقاية والحماية والملاحقة القضائية والشراكة ، وأكد المشاركون على أهمية الجهود التعاونية والشراكات، بما في ذلك بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص، خصوصا مع الاحتفال باليوم الدولي للمهاجرين في الثامن عشر من ديسمبر.
وقد حضر الإجتماع من المرصد الأفريقي للهجرة هبة فكري باسيلي، مسؤولة بناء القدرات ، و ياسين بن مختار، باحث في الهجرة والتنقل بالمرصد .
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.