إعلان ثابت

خدمة مميزة يقدمها الاتحاد لأعضائه:
صمم موقعك باحترافية وابدأ رحلتك الرقمية اليوم

اضغط على الصورة للتفاصيل
إعلان

إلحق بقطار التائبين .. ولا تكن من القانطين إن ربك واسع المغفرة

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

كثيرا مايقف كل منا مع نفسه ..يخاطبها .. ويعاتبها إلى متى يانفس تخطئين ثم يرزقك الله التوبة فتتوبين ثم تعودى إلى نفس المعصية مرة بعد مرة ..

لماذا يا نفس انتى ضعيفه امام الشهوات و النزوات. هل هزمتى كما يقول ابن القيم ﴿ إنى بُليت بأربع؛ نفسى والدنيا وإبليس والهوى.. كيف الخلاص وكُلهم أعدائي.﴾

هل.سنستسلم للمعاصى ونرضى ان نكوني من اصحاب النار ؟

هل أصبحنا من القانطين من رحمة رب العالمين ؟…

بداية الوقوف مع النفس وعتابها ولومها على فعل الذنوب أمر صحى يدل على الفطرة السوية لان الذى يفرح بالمعاصى والذنوب انسان مات قلبه ..فالنفس اللوامة هى نفس فيها الخير وهى التى اقسم الله بها يقول تعالى: ﴿”لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ.وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾..

وفى كل حال عليك أن لاتصل الى مرحلة اليأس والقنوط .من رحمة الله ومغفرته .فهذه مرحلة خطيرة تخرج صاحبها من دائرة الايمان إلى دائرة الكفر يقول تعالى ﴿وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴾

فاذا قنط الانسان استباح كل الموبقات واصبح خطرا على المجتمع لكن من رحمة الله على الانسان الذى خلقه وعلى المجتمع ان فتح باب التوبة والرجوع اليه مهما كانت اخطاء الانسان ..

-مهما كانت معاصيك فرحمة الله ستحتويك فانت ابن أدم وكل بنى خطاء ولا احد معصوم فى الدنيا من الخطأ والذلل لانها دار ابتلاء وفتن واختبار… إلا الانبياء ومن عصمه الله ..

فمع جبروت الشيطان الا انه يتعد عن من كان فى معية الله وفى حفظه يقول تعالى: ﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ ولذلك كلما كان الانسان قريبا من ربك وفى عنايته اعانه وابعد عنه شياطين الانس والجن..ونصره على نفسه والدنيا..

ومن أروع البشارات ان من اسماء الله وصفاته انه هو الغافر وهو الغفور وهو الغفار وهو الرحيم وهو الرحمان وهو العفو .. وهذه الاسماء لا تتحقق عظمتها ولا مدلولها الا اذا كان هناك اخطاء وذنوب من الانسان وبهذه الاسماء والصفات يتجاوز عنها يقول تعالى ﴿ أنّي أنا الغفورُ الرحيم﴾ويقول﴿: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى)

إسم الله الغفور والغفار هما من صيغ المبالغة التى تدل على كثرة المغفرة مهما تكرر الذنب مغفرة الله اكبر ..

لكن عليك أن تتعرض لاسباب المغفرة بكثرة الاستغفار وحضور القلب وأن تستشعر أن الله يحب أن يغفر لك (والله يريد أن يتوب عليكم)..

باب التوبة مفتوح مهما كان إسرافك على نفسك يقول تعالى : ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾

وفى الحديث النبوى عن أبى هريرة رضى الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أن عبدًا أصاب ذنبًا فقال: يا رب، إني أذنبت ذنبًا فاغفره، فقال له ربه: علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به، فغفر له، ثم مكث ما شاء الله ثم أصاب ذنبًا آخر- وربما قال- ثم أذنب ذنبًا آخر، فقال: يا رب إني أذنبت ذنبًا آخر فاغفر لي قال ربه: علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به، فغفر له. ثم مكث ما شاء الله، ثم أصاب ذنبًا آخر – وربما قال – ثم أذنب ذنبًا آخر، فقال: يا رب إني أذنبت ذنبًا فاغفره لي. فقال له ربه: علم عبدي أن له ربًا يغفر الذنب ويأخذ به، فقال ربه: غفرت لعبدي فليعمل ما شاء» [رواه البخاري ومسلم].

ومن الايات الكريمة التى تحمل البشارات قوله تعالى ﴿ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ ﴾وكلمة واسع” لها مدلولات كثيرة تطمئن الانسان العاصى فهى مشتقة من السعة،

واسم الله “الواسع” اسم شامل عجيب،يقترن بمعظم أسماء الله وصفاته، تقول: الله واسع الرحمة، واسع الغنى، واسع السلطان، واسع العلم، واسع الحلم ،واسع القدرة، واسع الإحسان.. فلا حدود لمدلول أسماء الله.

فعندما يقترن اسم الله الواسع باسم الله العليم ..أى وسع علمه جميع المعلومات وجميع المخلوقات،، يعلم إخلاصك، يعلم طهارتك، يعلم ما تنطوي عليه نيتك ، يعلم براءتك، فيضاعف لك الثواب ، يقول تعالى :﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾( سورة البقرة )وكقوله تعالى ﴿ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴾( سورة يوسف )..

اسم الله”الواسع” الذي لا نهاية لبرهانه، الحليم لا يعجل، القدير لا يعجل..الذي لا يغيب عنه أثر الخواطر في الضمائر ويحول بين المرء وقلبه، وهوأقرب إليك من حبل الوريد…وسع سمعه جميع المسموعات، ووسع رزقه جميع المخلوقات، فله مطلق الجمال، والكمال، في الذات، والصفات، يقول تعالى:﴿ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ )سورة المجادله

ويقول تعالى﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾( سورة غافر )

﴿.إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِهو أعلم بكم ﴾ يقبل التوبة،ويعفو عن عباده، ويُبدّل السيئات حسنات مهما إتسعت دائرة الذنوب ،فميدان المغفرة أوسع منها يعلم أنكم تسِرون ذنوبا كثيرة وتحتاجون إلى مغفرة (واسعة) ”

لا تقنط مهما غلقت الأبواب… بإذن الله ستفتح…. مهما كان ذنبك .. فذنبك محدود ورحمة الله بلا حدود يقول تعالى ﴿وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ﴾

رحمة الله ..وسعت كل ألم وكل لمحة وجع وكل خاطرة حزن لا تيأس..علق آمالك بالله وكن مطمئناً إنه العزيز الحكيم. وهو الغفور الرحيم ..

 

بقلم .. ا.د / ابراهيم حسينى درويش أستاذ  المحاصيل الحلقية ووكيل كلية الزراعة السابق بجامعة المنوفية

 


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً