

ماهى الاسباب التى تجنبك الوقوع فى الفقر؟…
هناك قانون يسمى قانون الجاذبية الارضية ..فاذا وقع مثلا شيخ من الطابق العاشر فاحتمالية الموت له كبيرة ، واذا وقع كافر ملحد او حشاش من الطابق العاشر سوف تكون له نفس الاحتمالية فى الموت،، لماذا ؟
لان قانون الجاذبية الارضية لايفرق بين مؤمن وملحد او رجل ومرأة أو طفل وشيخ .ليس هناك فرق ..فقانون الجاذبية ينطبق على الجميع. كذلك قانون الفقر ينطبق على الجميع ..بمعنى انه مهما إجتهدت فى عملك أو أكثرت من الصيام والصلاه ..أو الزكاة او داومت على المسجد او اكثرت من العبادات ..وانت تؤمن داخل نفسك بأن الله قد كتب عليك الفقر ، او أن نصيبك من هذه الحياة أن تعيش فقيرا ورضيت بذلك واعتقدت بأن الله اختار لك الفقر ويحبه لك فى الدنيا خوفا عليك وادخر لك الغنى فى الآخرة..فأنت وقعت فى قانون الفقر ! ومهما فعلت لايمكن ان تكون غنيا ابدا ! وذلك لعدة اسباب منها :
(١): لأنك آمنت بان الله كتب عليك الفقر ..ونسيت ان الشيطان هو الذى يعد ألانسان الفقر. وليس الحق سبحانه.وتعالى. .فهناك العديد من الايات القرآنية التى تعلمك بأن الله هو الرزاق الكريم ومع ذلك تركتها وتمسكت بوعد الشيطان الرجيم الذى يعدكم بالفقر ! قال الحسن البصري:”قرأت في تسعين موضعا من القرآن أن ﷲ قدّر الأرزاق وضمنها لخلقه،وقرأت في موضع واحد:﴿الشيطان يعدكم الفقر﴾” فالشيطان يُخوفنا ،فقر المال ،فقر الأمل ،فقر الفرج فقر العطاء من الله الرزاق
(٢) ..لأنك آمنت بأنك ستستمر فى الفقر ورضيت بذلك ..ونسيت قانون اليقين.! فمن يوقن بشيئ يتجلى له فى حياته.. فمن رضى الفقر عاش فيه..فقانون اليقين والثقة المطلقة فى الله يجعلك تؤمن بأن الله هو الغنى وهو العاطى وهو الوهاب وهو الرزاق ذو القوة المتين وقادر على أن يغير حالك من حال الى حال ..فى طرفة عين ..
(٣) الفهم الخاطئ لمفهوم الفقر ..
فالفقر والغنى احساس ويقين داخل الانسان ..فقد يعيش الانسان داخل قانون الفقر . مهما امتلك من اموال الدنيا لأنه لم يرزق نعمة الرضا ونعمة الطموح وفقد الايمان وتغافل عن قانون اليقين ..
فالفقر يكون فى القلب والعقل والنفس…(فقر الإبداع، فقر الفكر، فقر الطموح، فقر الرغبة في التميز، فقر الخيال،..فقر الفكر وعاش بفكر الفقر أو الفقر في الأفكار المؤدية بدورها إلى فقر في الحياة ..
(٤) الحياة غنيّة بفضلﷲ فليس الفقر هو الجوع والاحتياج إلى المأكل، أو الحاجة إلى الملبس ، انما الفقر هو فقر الفكر .. وفقر الايمان وفقر العلم …و فقد الرؤية الذى يؤدى إلى القهر، وإذلال الروح، واستغلال الفقر لقتل الحب وزرع البغضاء.
(٥) الانسان يتغافل عن نعم الله الاخرى عليه.
قد لايملك الانسان الا القليل من المال ولكنه يملك سكينة الروح، ونور العقل، وصحة الجسد، وصفاء القلب، وسلامة الفكر، ودعوة أم، وعطف أب، ووجود أخ، وضحكة ابن، واهتمام صديق ودعوة محبين..ورزقُ العِلم والفقه والحِكمة: فالعِلم هو ميراث الأنبياء، وكذلك الحِكمة هيَ عطاء عظيم؛ لأنَّ الله قالَ عمّن أوتي الحكمة بأنّهُ أوتيَ خيرًا كثيرًا، وكذلك الفقه والفهم هوَ رزق واسِع؛ لأنَّ من يُرِدِ اللهُ بهِ خيرًا يُفقّههُ في الدين وايضا يملك الايمان واليقين . يؤدّي بصاحبهِ إلىالسعادة في الدُّنيا والآخرة. ورِزق الصحّة والعافية: الصحة هيَ نعمةٌ ورزقٌ لا يملكها كثيرٌ من الناس، ومن كانَ مُعافىً في بدنه فكأنّهُ قد ملكَ الدُنيا بأسرها، فليست نعمةٌ في الدنيا بعدَ الإيمان بالله- تعدلُ نعمة الصحة والعافية. وايضا رزق الزوجة الصالحة او الزوج الصالح حيث صحَّ عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (الدُّنيا متاعٌ، وخيرُ متاعِ الدُّنيا المرأةُ الصَّالحةُ).ورِزق الذُريّة الصالحة؛ لأنَّ الذريّة الشقيّة تُشقي صاحبها وتُشقي المُجتمعات، بينما الذريّة الطيّبة تَسعد بها أنت ومن حولك، وهي قُرّةُ عين ومصدر للسعادة.ورزق محبّة الناس لك: فالإنسان القريب من الناس والمألوف عندهم هوَ شخصٌ محظوظ قد ألقى الله لهُ القَبول في الأرض وبين عباده، فكم من شخصٍ ذائع الصيت بكرمِ أخلاقه وحُسن سُمعته! وكم من شخصٍ منبوذ بين الناس مُحتقَر عندهم بغيض إلى قُلوبهم!.
(٦) سوء تقديرك للنعم
صحيح رِزق المال الذى يتقاتل عليه الناس .. مطلوب لانه هو الذى يقضي بهِ الانسان حوائجه، وينتفع بهِ هو وأهله…لكن بالمقارنة بينه وبين نعم الله الاخرى نجده لا يساوى شيئا ..فمثلا ماقيمة المال اذا حرم الانسان نعمة البصر او السمع ..ولنا فى هارون الرشيد النموذج الذى ورد عنه انه يمكنه ان يدفع فى مقابل شربة ماء يحتاجها نصف ملكة ويدفع النصف الاخر اذا كى يخرها ولاتحتبس فيه ..
فملك هارون الرشيد لايساوى شربة ماء ..اى نعمة الصحة هى اجل النعم .
الخلاصة
لا تستسلم للشيطان ولا لاعوانه من شياطين الجن والانس الذين يغتالون ألامل ويطفئون مصابح النور ..ويخذلون الهمم..
وتمسك بقانون اليقين ..وثق بوعد الرب الكريم وتقرب اليه بفعل الطاعات وترك المنكرات و الأخذ بالأسباب المشفوع بكثرة الاستغفار والتّوبة الصّادقة وصلة الارحام و كثرة الحمد والشكر على نعم الله التي لا تُعدُّ ولا تحصى…
وكرر قراءة سورة الشرح التى وانه لايغلب عسر يسرين ..وعليك بقراءة سورة الواقعة كل ليلة فقد رُوي عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: «من قرأ سورةَ الواقعةَ كلَّ ليلةٍ لم تُصِبهُ فاقةٌ أبدًا”.
وكيف للمؤمن ان يكون فقيرا وهو يقرأ قوله تعالى«وَمَا مِن دَآبّةٍ فِي الأرْضِ إِلاّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلّ فِي كِتَابٍ مّبِينٍ»
وخير مانختم به « رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» رزقنا الله واياكم من فضله
بقلم .. ا.د / ابراهيم درويش أستاذ المحاصيل الحلقية ووكيل كلية الزراعة السابق بجامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.