
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، الثالث من مايو، نقف نحن أبناء الصحافة العربية أمام لحظة تأمل ووقفة وفاء، نستحضر فيها دور الصحفي العربي في مواجهة التحديات، وصناعة الوعي، والدفاع عن الحقيقة وسط عالم مضطرب يعج بالتضليل والتزييف.
أيها الزملاء في الاتحاد الدولي للصحافة العربية، إن رسالتكم الإعلامية تتجاوز حدود المهنة إلى أفق أوسع من المسؤولية الأخلاقية والالتزام المجتمعي. أن تكون صحفيًا عربيًا اليوم، يعني أن تكون شاهدًا على التحولات، وصوتًا للضمير، ومدافعًا عن الإنسان وحقوقه وكرامته، في وقت تتزايد فيه التهديدات على حرية التعبير، ويتعرض فيه الصحفيون لمخاطر القمع والإقصاء، بل والاستهداف الجسدي والمعنوي.
لقد أثبت الإعلام العربي – رغم التحديات السياسية والاقتصادية – أنه لا يزال يحتفظ بنبض الشعوب، ويعبّر عن قضاياها، ويُسهم في بناء الوعي القومي. وإننا في الاتحاد، نحمل على عاتقنا مسؤولية كبيرة في دعم الزملاء الصحفيين، وتعزيز حريتهم، وتوفير شبكات التضامن والتدريب والحماية، ليظلوا قادرين على أداء رسالتهم بكل مهنية وشجاعة.
إن حرية الصحافة لا تعني الانفلات، بل الالتزام، ولا تعني المعارضة من أجل المعارضة، بل البحث عن الحقيقة، ونقلها بأمانة ومسؤولية. وفي فضاء الإعلام العربي، نحن مطالبون بأن نُعيد الاعتبار لأخلاقيات المهنة، ونحارب الشائعات وخطاب الكراهية، ونعزز منابر الحوار والفكر البناء.
في هذا اليوم، نوجه تحية إجلال لكل صحفي عربي فقد حياته من أجل كلمة حق، ولكل من سُجن أو حُوصِر أو أُقصي بسبب تمسكه بالمهنية. كما نُجدد العهد بأن نظل أمناء على الكلمة، أوفياء لقضايا أوطاننا، حراسًا للضمير العربي الجمعي.
فلنجعل من الصحافة جسرًا للتقارب لا ساحة للصراع، ومنبرًا للتنوير لا وسيلة للتضليل.
كل عام وأنتم نبض الحقيقة، وسفراء الكلمة الحرة.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.