اللعب على طريقة بص العصفورة
كتب: محمد جوهر حامد

مايحدث فى منطقتنا الآن من أحداث هو تطبيق لمقولة “بص العصفورة”، فهناك مشاكل كبيرة لترامب في الداخل الأمريكي؛ تشمل الاضطرابات في بعض الولايات الأمريكية؛ كولاية كاليفورنيا وتكساس وبنسلفانيا وغيرها من الولايات، والتي تهدد ترامب بحرب أهلية طاحنه، ومواجهات مسلحة وتهديد بانفصال بعض الولايات عن الاتحاد الفيدرالي بالإضافة الى ارتفاع نسب التضخم والدين المحلى الحكومي، والخلافات المحتدمة بينه وبين الديمقراطيين بل بينه وبين اعضاء داخل حزبه الجمهوريين.
مشاكل يتعرض لها النتن ياهو في الداخل فهو يواجه الداخل اليهودي بالكامل إلا المتضامنين معه من اليمين المتطرف أمثال سموتريتش، فهناك مواجهة بينه وبين اليهود الحريديم بسبب قانون التجنيد، والتهديدات بإسقاط حكومته لفشله في إدارة ملف الأسرى لدى حماس، وإصرارة على الحل العسكري رغم ماتكبده من خسائر في الأرواح والمعدات، والاستنزاف الذي يتعرض له اقتصاده الذي يزداد انهيارا في كل يوم يصر فيه على المواجهة العسكرية، وفتحه لساحات صراع جديدة مع كل الدول المجاورة؛ ذلك كله جعله يواجه بتهديدات حل الكنيست وإسقاط حكومته وتقديمه للمحاكمة.
ومن اهم الملفات التي تواجهها حكومة النتن ياهو هو ما اعلنته إيران عن حصولها على معلومات ووثائق عن الملف النووي للكيان، بما فيها أماكن وأسماء العاملين بالمحطات النووية ومنشئات الأبحاث المتعلقة بها وقدراتها، وبالتالي كل من له صله بذلك الملف سواء من أجهزة داخلية عسكرية أم مدنية، أو أجهزة خارجية وأفراد.
لم يعلن الجانب الإيراني أية تفاصيل عن ذلك الملف النووي الذي حصل عليه، سوي انه حصل على آلاف الوثائق والصور عن الملف النووي للكيان، وانه لم يعلن عنه إلا بعد تمام نقل كافة الوثائق الخاصة به الى الداخل الإيراني، وانسحاب العناصر التي قامت بالحصول على تلك الوثائق ودخولهم الأراضي الإيرانية، وأنه سيعلن تفاصيل ذلك الملف على الملأ.
كان لابد من الخروج من ذلك كله بلعب لعبة “بص العصفورة” والتي اتفق فيها كل من ترامب والنتن على شغل الداخل في كل من أمريكا والاراضي العربية بملف إشعال المنطقة بضرب المنشآت النووية الإيرانية وبالنالي آعلان إيران بانها ستضرب الكيان بالصواريخ البالستية وكذلك قصف كافة القواعد العسكرية الأمريكية بمنطقة الشرق الأوسط، إذا تم قصف منشآتها النووية وساعد إعلان الإدارة الأمريكية بسحب بعض العاملين الأمريكيين بدول الجوار الإيراني وأسرهم، وكذلك عائلات الدبلوماسيين والعسكرين العاملين بالقواعد والمنشآت الآمريكية بالمنطقة، وسحب بعض الدبلوماسيين من السفارات بدول الجوار الإيراني كالعراق على واقعية الأمور وجديتها مما زاد الإثارة في لعبة “بص العصفورة”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.