اقصوصة يا قلب ها

بقلم : سعد جمعة

بمجر ان تقابلا سبقه بقوله :

_ مبروك

– الله يبارك فيك ، ولكن علي أي شيء؟

– رأيتكما أصبحتما أصدقاء!

– تقصد أحدث الأصدقاء لدي الآن؟

– نعم هو كذلك.

– هي كانت تظن أننا أصدقاء ، والتمست لها كل الأعذار ، فالصحافي دائمًا في دوامة كبيرة بين كتبه وأوراقه وقلمه!

– دعني أسالك، لماذا كل هذا الاهتمام بالأدب النسائي؟

– لا أعرف، ربما لأنني كنت أنصت جيدًا لأمي عندما كانت تتحدث، وتحكي لي كل شيء بكامل التفاصيل، وتسرد الحكايات الأسرية بالتواريخ ، وحتي حالات غضبها وأفراحها ..

صديقي، هذه أرسلت لها كثيرًا طلبات صداقة، وبعد فترة من الوقت أجدني بدافع الحياء أحذفه عن طيب خاطر ، ثم يعاودني الاعجاب مع الحنين معًا، فأكرر الإرسال مرة أخري.

وفي إحدي المرات، تعجبت وتشجعت، فكتبت لها رسالة عتاب،وكعادتها لم ترد!

حتى أنني قد نسيت الرسالة والطلب، بعد أن اكتفيت بكوني قاريء لها، ودومتم!

وذات ليلة، أي وكأنها كانت ليلة مباركة يستجاب فيها الدعاء ، فوجئت بإشعار رسالة منها، تقول:

– وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،،،

أناا؟ رافضة؟ كيف؟ أين هو طلب الصداقة الذي رفضته؟

– لقد حذفته حياءً من حضرتك بعد ماطال الانتظار بالموافقة.

– تم إرسال طلب صداقة لحضرتك، إن لم يتم الموافقة سأحذفه كسابقه!

– ياسيدي لم أر الطلب القديم ولا الجديد، سأراجع طلبات الصداقة حالًا.

– شكرا لحضرتك.

– أرجو ألا تتوقع من الناس سوء النية، فأنا حقًا لم أر الطلب القديم، ثم إن حضرتك قلت رافضة، والرفض يعني “بلوك” وهذا لم يحدث قط، من فضلك أعط لأخيك الف عذر ، تحياتي لحضرتك.

– الرفض لا يعني بلوك.

تحياتي لحضرتك.

– لدي طلبات صداقة، وأنا تركتها معلقة، ربما يستحي أصحابها ويحذفونها.

ثم أظهرت لها “برنت سكرين” بطلب صداقة لحساب مزيف.

هذا شخص أجنبي غامض متخوف منه!

– وتركها معلقة أيضا لايعني الرفض بل له أكتر من معنى منها الإنتظار للتحقق من شخصية طالب الصداقة أو أن الطلب لم يظهر أصلًا لتراكم طلبات أخرى بعده، ومنها ندرة دخول المطلوب صداقته، أو ربما لا توجد أيقونة الصداقة التي تظهر في الشريط الأعلي للحساب، يوجد أسباب كثيرة.

– لعلمك أنا لم أكن أتصور حتى اللحظة، أننا لسنا أصدقاء، لأني أرى متابعتك لشغلي، وممتنة لمشاركتك إياه.. الشكر والتقدير لك، تحياتي.

– فيه ناس كده الواحد يرتاح لها من غير اي شيء.

قبول من عند الله سبحانه.

معظم صحافي جريدتنا الغراء، أحبهم جدًا جدًا.

لأنهم يقتربون من الناس والشعب.

– هذه مدرسة، وطول عمرها صحافة الشعب.

الحمد لله، ربنا يديم المعروف وأشكرك على حسن ظنك واهتمامك، والعتاب من شيم الانقياء.

– أرد على التلفون..

– تفضلي حضرتك.

انتظرتها حتي ترد علي التليفون، واعتقدت أنها ستعاود وتستكمل حوارنا الممتع، إلا أنها تركتني أنتظر ..

لقد أثلج حوارها الشيق قلبي

، فنظرت الي صفحة السماء الصافية وجدتني ادندن ببعض النغمات ..


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

هانى خاطر

الدكتور هاني خاطر حاصل على درجة الدكتوراه في السياحة والفندقة، بالإضافة إلى بكالوريوس في الصحافة والإعلام. يشغل حالياً منصب رئيس الاتحاد الدولي للصحافة العربية وحقوق الإنسان في كندا، كما يتولى رئاسة تحرير موقع الاتحاد الدولي للصحافة العربية وعدد من المنصات الإعلامية الأخرى. يمتلك الدكتور خاطر خبرة واسعة في مجال الصحافة والإعلام، ويُعرف بكونه صحفياً ومؤلفاً متخصصاً في تغطية قضايا الفساد وحقوق الإنسان والحريات العامة. يركز في أعماله على إبراز القضايا الجوهرية التي تمس العالم العربي، لا سيما تلك المتعلقة بالعدالة الاجتماعية والحقوق المدنية. طوال مسيرته المهنية، قام بنشر العديد من المقالات التي سلطت الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي تطال الحريات العامة في عدد من الدول العربية، فضلاً عن تناوله لقضايا الفساد المستشري. ويتميّز أسلوبه الصحفي بالجرأة والشفافية، ساعياً من خلاله إلى رفع الوعي المجتمعي والمساهمة في إحداث تغيير إيجابي. يؤمن الدكتور هاني خاطر بالدور المحوري للصحافة كأداة فعّالة للتغيير، ويرى فيها وسيلة لتعزيز التفكير النقدي ومواجهة الفساد والظلم والانتهاكات، بهدف بناء مجتمعات أكثر عدلاً وإنصافاً.

اترك تعليقاً

🔔
error: المحتوى محمي !!
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً
العربيةالعربيةFrançaisFrançais