فتح باب التقديم للدورة التدريبية "تطوير مهارات الصحفيين من الأساسيات إلى التفوق" بمقاطعة كيبك بكندا من يوم 1 نوفمبر لمدة 30 يومًا حتى 1 ديسمبر ، لذا نحث الراغبين في التقديم على تجهيز المستندات اللازمة للتقديم، لمزيد من المعلومات بصفحة الانضمام الى البرنامج التدريبى.

فقط 1750$
إعلان

مغزى العلاقة بين ( تسليم المخابرات الروسية لوثائق أرشيف الحزب الشيوعى الإسرائيلى فى إبريل ٢٠١٩) بمستقبل (النفوذ الصينى- الروسى فى مواجهة واشنطن) فى إسرائيل والشرق الأوسط

تحليل الدكتورة : نادية حلمى - مصر

0

تحليل مستقبلى جديد يقدم لأول مرة عالمياً… فى الشؤون الصينية والآسيوية، حول:

مغزى العلاقة بين (تسليم المخابرات الروسية لوثائق أرشيف الحزب الشيوعى الإسرائيلى فى إبريل ٢٠١٩) بمستقبل (النفوذ الصينى- الروسى فى مواجهة واشنطن) فى إسرائيل والشرق الأوسط

– العناصر الرئيسية للتحليل المستقبلى للباحثة المصرية، كالآتى:

– أولاً: تحليل أسباب تسليم السلطات الروسية (وثائق أرشيف الحزب الشيوعى الإسرائيلى للحكومة الإسرائيلية فى إبريل ٢٠١٩)، وتحليل علاقته بالصين، وتفسير العلاقات المتداخلة بين الجميع

– ثانياً: هل تسعى روسيا لنشر (الأيديولوجية الشيوعية داخل إسرائيل مع الصين) بمساعدة الحزب الشيوعى الإسرائيلى؟

– ثالثاً: تحليل العلاقات التاريخية بين الشيوعيين الإسرائيليين والشيوعيين الفلسطينيين، ومدى إستفادة الصين وروسيا منها

– رابعاً: المبادئ الإيجابية للحزب الشيوعى الإسرائيلى فى علاقته بالعرب وبالقضية الفلسطينية، وتحليل كيفية إستخدامها عربياً لصالحهم بمساعدة روسية – صينية

– خامساً: توافق رؤية الحزب الشيوعى الإسرائيلى مع السياسات الروسية والصينية فى سوريا والشرق الأوسط

– سادساً: خطورة التسليم الروسى لوثائق الحزب الشيوعى الإسرائيلى لأرشيف المكتبة الوطنية فى إسرائيل لكشفه (أسماء المتعاونين العرب مع إسرائيل)

– سابعاً: الوثائق الروسية المسربة للمكتبة الوطنية الإسرائيلية، والكشف عن (دور عدد من الشيوعيين الإسرائيليين فى التجسس لصالح روسيا)

– ثامناً: العلاقة بين (التحالف الصينى- الروسى فى مواجهة واشنطن) وبين تحديد التوقيت الروسى لتسريب الوثائق لصالح إسرائيل، لتقوية نفوذ روسيا والصين فى الشرق الأوسط وإسرائيل

 

رغم غرابة هذا التحليل المستقبلى للباحثة المصرية – بصفتها خبيرة فى الشأن السياسى الصينى، ودراستها للدكتوراه كانت عن الحزب الشيوعى الصينى ورؤيته للإصلاح السياسى والإقتصادى وغيرها – لذلك إمتدت دراساتى وتحليلاتى لأشكال أكثر تقدماً، من خلال دراسة علاقات الحزب الشيوعى الصينى بالأحزاب الشيوعية حول العالم، ولاسيما منطقة الشرق الأوسط وإسرائيل.

كما جاء بحثى المستقبلى تحليلياً، حول مدى إمكانية (التعاون المستقبلى بين تلك الأحزاب الشيوعية العربية والحزب الشيوعى الإسرائيلى)، خاصةً عند لقاءاتهم السنوية فى الصين أو موسكو وغيرها من الفعاليات الشيوعية الدولية، والتى يتم بها دعوة كافة القيادات الشيوعية واليسارية فى العالم.

وهنا لاحظت الباحثة المصرية، مدى حرص الجانب الصينى والروسى على (دعوة الشيوعيين العرب ونظرائهم الإسرائيليين لحضور تلك اللقاءات سوياً).

وذلك على الرغم من أن الباحثة المصرية قد توجهت بهذا السؤال بالفعل – إنصافاً للحق وللأمانة العلمية والبحثية لعدد من الشيوعيين العرب – بشأن:

أ) ما هى نظرتكم كشيوعيين عرب للشيوعى الإسرائيلى؟

ب) وكيفية تعاونكم كشيوعيين عرب مع شيوعيى الحزب الشيوعى الإسرائيلى فى اللقاءات الدولية المشتركة التى تجمع كافة هؤلاء الشيوعيين فى العالم، سواء فى الصين أو روسيا التى تحرص من فترة لأخرى على توجيه دعوات دولية لقيادات شيوعية من كافة دول العالم، بما فيها العرب الشيوعيين والإسرائيليون الشيوعيون؟

فجاءت الإجابة المتوقعة من الشيوعيين العرب برفضهم للتعامل مع الشيوعيين الإسرائيليين لأسباب سياسية، وخلافه. ولعل نتيجة بحث الباحثة المصرية حول هذه النقطة بالذات التى شغلت تفكيرها لفترة من الوقت، جاءت من خلال عدة مواقع عربية أيضاً، والتى تربط عدداً من الأحزاب الشيوعية العربية بنظرائهم الإسرائيليين.

وربما الأمر برمته لا يهم الكثيرون، ولكنه كان ذا أهمية بحثية بالنسبة للباحثة المصرية – بحكم تخصصى الدقيق فى الشؤون السياسية الصينية والآسيوية – ودراستى الأكاديمية المستفيضة (للحزب الشيوعى الصينى وعلاقته بالأحزاب الشيوعية واليسارية حول العالم)، من خلال (لجنة الإتصال الخارجى أو لجنة العلاقات الخارجية الخاصة بالحزب الشيوعى الصينى).

وربما يتهمنى البعض، بأن الموضوع يشغل حيزاً فى تفكيرى وعقلى وتحليلى أكثر من اللازم لمحاولة الربط بين (أمرين غير متشابهين)، بالنظر فقط من خلالى (للرابط الأيديولوجى الذى يجمع بين الشيوعيين العرب والإسرائيليين)، بدون التوقف أمام الجوانب الأخرى للخلاف السياسى، وهو الأمر الأقوى تأثيراً من هذا (التوافق الأيديولوجى حول الأجندة الشيوعية بين شيوعى العرب وإسرائيل).

إلى هنا، والأمر كان مجرد فكرة تحليلية شغلت عقلى لفترة للدراسة والتحليل، وكتابة بحث حول:

“تاريخ الحركات والتيارات الشيوعية واليسارية فى العالم: بالتركيز على منطقة الشرق الأوسط).

ولكن الأمر الذى جعل الباحثة المصرية تحذو حذواً جديداً وتنظر للأمر برمته من وجهة نظر مختلفة وجديدة تماماً كان هو ذلك (الخبر الصغير الذى لم يهتم به الجانب العربى إهتماماً كافياً لا أكاديمياً ولا بحثياً ولا حتى إفراد أى جانب من جوانب المناقشة له من باب العلم بالشئ)

و الأمر المتعلق (بتسريب أو بالأدق مغزى تسليم روسيا وثائق تخص الحزب الشيوعى الإسرائيلى إلى الخارجية الإسرائيلية والتى سلمتها لأرشيف المكتبة الوطنية فى إسرائيل) من أجل الإحتفاظ بها وعرضها رغم خطورتها التاريخية لفهم مسارات عديدة للصراع الفلسطينى- الإسرائيلى فى المنطقة، ولفهم علاقات تاريخية ذات مغزى ربطت بين الشيوعيين العرب والفلسطينيين بالإسرائيليين، وكان على رأسهم الشاعر الفلسطينى المعروف عربياً من (عرب ١٩٤٨) الشاعر “محمود درويش” الذى أنتمى فعلياً لعضوية الحزب الشيوعى الإسرائيلى، بإعتبار إنتماؤه لعرب الداخل ٤٨، وحملهم للهوية الإسرائيلية التى يعيشون ضمن حدودها وفقاً لقرارات التقسيم والحدود وخلافه، وإن كانت تلك ليست هى النقطة الجوهرية بالنسبة لى بحثياً وتحليلياً.

لأن ما أقلقنى هو هذا التسريب الروسى المفاجئ فى شهر إبريل ٢٠١٩ لوثائق وأرشيف وطبيعة عمل الشيوعيين الإسرائيليين وعلاقاتهم بالعرب وبالقضية الفلسطينية وبأجهزة الإستخبارات الروسية أو السوفيتية فى فترة ما قبل سقوط الإتحاد السوفيتى سنة ١٩٩١ وتفككه لعدة دويلات وأقاليم، بالشكل الذى أقلقنى على المستوى البحثى والتحليلى الأكاديمى، بالنظر لكون إهتماماتى الأكاديمية والبحثية تختلف عن معظم نظرائى، بالنظر لإهتمامى بتتبع وفهم مسار الحركات الشيوعية واليسارية فى العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط وتأثيراتها وعلاقاتها مع الأنظمة الحاكمة وخلافه).

ومن هنا جاء تفكيرى وتحليلاتى الجديدة لأخذ مسار ربما أكثر جدية، للبحث فى نقطة تحليلية جديدة، لذل، جاء الأمر برمته جديداً على القارئ غير المتخصص سواء عربياً أو غربياً، وذلك كما يتضح من خلال إختيارى لهذا العنوان غير المألوف بالنسبة للعرب وربما للعقلية الغربية أيضاً – والذى أخذ معى وقتاً أطول لإستيعابه وتحليله ومحاولة نقله إليكم – بشأن:

(ما علاقة موسكو بالحزب الشيوعى الإسرائيلى والقضية الفلسطينية والقيادات العربية والعملاء الفلسطينيين والعرب المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية فى فترة الحكم العسكرى الإسرائيلى من ١٩٤٨ – ١٩٦٨؟).

فالملابسات والوقائع المعروفة تشير إلى أن روسيا قد قامت بتسليم (أرشيف الحزب الشيوعى الإسرائيلى إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية التى تتبع الجامعة العبرية فى القدس فى إسرائيل) فى شهر إبريل ٢٠١٩.

وربما وقائع التسليم الروسى الغريبة لتلك الوثائق الشيوعية الإسرائيلية ووضعها فى (حقائب قديمة تشبه تلك الحقائب القديمة التى رحل بها اليهود قديماً إلى الدولة العبرية فى إسرائيل عند نشأتها)، وقامت روسيا بتسليم أرشيف الحزب الشيوعى الإسرائيلى فى تلك الحقائب كما ذكرت حديثاً فى إبريل ٢٠١٩.

والأغرب وعلامة الإستفهام الكبيرة بالنسبة للباحثة المصرية، هى ما بحثت عنه، لمعرفة ماذا تحوى تلك الوثائق الروسية المسربة لإسرائيل، والتى تضم تاريخ كامل لم يتم البحث عنه فى الذاكرة العربية، وربما لم يتطرق له المؤرخين العرب أنفسهم، حول:

أ) العلاقة بين الشيوعيين الإسرائيليين والشيوعيين الفلسطينيين والعرب

ب) أسماء كافة العملاء والخونة والمجندين الفلسطينيين والعرب المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية وجهاز الشاباك الإسرائيلى الداخلى خلال فترة الحكم العسكرى الإسرائيلى لفلسطين من ١٩٤٨ – ١٩٦٨

ج) أسماء كافة العملاء الشيوعيين الإسرائيليين الذين تم تجنيدهم من قبل السوفيت داخل إسرائيل

ورغم وضع كل هذا الأرشيف فى المكتبة الوطنية الإسرائيلية التى تتبع (الجامعة العبرية فى القدس)، إلا أن ما أستوقف الباحثة المصرية أيضاً فى الموضوع، هو:

أ) لماذا تدخلت (الرقابة العسكرية الإسرائيلية لعدم عرض أسماء الخونة والعملاء الفلسطينيين والعرب المتعاونين مع إسرائيل) من ١٩٤٨ – ١٩٦٨؟

ب) ولماذا تسربت أسماء عدداً من (الشخصيات البارزة الشيوعية الإسرائيلية) المتعاونة مع المخابرات السوفيتية (كى جى بى) إلى الجمهور الإسرائيلى، خاصةً مع إمتدادهم العائلى ونفوذ أبنائهم الإسرائيليين فى الوقت الحالى؟

ج) ولماذا بدا الأمر بالنسبة لى تحليلياً للموضوع، وكأنه (حماية إسرائيل لسمعة العملاء الفلسطينيين والعرب المتعاونين معها عائلياً ومعنوياً خاصةً مع وفاة الكثيرون منهم)، مع تسريب أسماء (المتعاونين الإسرائيليين الشيوعيين مع مخابرات السوفيت)

د) ولماذا تعاملت الرقابة العسكرية الإسرائيلية (بمبدأ الإزدواجية بالسماح بإخفاء هوية وشخصية وحقيقة عدد من الشخصيات الفلسطينية والعربية المتعاونة معهم من أجل قيام دولة إسرائيل عام ١٩٤٨)، مع تسريب أسماء الإسرائيليين الشيوعيين المجندين من قبل السوفيت خلال تلك الفترة ذاتها؟

و) والأهم أيضاً فهمه، هو (لماذا إنتظرت المخابرات الروسية كل تلك السنوات الطويلة لتسريب وتسليم تلك الوثائق لأرشيف الشيوعيين الإسرائيليين والشيوعيين الفلسطينيين) إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية بجامعة القدس العبرية؟

ل) وهل هناك (صفقة مخابراتية ما تم عقدها بين جهازى الإستخبارات الإسرائيلية “الموساد” والروسية “كى جى بى”) للإفراج عن تلك الوثائق الشيوعية الإسرائيلية فى شهر إبريل عام ٢٠١٩؟

فربما كانت تلك الأسئلة السابقة هى أكثر ما شغل ذهن وتفكير الباحثة المصرية، لتحليل (ومحاولة فهم وتفسير وجهات نظر كافة الأطراف المعنية كالشيوعيين الإسرائيليين والروس، وفهم عقلية الرقابة العسكرية الإسرائيلية، وفهم أهم ما تحويه المكتبة الوطنية الإسرائيلية من وثائق مهمة، وأهم المعلومات المحجوبة والغير مسموح بتداولها والإطلاع عليها داخل تلك المكتبة العبرية)؟، ويبقى السؤال الأهم لى كخبيرة فى الشأن السياسى الصينى بالأساس، هو:

أسباب عدم الإهتمام العربى والفلسطينى بأبعاد وملابسات قضية التسريب الروسى لوثائق الحزب الشيوعى الإسرائيلى مع وجود ملفات أخرى تخص الشيوعيين الفلسطينيين والعرب؟، ونحن أيضاً أحق بالإطلاع عليها. وأيضاً يتبقى هنالك شيئاً، بخصوص: ولماذا فرطت روسيا بسهولة فى هذا الأرشيف الإسرائيلى بتلك السهولة، مع علم الجميع ببساطة أن تلك الوثائق المخابراتية تبقى دوماً طى الكتمان بدون أى محاولة للإقتراب منها أو لتسريبها، إلا إذا كان الأمر يتعلق (بلعبة مستقبلية تخطط لها روسيا فيما يتعلق بعلاقاتها مع الإسرائيليين فى مواجهة الأمريكان ومناطق نفوذها بالنظر لتوتر العلاقات الأمريكية- الروسية) فى الوقت الحالى؟، ومن هنا يبقى التفسير المنطقى الوحيد بالنسبة لى، والذى يغلب صوت المنطق والعقل، هو:

وقد حللت الباحثة المصرية الأمر وفسرته – وفقاً لوجهة نظرى التحليلية الشخصية – وكأن روسيا تقدم خدمة لإسرائيل فى شكل وثائق قديمة لم تعد تعنى روسيا والرئيس الروسى “بوتين” الآن، من أجل إنتظار خدمة أكبر من الإسرائيليين تفيد بوتين والروس فى مواجهة الأمريكان فى الشرق الأوسط، وخاصةً مع ذلك التحالف الصينى – الروسى فى مواجهة واشنطن؟

وربما السنوات القادمة، ستكشف المزيد عن هذا الأمر، الذى ربما لم تنتبه له الأنظمة العربية ولا وسائل الإعلام العربية بالمناقشة والرأى والتحليل، ولم تكتب حوله أى مقالات عربية أو أمريكية أو حتى غربية وروسية وعدم إفراد مساحات نقاش له، على الرغم من خطورته تحليلياً وعدم فهمه جيداً، وهذا هو الأمر اللغز بالنسبة لى.

هذا مع الإقرار والتسليم من قبل الباحثة المصرية (بالتعمد الإستخباراتى الروسى والإسرائيلى معاً بالإعلان صراحةً فى شهر إبريل عام ٢٠١٩ عن التسليم أو الإفراج الروسى لتلك الوثائق الشيوعية الإسرائيلية لصالح أرشيف المكتبة الوطنية الإسرائيلية التابعة لجامعة القدس العبرية فى إسرائيل)، بل ونشر الخبر الخاص بالأمر فى مساحات صغيرة فى الصحف الإسرائيلية والروسية أو مواقع خاصة بعرب ١٩٤٨ فى إسرائيل، دون تحليله وتفسيره أو ما إلى ذلك. وهو الأمر الذى جذبنى بشدة لمحاولة تحليله والربط بينه مستقبلياً وبين (النفوذ الروسى فى مواجهة واشنطن فى الشرق الأوسط بإستخدام الإسرائيليين كورقة ضغط فى مواجهة حليفتهم واشنطن).

وهنا يمكن للباحثة المصرية تحليل العناصر الرئيسية الآتية:

– أولاً: تحليل أسباب تسليم السلطات الروسية (وثائق أرشيف الحزب الشيوعى الإسرائيلى للحكومة الإسرائيلية فى إبريل ٢٠١٩)، وتحليل علاقته بالصين، وتفسير العلاقات المتداخلة بين الجميع

جمعت علاقة قديمة قوية بين الحزب الشيوعى الإسرائيلى والسلطات الروسية، وهو الأمر الذى دفع الشيوعيين الإسرائيليين من أصل روسى من (اليهود الإشكيناز)، لتسريب وثائق مخابراتية وسرية وخطيرة إلى الجانب السوفيتى وقتها قبل سقوط وتفكك الإتحاد السوفيتى فى عام ١٩٩١.

وبالنظر لملابسات ووقائع الموضوع – وهو ما أثار فضولى حينها لتتبع ودراسة الموضوع وسؤال المختصين حول العالم، خاصةً الشيوعيين من كبار السن ولكونى باحثة مصرية معروفة متخصصة فى الشؤون السياسية الصينية ودراسات الحزب الشيوعى الصينى وعلاقته بالأحزاب الشيوعية حول العالم – فقد جاء الخبر غير المفهوم بالنسبة لى، والذى قرأته مصادفةً، وربما لم يكن ليثير ليثير إنتباه وفضول الكثيرين، هو وقائع التسليم الروسى للجانب الإسرائيلى (أرشيف الحزب الشيوعى الإسرائيلى)، وتساؤلى حول (مدى أهمية هذا الأمر للجانب الصينى، بالنظر للتحالف والعلاقة الروسية والصينية الوثيقة).

وبتتبع ذلك إتضح للباحثة المصرية أن عدداً من قيادات الحزب الشيوعى الإسرائيلى قد قامت سرياً بنقل كافة وثائق الحزب الشيوعى الإسرائيلى من داخل إسرائيل إلى موسكو فى عام ١٩٧٧، خاصةً مع (تخوف الشيوعيين الإسرائيليين من فوز حزب الليكود فى الإنتخابات الإسرائيلية عام ١٩٧٧، وتشكيل زعيم الليكود “مناحيم بيغن” للحكومة الإسرائيلية).

وقد أكد المسؤول فى (المكتبة الوطنية الإسرائيلية)، وإسمه (يارون سحيش)، قائلاً:

“إنه تلقى إتصالاً من وزارة الخارجية الإسرائيلية من أجل تبليغه بوصول “مواد لكم من موسكو”

وأكد موظفون وزارة الخارجية الإسرائيلية للقائمين على أمر المكتبة الوطنية الإسرائيلية ومسئوليها، بأنه يجب على (سحيش) كمسئول عن المكتبة الوطنية فى إسرائيل، بأن يحضر سيارة كبيرة لأخذ هذه المواد القادمة إليهم من روسيا، فأرسل “سحيش” مركبة تجارية يقودها مدير قسم الأرشيفات فى المكتبة (متان برزيلاى).

وأضاف (سحيش) أن هذا الأرشيف وصل إلى المكتبة الوطنية الإسرائيلية، ومقرها فى الجامعة العبرية فى القدس، فى شهر مايو العام ٢٠١٥، وكان موضوعاً داخل حقائب قديمة “كالتى حملها اللاجئون (اليهود) الذين وصلوا البلاد فى سنوات الخمسينيات، وبأنه قد أصيب بالهلع عندما شاهدها”.

وربما حاولت الباحثة المصرية هنا الربط بين:

أ) توقيت التسليم الروسى لتلك الوثائق للجانب الإسرائيلى.

ب) وما إذا كان قد تم ذلك، بالتنسيق مع الصين حليفة روسيا.

ج) مع وضع الباحثة المصرية وتحليلها لمحاولة أيديولوجية للتقارب الفكرى الروسى – الصينى مع الشيوعيين الإسرائيليين.

ج) ويبقى الأهم، مدى قدرة الصينيين والروس على تمرير سياساتهم فى الداخل الإسرائيلى ذاته وفى المنطقة من خلال الشيوعيين الإسرائيليين.

فالباحثة تحلل ذلك، بإمكانية وتسهيل تقارب روسيا والصين مع الجانب الإسرائيلى من خلال (باب الأيديولوجية الشيوعية والعقيدة التى تختلف مع التيارات العلمانية والدينية المتشددة فى المجتمع الإسرائيلى). بما يسهل فى نهاية المطاف عرض وتمرير الرؤية والسياسات الروسية والصينية.

 

– ثانياً: هل تسعى روسيا لنشر (الأيديولوجية الشيوعية داخل إسرائيل مع الصين) بمساعدة الحزب الشيوعى الإسرائيلى؟

يبقى السؤال الأخطر فى هذا السياق، حول: مدى رغبة روسيا فى نشر الشيوعية فى إسرائيل بتسريبها لوثائق قديمة تخص الحزب الشيوعى الإسرائيلى على حساب القيم الليبرالية الأمريكية، ومدى تقبل إسرائيل لها، والأخطر بل التحليل الأعمق هنا:

“هل الحزب الشيوعى الإسرائيلى قادر على تسهيل مهما روسيا والصين فى التغلغل داخلياً داخل المجتمع الإسرائيلى ونشر الأيديولوجية الشيوعية على حساب الليبرالية الأمريكية؟”

وربما كان هذا هو الطرح الأخطر من وجهة نظر الباحثة المصرية، بتنامى الشعور القومى المتصاعد القائم على الإرث الشيوعى (الصينى والروسى)، وإحياء إحترام العالم لحضارتهما القديمة القائمة على (الإرث الشيوعى)، فضلاً عن الإحساس الشعبى المتزايد لدى الصين وروسيا، بأن بلديهما يستحقان مكانة أفضل على الصعيد العالمى فى مواجهة القيم الليبرالية الأمريكية والغربية.

فضلاً عن وجود رغبة صينية روسية مشتركة بضرورة (دعم نظرية “السلطوية الديمقراطية” وفق الخصائص الخاصة بكل دولة على حدة فى علاقة المجتمع بالدولة حول العالم)، ومقاومة الصين وروسيا لفكرة تصدير الغرب والأمريكان لـ “القيم الليبرالية العالمية”، بالتزامن مع تنامى الشك الصينى والروسى تجاه “ثورات الربيع العربى”، وإعتقادهما أنها تمت بدافع أمريكى غربى لتصدير قيم الحرية الغربية والديمقراطية فى مواجهة إنتشار الفكر الشيوعى الذى تقوده الصين فى العالم بمساعدة روسية.

فقد أدت المواجهة المستمرة مع أمريكا والغرب لقناعة متنامية فى الصين وروسيا بأنهما قد أصبحتا فى حاجة إلى تعميق العلاقات مع بعضهما البعض، خاصةً فى منطقة الشرق الأوسط والعلاقات مع إسرائيل حليفة واشنطن، لهذه الأسباب:

أ) تعد إسرائيل نافذة لكلاً من الصين وروسيا نحو واشنطن لتخفيف ضغوطها نحوهما.

ب) أو على الناحية الأخرى، فإن إمكانية (الترابط الروسى الصينى مع الإسرائيليين) لإحراج واشنطن لكسر نفوذها فى الشرق الأوسط.

وهناك إعتقاد سائد عن الصينيين والروس على نحو واسع النطاق بأن (سياسة تحجيم صعود وتحالف الصين وروسيا من خلال الولايات المتحدة الأمريكية سيكون من خلال الشرق الأوسط)، وملفاته العديدة، مثل:

الملف النووى الإيرانى، مبادرة الحزام والطريق، التدخل الروسى ثم الصينى فى سوريا، وغيرها.

ويلاحظ أنه خلال (اللقاء السنوى الأول فى برلمان الشعب الصينى) فى شهر مايو ٢٠٢١، أكد وزير الخارجية الصينى (وانغ يى)، بأن:

“روسيا قد دعمت الصين، وأن البلدين “سيقفان جنباً إلى جنب ضد محاولات الولايات المتحدة تحميل بكين المسؤولية عن تبعات فيروس كورونا”.

وظهر (التحدى الصينى الروسى المزدوج للهيمنة الغربية والأمريكية) من خلال خطة “فك الإرتباط مع الدولار الأمريكى”، والتى يشرف على تنفيذها بشكل مباشر الرئيسان الصينى والروسى.

ويشعر الزعيمان فى روسيا والصين بأن الوقت قد حان لإنهاء (أو على أقل تقدير تخفيف) الهيمنة الأمريكية على العالم.

ومن هنا نجد محاولات روسيا والصين للتغلغل فى الشرق الأوسط وإيجاد مصالح متنوعة، لذلك فإن خطوة روسيا بتسريب وثائق قديمة للحزب الشيوعى الإسرائيلى كسلاح فعال يخدم مصالحهما داخل إسرائيل وفى الشرق الأوسط، لربما عبر خطة طويلة الأمد ل (تقييد النفوذ الليبرالى الأمريكى وقيمها التى تسعى لفرضها عليهما وعلى دول المنطقة والعالم فى مواجهة إنتشار الأيديولوجية الشيوعية التى تؤيدها روسيا والصين كبديل عن قيم واشنطن).

لذلك، فإن خطوة (التقارب مع الحزب الشيوعى الإسرائيلى بالذات عبر تسليمه وثائق قديمة تخصه)، يعد خطوة صينية – روسية مدروسة بعناية فائقة لإحراج واشنطن، عبر (التقارب مع الشيوعيين الإسرائيليين كمفتاح للتغلغل داخل إسرائيل حليفة واشنطن، ثم سهولة تدفق تحالفهما مع باقى دول المنطقة عبر الأجندة الفكرية الشيوعية واليسارية عبر تنشيط الحركات الشيوعية واليسارية فى الشرق الأوسط كبديل مناسب لمواجهة أجندة واشنطن الليبرالية فكرياً وحضارياً).

ولعل هذا ما يفسر لدى الباحثة المصرية أسباب إستضافة روسيا والصين لعدد من المؤتمرات العالمية لتجمعات الشيوعيين واليساريين حول العالم، مع إيلاء أهمية خاصة للحزب الشيوعى الإسرائيلى، وفتح قنوات مختلفة للتعاون معه ودعوة أعضاؤه وقياداته بإستمرار إلى كلاً من بكين وموسكو.

وقد عبر قائد القيادة المركزية الأمريكية الجنرال (كينيث ماكينزى) عام ٢٠٢٠، بالقول:

“أن الشرق الأوسط أصبح ساحة صراع بين القوى الكبرى، حيث تسعى الصين لإستخدام ثقلها فى بناء رأس جسر إستراتيجى طويل المدى، بينما تنشر روسيا قدرات عسكرية ضئيلة لكنها عالية التركيز لعرقلة الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط”

ومن هنا، فالتحليل السابق حول سعى روسيا والصين التغلغل عبر أجندة فكرية شيوعية ونشر العقيدة الشيوعية من بوابة الشيوعيين الإسرائيليين فى المقام الأول ثم الشيوعيين واليساريين العرب، ربما هو (مفتاح طويل المدى)، ولكنه قد يؤتى بثماره فى المدى الطويل.

وفى ذات الإطار، نجد أن التدخل الروسى – الصينى فى الشرق الأوسط، يحاول أن يظهر (مرونة تكتيكية) مع محاولة وضع (رؤية إستراتيجية واضحة بالتعاون الروسى مع الصين).

لذلك، فإن خطوة روسيا بتسليم وثائق شيوعية تهم الإسرائيليين لا ينبغى النظر إلى سياسات روسيا والصين من خلالها فى المنطقة من منطلق (ملء الفراغ الأيديولوجى الذى قد تتركته واشنطن عند الإنسحاب التدريجى من المنطقة)، وإنما أيضاً إنطلاقاً من (تفاعلات صينية وروسية داخلية شعبية وطنية بالأساس)، قائمة على الرغبة فى (إعادة إحياء القومية الصينية الروسية)، والصعود بها إلى مستوى “القوى العظمى” مرة أخرى، وتعزيز المشاعر القومية لمواطنى روسيا والصين عالمياً وفى إسرائيل والشرق الأوسط فى مواجهة العقيدة الليبرالية الأمريكية والغربية، وقيمهم الداعمة لفرض أجندة معينة وتوجهات عليهما، وعلى الداخل الإسرائيلى ومختلف بلدان الشرق الأوسط.

لذلك، جاء التفكير الروسى – الصينى المشترك فى تسليم وثائق قديمة خاصة تهم شيوعيى إسرائيل – وفقاً لتفسير الباحثة المصرية – كخطوة أيديولوجية مهمة بعيدة المدى للتغلغل الناعم فى العمق الإستراتيجى الإسرائيلى عبر بوابة فكرية مختلفة لموازنة أو ربما مواجهة النفوذ الأمريكى الليبرالى، ومنع إنتشاره عالمياً وتقييده فى الداخل الإسرائيلى وفى بلدان الشرق الأوسط عبر الشيوعيين الإسرائيليين والعرب.

– ثالثاً: العلاقات التاريخية بين الشيوعيين الإسرائيليين والشيوعيين الفلسطينيين، ومدى إستفادة الصين وروسيا منها

لقد نشأ هذا الحزب بقيادة الشيوعى الإسرائيلى (ميكونس) تحت إسم (الحزب الشيوعى الفلسطينى) بعد إعلان الإتحاد السوفيتى عن تأييد (مشروع تقسيم فلسطين وإنشاء دولتين على أراضيها)، وجرى ضم مندوب عن الحزب الشيوعى وقتها كنائب فى الكنيست أو البرلمان، وذلك بعد الإعلان عن إقامة إسرائيل. وتحول إسمه إلى (الحزب الشيوعى الإسرائيلى)، وإنضم إليه أعضاء من (الشيوعيين العرب) الذين كانوا قد أطلقوا على أنفسهم قبل إقامة إسرائيل إسم (عصبة التحرر الوطنى) وكذلك عدد من الشيوعيين اليهود أنفسهم.

ونجد أن الأزمة بين (الشيوعيين الإسرائيليين والشيوعيين الفلسطينيين) قد بلغت حدتها عندما وقع الإنشقاق فى صفوف الحزب الشيوعى الإسرائيلى فى عام ١٩٦٥، حينها أعلن (فلنر)، وهو (رئيس الجبهة اليهودية الإسرائيلية للحزب الشيوعى) مع رفاقه عن تأسيس القائمة الشيوعية الجديدة، والتى تسمى (راكاح).

ولم يتمكن الحزب الشيوعى الإسرائيلى من الحفاظ على مكانته جراء هذا الإنشقاق، والذى تلاه إنسحاب أعضاء كثيرين منه، وإنضمامهم إلى أطر وأحزاب يسارية جديدة، مثل: حركة (موكيد) وقائمة (شيلى).

وأعادت حركة (راكاح) اليسارية إسم (الحزب الشيوعى الإسرائيلى) إليها مرة أخرى فى منتصف الثمانينيات.

وحصل الحزب الشيوعى الإسرائيلى فى (إنتخابات  الكنيست الأولى) عام ١٩٤٩
على (أربعة مقاعد) فى الكنيست، وفى عام ١٩٥٥، حصل الحزب الشيوعى الإسرائيلى على (ستة مقاعد بالكنيست)، وفي العام ١٩٦٩، حصل على (مقعد واحد فقط بالكنيست الإسرائيلى).

وكان للحزب الشيوعي تمثيل فى مؤسسة (الهستدروت العامة) ومؤسساتها النقابية والتنظيمية.

وتمكنت حركة (راكاح) فى منتصف السبعينيات من إقامة (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة)، كإطار يضم فى داخلها عدة (قوى عربية وطنية ويهودية متحالفة)، وذلك لخوض الإنتخابات المحلية والبرلمانية فى إسرائيل.

ولعل ما لفت نظر الباحثة المصرية هنا، وبشكل مختلف، حول: (هل يمكن أن تستفيد الصين وروسيا من الناحية التاريخية للتقارب بين الشيوعيين الإسرائيليين والشيوعيين الفلسطينيين، وبالأخص خلال الفترة الأولى لقيام الحزب الشيوعى الإسرائيلى؟)

بل وكيف يمكن البناء الروسى – الصينى عليه فى المستقبل، بالترويج لإحياء إعادة القومية والمشاعر القومية التى تربط الشيوعيين بعضهم ببعض، والترويج للمبادئ الشيوعية التى تعنى إمكانية “إذابة الإختلافات والصراعات السياسية من باب الأيديولوجية والعقيدة الشيوعية”؟

ويمكن للباحثة المصرية تحليل هذا الأمر فى إتجاه آخر يتمثل فى الإستفادة الروسية والصينية من المقاعد المحدودة لأعضاء الحزب الشيوعى الإسرائيلى فى الكنيست الإسرائيلى، من خلال دعمهم أيديولوجياً بالأساس لخدمة مصالح الصين وروسيا داخل العمق الإسرائيلى ذاته، ولاسيما مع تلك الخبرة التاريخية للقيادات الشيوعية الإسرائيلية وشيوعيى عرب ١٩٤٨ من خوض تجربة الإنتخابات الفعلية داخل إسرائيل، والحصول بالفعل على عدد من المقاعد وإن كانت محدودة داخل البرلمان أو (الكنيست الإسرائيلى) ذاته.

وربما ترى الباحثة المصرية، بأن التغلغل الروسى الصينى فى الشرق الأوسط، ومع الإقرار بتعقيد وتشابك الصراع العربى الإسرائيلى، فإن الترويج الصينى الروسى لحالات مختلفة من (التعايش السلمى بين شيوعيين عرب وإسرائيليين، لهو أمر جديد وخطير لم ينتبه إليه أحد على الإطلاق)، خاصةً ممن لم ينتمون يوماً إلى الفكر الشيوعى والأيديولوجية اليسارية، أو هؤلاء الأكاديميين الدارسين للحركات والتيارات الشيوعية واليسارية حول العالم، ولاسيما فى منطقة الشرق الأوسط.

وما تتذكره الباحثة المصرية فى هذا الإطار وأشارت إليه بالفعل، هو إنتماء الشاعر الفلسطينى المعروف الراحل “محمود درويش” إلى الحزب الشيوعى الإسرائيلى، بإعتباره من عرب ١٩٤٨، والذين إحتفظوا بهوية إسرائيلية وعاشوا داخل المجتمع الإسرائيلى ذاته، وكانت ومازالت له شعبية كبيرة فى كافة الأوساط العربية والفلسطينية نفسها.

ونجد هنا، بأن علاقة الشيوعيين العرب بالفلسطينيين، وتحديداً من عرب ١٩٤٨ كانت وطيدة للغاية، فكان من أهم من إنتسبوا إليه كما ذكرت الشاعر الفلسطينى الراحل (محمود درويش)، والذى عمل فى صحافة الحزب الشيوعى الإسرائيلى ذاتها، مثل: صحيفتى (الإتحاد والجديد)، والتى أصبح فيما بعد مشرفاً على تحريرها، كما إشترك فى تحرير (جريدة الفجر) أيضاً بأفكارها وإنتماءاتها الشيوعية.

ونجد هنا ايضا أن العلاقة بين الشيوعيين الإسرائيليين والفلسطينيين قوية للغاية – حتى وإن شابتها بعض الأزمات كما أشرت لإختلاف فى وجهات النظر إزاء الحقبة الناصرية وغيرها أو فيما يتعلق بأملاك اليهود فى مصر والدول العربية وغيرها – وترجع إلى فترة قيام الحزب الشيوعى الفلسطينى نفسه، والذى تأسس فى بداية فترة العشرينيات، وتحديداً عام ١٩١٩، وتشكل من بقايا (إتحاد أعضاء عصبة التحرر الوطنى فى إسرائيل، والحزب الشيوعى الأرض-إسرائيلى)، وهو حزب معادٍ للصهيونية، وينادى بحل دولتين للشعبين الفلسطينى والإسرائيلى.

– ولعل أبرز نقاط الإلتقاء والإشتراك بين الشيوعيين الإسرائيليين والشيوعيين الفلسطينيين هى: الإنفتاح على كل الأفكار التقدمية إنسانياً والنضال من أجلها.

مع تأكيد شيوعيى إسرائيل وفلسطين على ضرورة دعم وإحترام قضايا وحقوق العمال ورفع مستوى معيشتهم، وتطوير البلاد لمصلحة كافة السكان اليهود والعرب بدون أى تمييز بين الطرفين، والوقوف بحزم ضد حالات العنصرية والتطرف القومى والرجعية الإجتماعية التى تنادى بالفصل بين كل ما هو عربى ويهودى أو إسرائيلى.

ومن هنا، جاء التقارب بين الشيوعيين الإسرائيليين والفلسطينيين من خلال وجودهم فى حزب واحد – أقصد هنا شيوعيى عرب ١٩٤٨ – من أجل الدفاع عن المساواة المدنية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والمناداة بإحترام فكرة القومية للمواطنين العرب فى إسرائيل والإعتراف بهم كأقلية قومية.

أما عن (كيف يمكن للصين وروسيا الإستفادة من الحزب الشيوعى الإسرائيلى لتمرير مصالحهما)؟

فذلك يرجع بالباحثة المصرية إلى بحث أكاديمى منشور لها بالفعل منذ عدة سنوات، بعنوان:

(تأثير العمالة الصينية فى إسرائيل على الأمن القومى العربى)

وفكرة هذا البحث بإختصار تعود إلى وجود آلاف العمالة الصينية فى إسرائيل، والتى تقدرها إحصائيات بدايات عام ٢٠٠٠ إلى أكثر من ٢٣ ألف عامل صينى داخل إسرائيل، يعملون بالأساس فى مجال البناء والإنشاءات، ومعظمهم بلا أوراق إقامة رسمية، الأمر الذى نتج عنه إهدار حقوقهم نتيجة لعدم حصولهم على رواتب عادلة ومستوى معيشى معقول داخل إسرائيل.

ومن هنا، فإن الصين وروسيا أيضاً يمكن لهما أن يستفيدا سوياً من (أفكار الحزب الشيوعى الإسرائيلى الخاصة بالعمالة الأجنبية والمهاجرة داخل إسرائيل، وإعطاءهم حقوقهم).

حيث ينص دستور الحزب الشيوعى الإسرائيلى على (إحترام وحماية مهاجرى العمل، والعمال الأجانب)، وكفالة قوانين عادلة لهم تكفل حقوقهم بإحترام ومساواة.

ومن هنا ترى الباحثة المصرية، أنه يمكن للصين وروسيا الإستفادة من هذا الطرح الشيوعى الإسرائيلى لحماية حقوق مواطنيهم العاملين فى الداخل الإسرائيلى وحماية حقوقهم وفق شروط عادلة ينادى بها الحزب الشيوعى الإسرائيلى، وتتفق روسيا والصين معها لحماية حقوق ومصالح دولتيهما ومواطنيهم فى الداخل الإسرائيلى ذاته.

وبالطبع، فإن الباحثة المصرية تحلل الأمر بأنه قد يشكل إستفزاز للجانب الأمريكى والعناصر اليهودية الإسرائيلية المتشددة فى تعاملهم مع تلك العمالة الأجنبية غير اليهودية، خاصةً من أصحاب الجنسيات الصينية والروسية وأيضاً باقى العمالة الآسيوية التى تنتشر بكثافة داخل المجتمع الإسرائيلى.

– رابعاً: المبادئ الإيجابية للحزب الشيوعى الإسرائيلى فى علاقتها بالعرب وبالقضية الفلسطينية، وتحليل كيفية إستخدامها عربياً لصالحهم بمساعدة روسية – صينية

وجدت الباحثة المصرية أن هناك عدد من المبادئ الإيجابية التى يتبناها “الحزب الشيوعى الإسرائيلى” تختلف كلياً عن باقى الأحزاب الإسرائيلية الأخرى، والتى تخدم القضية الفلسطينية وملف الصراع العربى- الإسرائيلى من منظور إيجابى، من خلال عدد من المبادئ الآتية للحزب الشيوعى الإسرائيلى، وهى:

١) يرفع الحزب الشيوعى الإسرائيلى مبدأ (الصهيونية وإسرائيل تخدمان الإمبريالية والهيمنة والقطبية الأحادية).

٢) كما أن فكرة جمع (الشتات اليهودى) من حول العالم ودعوتهم لإسرائيل غير ناجحة ومرفوضة من قبل الحزب الشيوعى الإسرائيلى.

٣) فكرة الحزب الشيوعى فى إسرائيل حول وجوب إقامة نظام إشتراكى فى المجتمع الإسرائيلى مبنى على (صراع الطبقات وليس الصراع الدينى)، هى فكرة تخدم القضية الفلسطينية والنزاع حول هوية الدولة.

٤) تأييد الحزب الشيوعى الإسرائيلى لمنح العرب فى إسرائيل نوعاً من (الإعتراف الذاتى) إلى حين الإنفصال بين إسرائيل والعرب.

٥) إظهار الحزب معارضته الشديدة لسياسة الحكومة الإسرائيلية مثل (الحكم العسكرى) وتقوية الجيش الإسرائيلى.

ومن خلال الطرح السابق، والذى نظرياً يخدم لحد ما القضية الفلسطينية والعربية فى علاقتها الصراعية مع إسرائيل، بالنظر إلى رفض (الأيديولوجية الشيوعية الإسرائيلية للإمبيريالية الأمريكية والهيمنة والأحادية القطبية من واشنطن)، وهذا ما يتلاقى فيه (الصين وروسيا فى معارضة النزعة الأحادية الأمريكية فى علاقاتها بالمنطقة والعالم).

لذلك، تتصور الباحثة المصرية أن ذلك ربما هو (المدخل الرئيسى المناسب لكلاً من الصين وروسيا لإعادة نشر الأيديولوجية الشيوعية فى مواجهة النزعة والقيم الليبرالية الأمريكية)، والتى خلقت فجوة كبيرة بين العرب والفلسطينيين مع إسرائيل، وحتى بين الطبقات الإجتماعية ذاتها لدى الطرفين.

فالشيوعية الإسرائيلية هنا، تخدم القضية الفلسطينية وملف الصراع العربى الإسرائيلى برفضها النزعة والعقيدة العسكرية الإسرائيلية وتجنيد الشباب الإسرائيلى فى الجيش، وتنبذ الصهيونية كأجندة تخدم مصالح جماعات معينة، كما ترفض جمع يهود العالم كله فى إسرائيل، وهذا هو ذاته مفتاح حل العلاقة المعقدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين من خلال (محاولة روسيا والصين للتقارب مع الشيوعيين الإسرائيليين، وتسريب روسيا لوثائق قديمة تهمهم طالما طالبوا بها منذ سنوات طويلة مضت)، إلا أن الإفراج الروسى عنها الآن يحمل مغزى عميق فى “مواجهة نفوذ واشنطن ذاتها داخل إسرائيل، والبحث تاريخياً عن إستنهاض وإحياء المشاعر القومية والوطنية للعرب والفلسطينيين، والتى (تتلاقى بهذا الشكل السابق إيجابياً مع تلك العقيدة الشيوعية التى تتبناها الصين وحزبها الشيوعى الحاكم، وتمهد لها روسيا الآن بخلق مناخ جيد من التقارب مع شيوعيى إسرائيل).

ويبقى الأغرب لدى الباحثة المصرية، هو “عدم إنتباه واشنطن لهذا الطرح ولا مراكزها الفكرية والبحثية قد ناقشت هذا الطرح أو تلك الإفتراضية المعقدة من قبل، بشأن تسليم روسيا لوثائق الشيوعيين الإسرائيليين، وعلاقة الصين بذلك، ومدى إستفادة الصين وروسيا معاً من مبادئ مشتركة شيوعية إسرائيلية مع مطالب عربية وفلسطينية مشروعة لحل الصراع العربى الإسرائيلى فى مواجهة الدعم الأمريكى للساسة الإسرائيليين غير الشيوعيين.

فهل يمكن أن تستغل روسيا والصين ذلك، وتخلق حالة من الجدل عالمياً وفى الشرق الأوسط حول تلاقى المبادئ الشيوعية الإسرائيلية لصالح القضية الفلسطينية والعربية نفسها وفى مواجهة السياسات الأمريكية والإسرائيلية؟… ومن هنا، فإننى أطالب الجميع بتحليل الأمر برمته، والذى لم يفطن إليه أحد فى الشرق الأوسط برمته، ولم يتناوله بالدراسة والإهتمام والتحليل أى بحث أو ورقة بحثية أمريكية أو غربية أو حتى إسرائيلية، مع وجود (برنامج الدراسات الصينية الإسرائيلية بالمعهد القومى الإسرائيلى) INSS، والذى يعد واحداً من أقوى البرامج البحثية المعروفة عالمياً عن الصين، إلا أنه وللمفارقة لم تتناول أى دراسة بحثية به هذا الأمر من قبل.

– خامساً: توافق رؤية الحزب الشيوعى الإسرائيلى مع السياسات الروسية والصينية فى سوريا والشرق الأوسط

كسب الحزب الشيوعى الإسرائيلى قوته فى الوسط العربى والفلسطينى فى منتصف الخمسينيات، إلا أن أزمات كبيرة إجتاحت الحزب الشيوعى فى إسرائيل، بسبب خلفية تأييد أو معارضة مواقف الرئيس المصرى الراحل (جمال عبد الناصر)، فأخذ يظهر تياران:

أ) التيار الأول: يضم فى أغلبيته اليهود الإسرائيليين، بقيادة (ميكونيس وسنيه).

وظهر عدم توافق أنصار هذا التيار الشيوعى الإسرائيلى، ومعارضتهم لعدد من السياسات الناصرية خلال تلك الحقبة.

ب) التيار الثانى: هو تيار عربى قومى يضم فى أغلبيته عرب، بقيادة (مئير فلنر وتوفيق طوبى).

وكان هذا التيار من (المؤيدين للقرارت الإشتراكية الناصرية) فى مجملها، ورؤيتهم بأنها تعدد إمتداد لهم يخدم مصالح الشيوعيين واليساريين الفلسطينيين والعرب.

وعلى الجانب الآخر، وجدت الباحثة المصرية بأن هناك عدداً من أبرز المواقف الإيجابية المشتركة الحديثة والمعاصرة للحزب الشيوعى الإسرائيلى، بما فيهم شيوعيى إسرائيل من عرب ١٩٤٨، والتى تكاد تتوافق مع (الرؤية الصينية والروسية البعيدة المدى فى الداخل الإسرائيلى ومنطقة الشرق الأوسط عموماً)، ولاسيما بخصوص (الأزمة الحالية فى سوريا، والتدخل المشترك الروسى ومن بعده الصينى فى سوريا فى ظل التواجد الإسرائيلى الحاضر بالفعل فى هضبة الجولان).

وهو ما تم عرضه من قرارات ومبادئ من قبل (اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الإسرائيلى)، وركز عليها بالفعل بيانه الشامل من قبل اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الإسرائيلى، وذلك يوم السبت الموافق ٢٢ سبتمبر ٢٠١٨، فى الإجتماع الدورى الـ ١٣ فى (مدينة حيفا).

فقد تم تقديم (بيان سياسى شامل) تطرق فيه إلى مجمل القضايا السياسية العامة سواء داخل إسرائيل أو فى المنطقة عموماً، والتى وجدت الباحثة المصرية بأن لها توافقات ورؤية مشتركة مع الجانب الصينى والروسى، وقد تخدم مصالحهما على المدى الطويل، مثل:

١) تحذير الحزب الشيوعى الإسرائيلى من إستمرار السياسة العدوانية المتنكرة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى والمدعومة أمريكياً.

٢) إعلان الحزب الشيوعى الإسرائيلى صراحةً رفضه للمخطط الإستعمارى الذى يكرس للهيمنة والإمبريالية والأحادية الأمريكية، والمسمى “صفقة القرن” للقضاء على القضية الفلسطينية نهائياً عبر تصفية مكوناتها وقضية القدس، واللاجئين.

٣) رفضت اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الإسرائيلى فرض الساسة الإسرائيليين لمخططات (التوطين، تهويد القدس، والقضاء على الحق في تقرير المصير للشعب الفلسطينى).

٤) تحذير القادة الشيوعيين الإسرائيليين من خطر وقوع حرب فى المنطقة بسبب السياسة التى تمارسها حكومة إسرائيل على سوريا، تحت حجة أو ذريعة (الحد من الوجود الإيرانى) هناك.

والتى ترى الباحثة المصرية، بأن هذا الطرح وتلك الرؤية الشيوعية الإسرائيلية، تخدم الأجندة الصينية الروسية فى مواجهة السياسات الأمريكية والإسرائيلية نفسها داخل سوريا، بالنظر إلى التوافق والشراكة بين الصين وروسيا مع إيران، والتى توجتها الصين خلال شهر مارس ٢٠٢١، بتوقيع إتفاقية (الشراكة الإستراتيجية) مع الجانب الإيرانى لمدة ٢٥ عام.

٥) تطرق البيان الشيوعى الإسرائيلى إلى رفضه الشديد لقانون (القومية الإسرائيلية) مؤكداً سعيه لإسقاطه، من خلال (النضال اليهودى العربى المشترك المبنى على أسس كفاحية).

٦) تحذير اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الإسرائيلى مما يسمى بالمفاهيم الأمريكية تحت مسميات مختلفة والمستمدة من العالم التجارى والرأسمالى، وفى هذا السياق يندرج قرار (نقل السفارة الأمريكية للقدس).

وهو ما قد يخدم الطرح الصينى والروسى فى ضرورة حل تلك الإشكالية، مع ما قد طرح سابقاً وكتبت عنه الباحثة المصرية بالفعل، حول (صفقة القرن الصينية فى مواجهة نظيرتها الأمريكية)، والتى أيدها الجانب الفلسطينى فور عرضها، وإن كانت لم تتضح معالمها بعد فى ظل تغيير إدارة (ترامب) ومجئ إدارة الرئيس الحالى (جو بايدن)، والذى لم يوضح حتى الآن موقفه منها بإستفاضة شديدة.

٧) رفض الحزب الشيوعى الإسرائيلى للموقف السياسى للحكومة الإسرائيلية والأمريكية والداعم لوقف المساعدات المقدمة لهيئة إغاثة اللاجئين “الأونروا”، والذى يرمى إلى السعى لتوطين اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء ملف اللاجئين نهائياً، وإغلاق مكتب (منظمة التحرير الفلسطينية فى واشنطن)، مع رفض القادة الشيوعيين الإسرائيليين لتهجير (بلدة خان الأحمر) فى القدس.

٨) كما أكدت اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الإسرائيلى بأن “قانون القومية الإسرائيلى” موجه بالأساس ضد الأقلية القومية العربية الفلسطينية فى إسرائيل، بهدف (تصفية القضية الفلسطينية)، حيث تشكل هذه الأقلية قوة أساسية للدفاع عن حق الشعب الفلسطينى في تقرير مصيره.

٩) ونجد أن اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الإسرائيلى قد أدانت أيضاً الإعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد سوريا، والتى أدت إلى (حدوث أخطاء فادحة)، تمثلت فى إسقاط إسرائيل بالخطأ لطائرة روسية ومقتل ١٥ فرداً من الجنود الروس، مع التحذير الشيوعى الإسرائيلى من أن إستمرار هذه الإعتداءات العسكرية الإسرائيلية قد يؤدى فى نهاية المطاف إلى خطر الإنزلاق إلى (حرب إقليمية) واسعة النطاق.

١٠) رفع كافة قيادات وكوادر اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الإسرائيلى لشعارات دعم غزة، وتبنيهم حملة “فكر بغزة” التى شملت كافة فروع حزب وجبهات الحزب الشيوعى فى إسرائيل.

ولعل فكرة “دعم غزة” قد أيدتها القيادة الصينية، خاصةً خلال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة، وتدخل الجانب المصرى لإنهاء الخلاف، ودعوة السيد (وانغ يى) وزير الخارجية الصينى للجانبين الفلسطينى والإسرائيلى خلال شهر مايو ٢٠٢١ لزيارة (بكين) لتقريب وجهات النظر بينهما ووقف العدوان الإسرائيلى، والتباحث والحوار تحت إشراف صينى.

– سادساً: خطورة التسليم الروسى لوثائق الحزب الشيوعى الإسرائيلى لأرشيف المكتبة الوطنية فى إسرائيل لكشفه (أسماء المتعاونين العرب مع إسرائيل)

تأتى خطورة هذا الأرشيف الروسى فى كونه يكشف عن (تأييد الإتحاد السوفيتى السابق لإنشاء الدولة العبرية فى إسرائيل)، فضلاً عن (الأخطر من وجهة نظرى كباحثة مصرية وعربية)، فى أن هذا الإفراج الروسى عن تلك الوثائق لصالح الأرشيف الإسرائيلى، يكشف عن (أسماء كافة العملاء والمتعاونين العرب، خاصةً من الحركات الشيوعية واليسارية لصالح إسرائيل).

وربما نجد حتى هذه اللحظة عند الإطلاع على هذا الأرشيف الروسى فى إسرائيل، حرص الجانب الإسرائيلى على (إخفاء أسماء العملاء الفلسطينيين والعرب مع الجانب الإسرائيلى منذ لحظات قيام الدولة العبرية عام ١٩٤٨ حتى قيام حرب الإستنزاف فى فترة الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” فى يونيو عام عام ١٩٦٧).

وعندما بحثت الباحثة المصرية بحثاً دقيقاً من أجل (معرفة أسماء كافة العملاء العرب المتعاونين مع المخابرات الإسرائيلية منذ لحظة قيام وإنشاء إسرائيل عام ١٩٤٨ حتى حرب الإستنزاف فى يونيو ١٩٦٧)، جاءت نتيجة بحثها، كالآتى:

١) وردت بعض الأسماء العربية بالفعل فى (أرشيف الشرطة الإسرائيلية مشاراً إليه بالرموز)، إدراكاً من إسرائيل لحساسية هذا الموضوع فى المجتمع العربى اليوم. ولاسيما مع وجود أبناء وأقارب وعائلات ممتدة حتى لأقارب المتوفيين من العملاء الفلسطينيين والعرب مع الجانب الإسرائيلى خلال تلك الفترة.

٢) وجدت الباحثة أن (الرقابة العسكرية الإسرائيلية) قد شطبت وحذفت الأسماء العربية المتعاونين مع إسرائيل من (أرشيف المكتبة الوطنية الإسرائيلية) عند مراجعتهم لها إلى النصف تقريباً، وإستبدلتهم بالأحرف الأولى من أسمائهم أو الإشارة إليهم بالرموز فقط.

٣) وحول حجم (ظاهرة المتعاونين العرب وبالأخص الفلسطينيين مع السلطات الإسرائيلية الأمنية في فترة الحكم العسكرى الإسرائيلى)، وعند قيام الدولة العبرية ولحظات ترسيخ وتثبيت أقدام الدولة الوليدة الحديثة النشأة فى إسرائيل، فوجئت الباحثة المصرية، ومن خلال الأرشيف الخاص بالمكتبة الوطنية الإسرائيلية، وتلك الوثائق الروسية القديمة، بأنها وجدت أن الحديث يجرى عن ما معدله (عشرة متعاونين فلسطينيين فى كل قرية تقريباً)، وهو رقم كبير نسبياً لم تصدقه الباحثة المصرية.

٤) ووجدت الباحثة المصرية أيضاً، أنه فى المقابل – وربما إنصافاً للحق – أوردت الوثائق الروسية وتلك القصص فى أرشيف المكتبة الوطنية الإسرائيلية قصص عدد من الفلسطينيين الصامدين والرافضين للتعاون مع إسرائيل، والذين تعرضوا لأذى ومعاناة كبيرة نتيجة ظروف تلك “النشأة غير الطبيعية لدولة إسرائيل”، وكما يعلم الجميع.

٥) كذلك يتضح من خلال تلك الوثائق الروسية ميل المجتمع العربى والفلسطينى للظنون والشك فى بعضهم البعض حول مدى التعاون مع الإسرائيليين، وهذا يرجع – وفق تفسير الباحثة المصرية- ربما نتيجة عمل متعمد من المخابرات الإسرائيلية، والتى تطلعت لزرع الشك لدى العرب والفلسطينيين ببعضهم البعض من خلال تجنيد العملاء والخونة من الجانب العربى.

٦) كما بحثت الباحثة المصرية حول مدى أهمية تلك الوثائق الروسية التى أفرج عنها مؤخراً وسلمتها روسيا إلى إسرائيل، والمتواجدة فعلياً فى أرشيف (المكتبة الوطنية فى إسرائيل)، بالنسبة لأسرار نشأة الشيوعية والحركات اليسارية فى إسرائيل عند لحظات قيام الدولة العبرية، وخلال فترة الحكم العسكرى الإسرائيلى فى فلسطين، إلى أن نحو ١٠% من الإسرائيليين إهتموا بهذه الوثائق الروسية، وكان معظمهم من حركات اليسار الصهيونى.

٧) وببحث الباحثة المصرية حول مدى (دقة تلك الوثائق الروسية المسربة إلى إسرائيل حول الشيوعية واليسارية الإسرائيلية خلال تلك الفترة)، وجدت الباحثة المصرية أن هناك بالفعل عدداً من الكتابات العبرية وسلسلة من الكتب الصادرة حول (العملاء فى الأراضى المحتلة العام ١٩٦٧)، وتم توثيقها فى كتب وأبحاث فعلية من قبل عدد من المحللين والخبراء الإستراتيجيين الإسرائيليين، بناءً على “أرشيف المخابرات الإسرائيلية “الموساد” والمقابلات الشخصية مع متعاونين عرب سابقين معه”.

٨) ونجد حرص أغلبية الكتاب الإسرائيليين خلال تناولهم لظاهرة (تجنيد العملاء الفلسطينيين والعرب) لتلك الفترة السابقة والسنوات التالية لنشأة وقيام إسرائيل مباشرةً، إلى تأكيدهم على (نشوء العمالة كظاهرة طبيعية للشعوب المختلفة تحت الإحتلال كما حصل من الجزائر إلى فيتنام).

وفسرت الباحثة المصرية تلك النقطة بالذات، وحللتها فى إطار (وطنى إسرائيلى) كمحاولة لتبرير وتشجيع تجنيد العرب معهم، ولربما – وفقاً لتفسير الباحثة المصرية أيضاً – فقد يأتى ذلك فى إطار (خطة الدعاية الإسرائيلية بأنها اليوم أقوى وليست فى حاجة لهؤلاء العملاء العرب، أو ربما للتشكيك فى ولاءات عائلات فلسطينية وعربية معينة بإنحدار عملاء وخونة منهم مع الجيش والجانب الإسرائيلى منذ أعوام ١٩٤٨ حتى ١٩٦٧) وربما ما بعدها.

٩) فيما يشير عدداً آخر من المحللين الإسرائيليين إلى (ظاهرة تعاون اليهود مع النازيين الألمان ضد إخوانهم اليهود ذاتهم داخل معسكرات التركيز النازية بقيادة هتلر)، رغم علم هؤلاء اليهود الألمان وقتها بأن تلك الوشاية ستفضى لقتل أبناء جلدتهم ودينهم من اليهود أنفسهم.

وفسرت الباحثة المصرية ذلك أيضاً، بأنه محاولة إسرائيلية للتقليل من قيمة الخيانة والعمالة والتجنيد من وجهة نظر إسرائيلية، لتشجيع أجيال مستقبلية أخرى من هؤلاء العرب على فكرة التجنيد نفسها وللتميهد بأن اليهود الألمان خلال عهد النازية وهتلر فى ألمانيا قد خان بعضهم أيضاً اليهود من أمثالهم وأبناء دينهم.

١٠) وفيما شكك البعض بنوايا الوثائق الروسية، وبعض الأرشيف المتواجد فى تلك المكتبة الإسرائيلية الوطنية ومدى إستخدامه فى ضرب وتقليل الناحية المعنوية للشباب العربى والفلسطينى من خلال (هدم تاريخ آبائهم وأجدادهم بل ومستقبل أجيالهم وأبنائهم وعائلاتهم أيضاً).

١١) فى حين رأى محللون آخرون أن الكشف عن الحقائق حتى لو كانت “غسيلاً قذراً للعمالة والخونة والمجندين الفلسطينيين والعرب” هو ضرورة لإستخلاص الدروس والإصلاح والتعلم من الماضى، شرط أن تكون تلك الوثائق والدراسات الأرشيفية الإسرائيلية القديمة موضوعية وغير مغرضة.

– سابعاً: الوثائق الروسية المسربة للمكتبة الوطنية الإسرائيلية، والكشف عن (دور عدد من الشيوعيين الإسرائيليين فى التجسس لصالح روسيا)

وجدت الباحثة المصرية فى تلك الوثائق الروسية المسربة لصالح إسرائيل مادة دسمة للتعرف على أبرز أدوار العملاء الإسرائيليين الشيوعيين الذين عملوا لصالح الإستخبارات الروسية. وشملت قائمة “الإسرائيليين” الذين تجسسوا لصالح جهاز الإستخبارات الروسى “كى جى بى” أعضاء إسرائيليين مرموقين فى الحزب الشيوعى الإسرائيلى، والذين تم تجنيدهم من الروس، وتتراوح مهنهم ما بين: عضو فى الكنيست الإسرائيلى، ضباط جيش، مسؤوليين فى جهاز الأمن العام (الشاباك)، عاملين فى مجال وقطاع الصناعات العسكرية، صحفيين، حاخات ورجال دين بارزين، ودبلوماسيين أجانب أيضاً عملوا فى إسرائيل خلال فترة (الحكم العسكرى الإسرائيلى فى فلسطين من ١٩٤٨- ١٩٦٨).

وفى الوقت ذاته كشفت الإستخبارات البريطانية عن هذه الوثائق الروسية المتعلقة بالتجنيد الروسى “لأبرز الإسرائيليين الشيوعيين خلال فترة الحكم العسكرى الإسرائيلى لفلسطين”.

وتبين من خلال متابعة القائمة الروسية للإسرائيليين الشيوعيين المتعاونين معه، عن أن الإسم الأبرز فى هذه القائمة الروسية، هو أبرز قيادات الحزب الشيوعى الإسرائيلى، وإسمه (موشيه سنيه)، وكان يترأس قيادة منظمة “الهاغانا” الصهيونية المسلحة، وذلك قبل قيام “إسرائيل” فعلياً فى عام ١٩٤٨، ثم عضو كنيست إسرائيلى يسارى عن حزب “مبام”، وبعد ذلك عن تجنيد الإسرائيلى (ماكى)، وهو من القيادات السابقة للحزب الشيوعى “الإسرائيلى”.

ووفقاً لتلك الوثائق الروسية المسربة لإسرائيل، فإن القيادى (موشيه سنيه) من الحزب الشيوعى الإسرائيلى، كان قد زود السوفييت بمعلومات حول (السياسة الخارجية الإسرائيلية)، وكان (مصدر المعلومة التى حولتها السفارة السوفيتية فى تل أبيب إلى موسكو)، في العام ١٩٥٢، بأن:

“إسرائيل تتجه إلى تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية”

وقد أشارت الوثائق الروسية القديمة، بالإشارة لمسؤول سابق فى الإستخبارات الروسية “كى جى بى” قوله، بأن:

“الإتحاد السوفيتى أيد قيام “إسرائيل”، لأنه أعتقد أن هذه الدولة ستكون تابعة للكتلة السوفيتية وليس للكتلة الغربية أو لواشنطن”.

لكن الوزير وعضو الكنيست السابق “إفراييم موشيه سنيه” قد غضب من وثائق روسيا نافياً أن يكون والده (موشيه سنيه) جاسوساً للسوفييت، وقال إنه:

“لا أساس من الصحة لذلك، لأن علاقة والده “موشيه سنيه” مع السوفييت كانت علنية ويعلم بها الجميع، ولم يقم بنقل معلومات سرية”

وبحسب الوثائق الروسية، فإن (يعقوب ريفتين)، والذى كان عضو كنيست عن حزب “مبام” الإسرائيلى اليسارى بين السنوات ١٩٤٩ – ١٩٦٥، كان جاسوساً لـ “كى جى بى”، وإتهمت التقارير الروسية بأن الإسرائيلى اليسارى “يعقوب ريفتين” كان يقوم بتسليم وثائق سرية للسوفييت بشكل دائم. ونفى نجله (غيورا) كل ما جاء فى هذه الوثائق الروسية حول والده.

كما تذكر الوثائق الروسية المسربة إسم عضو الكنيست السابق (إليعزر غرانوت)، من حزب “مبام” أيضاً، مع العلم أن (غرانوت) كان عضواً فى (لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلى وسكرتيراً عام لحزب مبام الإسرائيلى).

وقال نجل (غرانوت) مدافعاً عن والده فى مواجهة التسريبات الروسية، بأن:

“والده كان يلتقى مع دبلوماسيين سوفييت، لكنه لم يكن بإمكانه الإطلاع على معلومات سرية”

وفى الوقت ذاته، تذكر الوثائق الروسية أسماء “جواسيس إسرائيليين آخرون عملوا لصالح الروس”، من بينهم عضو قيادة حركة “هشومير هتسعير”، وهو أيضاً أحد مؤسسى سلطة المياه فى “إسرائيل”، ويدعى (يعقوب فاردى)، والذى كان عضواً فى (اللجنة المركزية للحزب الشيوعى الإسرائيلى)، وأستطاع تجنيد رفيقه (شلومو شملى).

وتشير الوثائق الروسية إلى أن “كى جى بى”، قد جند (صموئيل مختاى)، والذى كان يعمل مهندساً إسرائيلياً فى الصناعات الجوية العسكرية “الإسرائيلية” كجاسوس.

وقد نفى (مختاى) تلك التهم الروسية عنه. كما تذكر الوثائق الروسية إسم (غريغورى لوندين)، والذى عمل فى تطوير دبابة “مركافا” “الإسرائيلية، وسجن فى عام ١٩٨٨ بعد إدانته بالتجسس لصالح روسيا.

وذكرت الوثائق الروسية إسم مستعار آخر لجاسوس إسرائيلى هو “بجان”، ووصفته بأنه مهندس روسى تم زرعه فى الجيش “الإسرائيلى” وكشف أسراراً عسكرية عديدة لصالح إسرائيل.

كما تذكر تلك الوثائق الروسية إسم المسؤول فى وزارة الخارجية “الإسرائيلية” والخبير الإقتصادى (زئيف أفنى)، الذى إعتقلته “إسرائيل” فى عام ١٩٥٦، وأدين بالتجسس للسوفييت وسجن. وتقول وثائق روسيا بأن العميل الإسرائيلى (زئيف أفنى) كان قد سلم رئيس فرع “كى جى بى” فى “بلغراد” بعض شيفرات الإتصالات “الإسرائيلية” فى أوروبا ومعلومات حول (أبرز عملاء الموساد فى أوروبا).

وشملت الوثائق أسماء صحافيين إسرائيليين، بينهم الصحفية (أفيفا ستان) من مجلة “هعولام هزيه”. وتبين أن صحفى آخر ذكرته الوثائق الروسية، كان جاسوساً مزدوجاً يعمل لصالح (كى جى بى) وجهاز الشاباك الإسرائيلى فى الوقت ذاته.

وأشارت الوثائق الروسية أن جهاز (كى جى بى) كان قد جند ضابطاً فى الجيش “الإسرائيلى” برتبة لواء ومسؤولاً فى (شعبة التجسس المضاد فى الشاباك)، عرف بكنيته “ملينكا”، ولم تذكر الوثائق الروسية إسمه على وجه التحديد.

وذكرت الوثائق الروسية إسماً مستعار لجاسوس إسرائيلى، يدعى “بجان”، ووصفته بأنه:

“مهندس روسى تم زرعه فى الجيش “الإسرائيلى” وكشف أسرارا عسكرية عديدة لصالح الروس ضد مصلحة إسرائيل”

ولفتت الوثائق الروسية إلى أن تجنيد الجواسيس لجهاز “كى جى بى)، لم يكن بواسطة السوفييت دائماً، وإنما شاركت فى عمليات تجنيد الجواسيس الإسرائيليين، عدداً من أجهزة إستخبارات دول فى المعسكر السوفيتى.

– ثامناً: العلاقة بين (التحالف الصينى- الروسى فى مواجهة واشنطن) وبين تحديد التوقيت الروسى لتسريب الوثائق لصالح إسرائيل، لتقوية نفوذ روسيا والصين فى الشرق الأوسط وإسرائيل

كان أهم ما تبادر إلى ذهن الباحثة المصرية هى تلك العلاقة بين تسريب روسيا لعدد من الوثائق لصالح إسرائيل ومكتبتها الوطنية، وتلك الرغبة الروسية والصينية المشتركة سوياً فى تقوية تحالفهما معاً ومحورهما الثنائى فى منطقة الشرق الأوسط، مع (الإحتفاظ الروسى الصينى فى الوقت ذاته بعلاقات قوية وإستراتيجية مع إسرائيل حليفة واشنطن فى الشرق الأوسط). فكانت تلك هى أهم إشكالية تحليلية مستقبلية قد تتبادر إلى الذهن، بشأن: (كيف يمكن للصين وروسيا التغلغل الناعم داخل العمق الإستراتيجى الإسرائيلى عبر تلك الوثائق الروسية المسربة لإسرائيل)؟

لأن الهدف الواضح من التسريب الروسى لوثائق الحزب الشيوعى الإسرائيلى لأرشيف المكتبة الوطنية فى إسرائيل هو (التقرب من إسرائيل)، وبما أن الولايات المتحدة الأمريكية هى الهدف الروسى الصينى ومحاولة كل محور إحتواء وتطويق نفوذ الآخر، لذا، يبقى التساؤل، بشأن:

(الهدف المستقبلى للتقارب الروسى – الصينى المشترك مع إسرائيل فى مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية فى الشرق الأوسط)

وهذا ما يفسر شعور بكين وموسكو بالإرتياح لقرارات إدارة ترامب بشأن سحب القوات وتقليل الوجود الأمريكى فى الشرق الأوسط.

ولعل ذلك ما يفسر لدى الباحثة المصرية، سر الحرص الروسى الصينى على دعوة الشيوعيين الإسرائيليين والعرب بما فيهم شيوعيى فلسطين إلى كافة المحافل السياسية الكبرى بهما.

ونجد أنه فى الإحتفالية الصينية المئوية بالحزب الشيوعى الصينى الحاكم، بمناسبة مرور ١٠٠ عام على إنشائه، جاءت دعوة الحزب الشيوعى الصينى لوفود كبيرة تضم الشيوعيين الإسرائيليين، وجبهة النضال الشعبى اليسارية الفلسطينية، من أجل المشاركة فى أعمال ( قمة الحزب الشيوعى الصينى والأحزاب السياسية ّاسيّة العالمية)، بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الحزب الشيوعى الصينى فى الأول من يوليو عام ٢٠٢١.

كما جاء حرص أعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسى للحزب الشيوعى الصينى، بتوجيه شكر خاص من الرئيس “شى جين بينغ”، بإعتباره الأمين العام للحزب الشيوعى الصينى، ورئيس جمهورية الصين الشعبية، إلى كافة الرفاق الشيوعيين حول العالم، والحرص على إستضافتهم بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيس الحزب الشيوعي الصينى، مع دعوة وفود شيوعية إسرائيلية وعربية للقاء نظرائهم الشيوعيين فى بكين، والإستماع لهم.

وحرص القادة الشيوعيين فى بكين على توجيه الشكر لشيوعيى العالم من قبل موجهاً من عموم الشعب الصينى الصديق لهم والأمة الصينية، وإلى كافة الرفاق فى اللجان المركزية للأحزاب الشيوعية واليسارية العالمية، والمكاتب السياسية التابعة لتلك الأحزاب الشيوعية واليسارية (بما فيها الشيوعيين واليساريين الإسرائيليين وشيوعيى جبهة النضال الشعبى الفلسطينيين والشيوعيين العرب بدون الفصل بينهما من قبل الصين) بهذه المناسبة المئوية لتأسيس الحزب الشيوعى الصينى، والتى تشكل مناسبة شيوعية عالمية، لذا جاء حرص الحزب الشيوعى الصينى على الإحتفاء بها عالمياً عبر دعوة الشيوعيين حول العالم للإحتفال معهم، مع كلمات الشيوعيين الإسرائيليين والعرب حول المكانة المتميزة للحزب الشيوعى الصينى على الساحتين الدولية والوطنية.

وجاء تفسير الأمر وفقاً لتحليل الباحثة المصرية، بأن الحرص الصينى والروسى على التواصل مع الشيوعيين الإسرائيليين ولقائهم، ثم دعوة الشيوعيين الفلسطينيين والعرب معهم أيضاً، فضلاً عن (ربط خطوة التسليم الروسى لوثائق الحزب الشيوعى الإسرائيلى القديمة عام ٢٠١٩ فى ظل التقارب بين الصين وروسيا والتحالف بينهما الذى يقلق واشنطن)، بأنه تعبيراً عن خطوة صينية – روسية كبيرة لإعادة إحياء “المشاعر القومية للشيوعيين حول العالم وربطهم بالصين”.

وهذا ما يفسر دعوات روسيا والصين لوفود كبيرة من أعضاء المكاتب السياسية واللجان المركزية للجبهات الشيوعية واليسارية للقاء نظرائهم فى الحزب الشيوعى الصينى. ثم دعوتهم فى أعمال (قمة الحزب الشيوعى الصينى والأحزاب السياسية العالمية)، وهى التى حملت شعار (سعادة الشعوب مسؤولية الأحزاب السياسية الشيوعية)، وهو الشعار الذى رفعه الحزب الشيوعى الصينى بمناسبة الذكرى المئوية الأولى لتأسيسه، مع حرص الصين على دعوة ومشاركة أكثر من (٥٠٠ حزب حول العالم)، ومن ضمنهم: (الحزب الشيوعى الإسرائيلى، وجبهة النضال الشعبى الفلسطينى، وكافة الأحزاب الشيوعية واليسارية العربية أيضاً).

وهو ما يذهب بتحليل الباحثة المصرية بعيداً حول هذا التقارب الصينى – الروسى أيديولوجياً بالأساس مع الشيوعيين الإسرائيليين فى المقام الأول، لمساعدتهم فى التغلغل فى العمق الداخلى الإسرائيلى عبر إحداث التقارب معهم بتسريب وثائق شيوعية قديمة لشيوعيى الداخل الإسرائيلى، ربما يأتى تحقيقاً لمصالح صينية روسية مشتركة، ستتضح كافة ملامحها خلال الفترة القادمة على ضوء التحالف الصينى والروسى فى مواجهة النفوذ الأمريكى والقيم الليبرالية الأمريكية والغربية.

الدكتورة نادية حلمى


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً