منذ حوالي أكثر من شهر بدأت رحلات الموت، وتجارة البشر عبر الأراضي الليبية من مصر ، بأعداد كبيرة ومنظمة من سماسرة الهجرة غير الشرعية في داخل مصر وخارجها، وبث فيديوهات من شباب تمكنوا من الوصول إلى السواحل الإيطالية؛ مما شجع شباب في عمر الزهور لا تتجاوز أعمارهم (خمسة عشر عامًا) من الهروب الجماعى، ووضع أهاليهم أمام دفع اموال للوسيط داخل مصر ، بعد وصولهم الأراضي الليبية كمرحلة أولى بدون معرفة معظم أهالي الضحايا عن وجود أبنائهم في ليبيا، ودفع مبلغ حوالي 25 ألف جنيه مصري أولًا قيمة تهريبهم من مصر إلي ليبيا !!
وتبدأ رحلات الموت للشواطئ الأوروبية بعد وصول ابنائهم بمبلغ آخر يُقدر بحوالى 30 ألف جنيه مصرى، وبعد تمكين بعض الشباب من الوصول، كان الحافز الأكبر ليصبح التهريب علنيًا يوميًا عبر سماسرة انتشروا في قري محافظات “الدقهلية والشرقية والقليوبية”.
وكان حديث الناس عن السفر عبر الهجرة غير الشرعية هو حديث الساعة؛ حتي بعض الشباب هدد أهاليهم بالإنتحار إذا لم توافق أهاليهم علي السفر ، حتي إن بعضهم انتهي من أداء امتحان الثانوية العامة وركب في نفس اليوم إلي ليبيا، وقد تمكنت قوات حرس الحدود المصرية من القبض علي بعض الرحلات نتيجة سلوكهم دروب صحراوية علي الحدود المصرية مع ليبيا، قبل فتح المجال الجوي قبل أسبوع، وبعد فتح رحلات جوية عبر مطار برج العرب، ظهر سماسرة أخرون لتجهيز أوراق تثبت تطعيمهم، ودفع مبلغ 36 ألف جنيه قيمة الرحلة؛ لتجنب رحلات التهريب عبر الحدود البرية !!
ففي الأسبوع الماضي تلقت قرية تلبانة / دقهلية نبأ غرق قارب من شباب القرية علي متن القارب الغارق، وقد خيم الحزن، وتتشح القرية الآن بالحزن والسواد، بعد نشر أسماء (11) شابًا من قبل المهرب علي صفحته الخاصة بمصرعهم غرقًا نتيجة إنقلاب القارب، الذي يحمل أكثر من 50 شابًا معظمهم من القرية المنكوبة، والباقي داخل السجون الليبية !!
كما تمكنت عصابات وميليشيات محلية في المناطق الرخوة (الهشة) خارج سيطرة “حكومه طرابلس”، غرب طرابلس من خطف بعض الشباب، والاتصال بأهاليهم في مصر بدفع إتاوات مالية، وفي حالة عدم الدفع يتم قتلهم، فمنذ أيام تم قتل 3 شباب من قرية (البقلية دقهلية) لهذا الغرض، وبعد وصول أنباء عن أعداد المفقودين من اهالي / قرية تلبانة دقهلية؛تجمهر بعض الأهالي أمام منزل المهرب الموجود الآن علي الأراضي الليبية، بمحاولة إشعال النار في منزله، وتمكنت مديرية الأمن بالدقهلية، بالسيطرة علي الموقف، ووضع سياج أمني علي المنزل، بحضور مدير أمن الدقهلية، ومفتش المباحث، وقد سارعت بعض الشبكات الإعلامية المحلية على عمل حوارات مع أهالي الضحايا !!
وعلي الجانب المهني والإنساني والأخلاقى أتواصل يوميًا مع وزارة الخارجية، ومع مكتب مساعد أول الوزير / لشئون القنصلية، وخدمة المواطنين / السفير عمرو عباس، بشأن وضع المسجونين والمفقودين؛حيث انتشرت بعض الشائعات غير المؤكدة علي العثور علي بعض الشباب من المفقودين أحياء، ولم تؤكده جهة رسمية !!
وقد صرح مسئول داخل القنصلية المصرية لنا يوم الأربعاء الماضى عبر اتصال هاتفى، عن بدء رحلات للمسجونين داخل السجون الليبية إلي مصر، مع تنسيق مع الجهات المعنية في طرابلس !!
وحتي كتابة هذه السطور لم يصلني ردًا من مكتب مساعد الوزير عن اجراءات ترحيل المسجونين من القارب الغارق، أو العثور على جثامين لأسماء المفقودين !!
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.