في ظل التغيير البنيوي للمجتمعات ، وتأثير الميديا بكل أنواعها، لتغلغلها بعمق الخلية الأساسية، ألا وهي الأسرة، والتي لم تعد محصورة بالوالدين ، بل بجميع أفراد العائلة، مهما تفاوتت أعمارهم.
كان لا بد لنا من إضاءة عميقة ، تتناول تأثير التغيير السطحي لبنية الأسرة والمجتمع ، إضاءة عميقة تتناول جميع هذه الأسس ، بأسلوب علمي منهجي مختص، فكان لنا شرف محاورة الإخصائية الاجتماعية ، لتنير لنا كل تلك العثرات وتقدم لنا أفضل الحلول، وأهمية دور المعالجيين الإجتماعيين، بأسلوبها الشيق، العلمي، الشفاف والصادق .
إنها الباحثة العلمية وكنز من المعارف الأصيلة المنهجية الأستاذة : ندى السوقي أخصائية اجتماعية معتمدة لدى المحاكم الشرعية (تدخل اسري—تسوية النزاعات الزوجية —النساء المعنفات —ارشاد تربوي —صعوبات تعليمية —تأخرت مدرسي —اكتشاف القدرات وتطويرها .
_ ماذا تواجهين بعملك كمرشدة اجتماعية ؟
– اواجه خلال عملي كمرشدة اجتماعية مكلفة في المحاكم المذهبية نزاعات وخلافات بين الزوجين سببها العلاقة الجنسية البديلة والتي تصل بهما إلى الهجر والابتعاد الروحي والجسدي أو إلى الطلاق .وانا كمرشدة اجتماعية العب دور المصلح الاجتماعي الذي يحاول اصلاح ذات البين عبر تذليل الصعاب ومعرفة الأسباب التي وقع لأجلها الخلاف والصراع وفي ثم اللجوء إلى علاقة بديلة عند الزوج أو الزوجة
وأقوم بمعرفة ومعالجة الأسباب التي دفعت بأحد فيهما لإقامة علاقة بديلة وإيجاد حلول تناسب الطرفين ، وطبعا تبعا لكل حالة طريقة وأسلوب خاص لمعالجتها تختلف من حالة لأخرى .ووفقا لطبيعة النزاعات وتاريخها ولاي مرحلة وصلت ، لندع وشكل العلاقة الجنسية البديلة بالإضافة لأسباب نفسية واجتماعية واقتصادية عديدة يطول الحديث عنها .
_ لا بد من تعريف الزواج اولا :
– مفهوم الزواج هو نظام سارت عليه المجتمعات وكافة الأديان السماوية وهو الوسيلة الوحيدة لتنظيم الحياة الزوجية وتخفيف الامان ، والاستقرار ، والمشاركة ، والحب ، والمودة والديمومة .
العلاقات الجنسية البديلة هو ابتعاد الزوجين عن ارتبطاته فينقاد بإرادته إلى أن يبلغ ذروة العلاقة الجنسية سواء وصلت إلى الاتصال الجنسي أو لم تصل وسواء كانت مجرد لقاءات او اتصالات هاتفية وهي تنشأ بسبب خلل في العلاقة بين الزوج والزوجة وبتأثيرات خارجية .
ماذا عن العلاقات الجنسية البديلة الإلكترونية ؟
إن مواقع التواصل الاجتماعي قد ساعدت على تسهيل عملية التعارف وتعدد العلاقات وكان لها دور بارزا بالقوه في علاقات بديلة تتطور إلى لقاءات .
_ ما هي مؤشرات الانجرار في العلاقات البديلة ؟
– قد لا تتأكد الزوجة أو الزوج وقد لا يجد الشريك دليلا قاطعا على شريكه ، ولكنه حكما يستطيع التنبيه إلى بعض المؤشرات من أبرزها عند الرجل زيادة الاجتماعات بمظهره الخارجي وربما تغير عطره أو سيارته ، هاتفه دائما بجانبه ولم يعد متاحا امام الزوجة بعد وضع كلمة سر .
_ كيف تبدو علامة الفتور الجنسي عند الزوجين ؟
– الفتور الجنسي وعدم ابداء رغبته بالتواصل الجنسي ، قضاء وقت طويل خارج المنزل وإنفاق مالي غير مبرر وغير معلن عنه ، افتعال المشاكل وانهاء الجدل بالخروج غاضبا من المنزل ، أما أبرز المؤشرات لدى الزوجة والمجاهرة بها ووضع رقم سري للهاتف وعدم السماح لأي كان الرد على المكالمات ، الاهتمام الزائد بالمظهر الخارجي ، اختلاق الحجج والإعتذار للتهرب من اللقاءات الحميمة مع الزوج.
_ ما هي دوافع الانجرار في العلاقات الجنسية البديلة ؟
– الاختيار الزواجي غير المناسب او عبر اختيار الأهل شريك الحياة ، وقد تشكل الفارق العمري بين الزوجين نقطة خلاف أساسية من ناحية النضج الفكري والادراكي، والمعرفي والانفعالي بالإضافة إلى أنها تؤثر سلبا على العلاقة الجنسية بينهما ،اختلاف التوقعات لدى الزوجين فالصورة المثالية للزواج تختلف عن الصورة الحقيقية وخاصة إذا لم يدرك كل منهما دوره كزوج أو زوجة ….
الفارق في المستوى الفكري والثقافي وهدا يلعب دورا بارزا في عملية التوافق الزواجي فاختلف المستوى الثقافي عند الزوجين يزيد من الثغرات فيحدث التصادم وتعتقد المشاكل خاصة إذا لم يتم استدراك الطرف الآخر غياب الزوج عن المنزل لفترات زمنية طويلة بسبب عمله خارج البلاد ، أو انشغال الزوجين بحياتهم العملية يخلق جوا من الإهمال وعدم المبالات بالشريك والواجبات المنزلية ، فيتجه أحد الزوجين إلى إشباع الغريزة الجنسية بطريقة غير شرعية
الشجار الحاد والمستمر بين الزوجين تختلف العلاقات الزوجية من حيث مدها وشدها ، فبعض الأزواج يملكون السيطرة على قدرة ضبط انفعلاتهم وتقديم حلول للسيطرة على المشكلة ، والبعض يحاول الهروب من حدة الخلافات فيلجأ إلى علاقات جنسية بديلة خارج إطار الزواج فيحاول الزوجان الاستمرار في الحياة الزوجية من أجل الأبناء ولو تنتهي بالطلاق أو الهجر
وعدم اللجوء لحل المشاكل التي تحدث بين الزوجين نتيجة التصادم ، وغياب لغة التواصل ينشأ عنها تراكمات تقود إلى الانفجار والأشجار الدائم ووقوع الصراعات .
أما السبب الاقتصادي في ظل الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان الذي نعيشه من فقر وبطالة مقابل ارتفاع جنوني في الأسعار مقابل طغيان الاعتبارات المادية وتعميق القيم المادية الاستهلاكية وحالات التفاخر الاجتماعي وتغير المفاهيم وانتشار ثقافة الاستهلاك والتسوق للمتعة وليس للحاجة .
القيم من العناصر الجوهرية تغير منظومة الأفكار والقيم التي تربينا عليها ، فيحدث صراع بين المألوف والحداثة وبين الغريب الوافد #والمانوس #لديها عدم الاشباع العاطفي يزيد هذا الإحساس بالتوتر والقلق مما يدفع أحدها أو كلاها باتخاذ شريك جديد يعوضه فراغه العاطفي .
الانحرافات السلوكية كالادمان على الخمر والمخدرات من الطبيعي أن تكون أجواء العلاقات بين الزوجين مفعمة بالتوتر والمشاحنات .
الاشباع الجنسي ، أن عدم تلبية الحاجات الجنسية فستظل الحياة الزوجية أحد الأسباب للدخول في علاقات جنسية بديلة ، باعتبار مواضيع خارج التداول وطي الكتمان ، وان سر نجاح الحياة الزوجية بشكل الجانب الجنسي والتوافق الجنسي 85% من سر نجاحها .
والتربية الجنسية والتنشئة الاجتماعية دورا لتفعيل اسس نجاح الحياة الأسرية والزوجية ونلخص دوافع الدخول في علاقة بديلة عند الرجل بعدة نقاط ، ان أجواء التوتر المستمرة داخل المنزل قد تدفع الرجل إلى أحضان امرأة أخرى ، حاجة الرجل للشعور بأنه ما زال شابا تتزامن هذه الحالة في أزمة منتصف العمر .
الشعور بالأعمال وعدم التقدير ، إهمال المرأة لزوجها بصورة مستمرة يجعله يبحث عن الاهتمام في أحضان امرأة أخرى والسعي وراء اللذة هنالك رجال لا تشبعهم علاقاتهم لزوجاتهم ربما لانها تخضع لضوابط معينة ، لذا فهم يبحثون عن علاقات جديدة من أجل التفلت من هذه الضوابط .
دوافع العلاقة البديلة من المرأة رد الصاع صاعين ، عندما تكشف المرأة علاقة زوجها عبر الدخول بعلاقة جنسية بديلة بدافع الانتقام .
النقص العاطفي وغياب التقدير، المرأة تضعف أمام الاغراءات الجسدية فتقع المرأة الضعيفة والتي تعاني من النقص العاطفي في فخ العلاقات البديلة .
فقدان الشعور بالأمان ، فقد يتهرب بعض الرجال من مسؤوليتهم وواجباتهم تجاه أسرتهم فتحمل المرأة العبىء لوحدها وقد تلجأ إلى علاقة بديلة بحثا عن الدعم الذي تحتاجه .
_ ما هي الآثار في العلاقات الجنسية البديلة على الزوجين ؟
– فقدان الثقة ، وهي من أهم أسس نجاح واستمرار العلاقة الزوجية ، فقدان التوازن العاطفي والنفسي بين الزوجين يعيش الأزواج الذين دخلوا علاقات بديلة حالات من الصراع النفسي وخاصة عند الزوجة صراع القيم التي نشأت عليها والواقع الديني ومن الفضيحة أمام المجتمع .ويخاف الرجل اكتشاف زوجته بعلاقته بامرأة أخرى تنهدم الأسرة ويضيع الأبناء.
يأتي الإدمان على المخدرات والكحول كتداعيات وانحرافات سلوكية بعد اكتشاف أحد الشريكين لعلاقة شريكه البديلة .وطبعا زيادة وتفاقم وتعقد المشاكل الزوجية والأسرية فتنكسر الحدود والحوافز ويعيشا الانفصال الروحي والجسدي .
الطلاق ، عندما يصل النزاع لمرحلة يستحيل معها ضبط الخلاف وينتهي الأمر بالطلاق ، هجر أحد الزوجين ، البعض يفضل فمرة الهجر ولو لفترة قصيرة عن المنزل عن فكرة الطلاق خوفا على مستقبل الاولاد وهذا يكون بالاتفاق التام بين الزوجين علاقة جنسية بديلة ، كما سبق وذكرت ممكن أن يقوم أحد الزوجين عند اكتشاف علاقة بديلة لشريكه أو قد تكون مجرد ظنون وشكوك بالدخول بعلاقة جنسية بديلة .
الانتحار أن العلاقات الجنسية البديلة من أخطر الظواهر المجتمعية وان فضح أمر الزوجة قد تقدم على الانتحار خوفا من الفضيحة ومن رد فعل زوجها واهلها .
التعنيف والقتل ، يكفي أن نرجع بالتاريخ خمس سنوات أو أكثر ونستعين بالجمعيات النسائية والقانون اللبناني للاطلاع على الجرائم التي حدثت مؤخرا بسبب اكتشاف أو اتهام الأزواج لزوجاتهم بعلاقات جنسية وأخيرا العلاقة الجنسية البديلة قد تمنع صاحبها الراحة النفسية والسلام الداخلي وتلبي الحاجات النفسية والجسدية والفكر والمادة ، وربما اجتمعت كل هذه الجوانب في شخص واحد .ولكن علينا أن لا ننسى بأنها راحة نفسية مؤقتة وليست دائمة بانها خطيرة وخطيئة كبرى تنبذها كافة الأديان السماوية وهي تهدد الحياة الزوجية وهدم الحياة الأسرية فهي تماما كالقنبلة المؤقتة .
_ بالإضافة إلى عملك بالقطاع التربوي وذوي الاحتياجات الخاصة و والصعوبات التعليمية والارشاد التربوي.. ماهو نوع عملك في المحاكم الروحية؟
– نحن كمختصيين اجتماعيين يقوم عملنا على التدخل الأسرى وتسوية النزاعات الاسرية،وتقديم برامج التأهيل والارشاد للمقبلين على الزواج، والنساء المعنفات.
وان نسب الطلاق في لبنان وخاصة خلال الازمة الصعبة التي يعيش لبنان، تزداد يوما بعد يوم، وتتنوع اسباب ودوافع الطلاق لأسباب قائمة يستحيل حلها، ولأسباب يمكن معالجتها والسيطرة عليها من قبل الطرفين. وللمرشد الأسرى دور فعال ومهم في تسوية النزاعات الزوجية عندما يجد الزوجان صعوبة في الوصول إلى حل يرضي الطرفين. او عندما لا يستطيع احد الأطراف التأقلم مع الحياة الزوجية، وادوار الزواج..
ومازلنا نلجأ إلى الوالدين والى كبار العائلة ووجهائها ومشايخها عند تفاقم المشكلة وتعبها اي عندما تصل الأمور إلى حد الانفجار اي الانفصال، ونجد بعض العقلاء الذين فعلا يستطيعون لعب دور المصلح الاجتماعي ويعالجون المشكلات الأساسية والبعض وبفضل نفوذهم يؤثرون على قرارت الزوجين بالعدول عن الانفصال دون معالجة الأسباب المؤدية للطلاق. فتتفاقم المشكلات وتتعقد..
وهنا يأتي دور الاخصائي الأسرى لمساعدة الزوجان على إيجاد الحلول المناسبة لكلا الطرفين، وتقبل الآخر وتقديم بعض التنازلات وإطلاعهم على ادورهم وعلى أهمية تكامل ادورهم وبأن الأسرة هي صمام الأمان لنجاح الأبناء بالإضافة إلى عدة جوانب أخرى كالحب والتفاهم والحوار والتربية السليمة.
وهناك مواضيع تعتبر من التابوهات في مجتمعنا ويصعب البوح عنها (كالعلاقات الجنسية البديلة) والتي تعتبر من أخطر المشاكل الأسرية والتي تهدم العلاقة الزوجية وتدمر الأسرة. فتزداد الصراعات الأسرية عند اكتشاف علاقة احد الشركاء البديلة. واليوم سوف نضوي على هذا الموضوع نظرا لتزايد حالات الطلاق والانفصال.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.