تواجه دول أوروبية كابوس انتشار العنف بين سكانها، مع تصاعد اتهام الأعراق الأجنبية بالمسؤولية عن زيادة الأزمات المعيشية والإرهاب وتهديدات الهوية، خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية.
يتوقع محلل سياسي تحدث لموقع “سكاي نيوز عربية” دخول أوروبا في نفق مظلم، خاصة مع زيادة ضغط الأزمات على القارة العجوز” بتداعيات أزمتي فيروس كورونا، وحرب أوكرانيا.
ودق ناقوس الخطر بقوة الأيام الأخيرة، مع تتابع أعمال العنف بشكل سريع، وإعلان وزارة الداخلية الفرنسية إحباط 9 هجمات لما يسمى بجماعات اليمين المتطرف، بعد ساعات من هجوم باريس ضد الجالية الكردية.
وأعلنت النيابة العامة، السبت، تمديد توقيف المشتبه به في قتل 3 أكراد وإصابة 3 آخرين، وقال المتهم إن هجومه بدافع عنصري.
يطلق مصطلح “اليمين المتطرف” على مجموعات وأحزاب ضد الهجرات الأجنبية الكثيفة ومتنوعة الأعراق، وتعدد الهويات الدخيلة، بعضها يعبر عن أفكاره بالعمل السلمي، وأخرى تلجأ للعنف.
من أبرز الهجمات المنسوبة لليمين المتطرف الآونة الأخيرة، وجهود الشرطة لمنع وقوع أخرى:
7 ديسمبر
– نفذت السلطات الألمانية مداهمات لتوقف 25 شخصا وبحوزتهم أسلحة كثيرة ومتنوعة، للاشتباه في تخطيطها للإطاحة بالمؤسسات الدستورية، وفي مقدمتها البرلمان.
– ضمت الشبكة التي تنتمي أيديولوجيا إلى حركة “مواطني الرايخ”، مجموعة من النخبة السابقين ونائبة سابقة من اليمين المتطرف، وامرأة روسية.
– إلقاء القبض على شخص في إيطاليا وآخر في النمسا على صلة بمخطط لاقتحام البرلمان الألماني.
15 ديسمبر
– هجوم على مشجعين مغاربة وعرب، بالأسلحة البيضاء، في مدن ليون ونيس ومونبلييه، بالتزامن مع مباراة المغرب وفرنسا في كأس العالم 2022.
– إلقاء الشرطة الفرنسية القبض على 40 مسلحا، في باريس.
23 ديسمبر
– وقوع حادث إطلاق نار قرب مركز ثقافي كردي وسط باريس.
– المشتبه به حوكم في يونيو الماضي بالحبس سنة، بتهمة ارتكاب أعمال عنف بسلاح في عام 2016، واتهم أيضا في ديسمبر الماضي، بارتكاب عنف عنصري.
– إحباط الداخلية الفرنسية، 9 هجمات لليمين المتطرف، وأعلن وزير الداخلية جيرالد دارمانين، أن الهجمات كانت تستهدف الأجانب.
ما وراء الهجمات؟
يوضح المحلل السياسي، مصطفى الطوسة، أن السيناريو الذي تنفذه مجموعات اليمين المتطرف الآن من اعتداءات تستهدف الأجانب والمؤسسات، كان أمرا متوقعا لـ3 أسباب:
– تصاعد لهجة الكراهية وإقصاء الأجنبي، وترجمة هذه الأفكار إلى “اعتداءات إرهابية”.
آن من اعتداءات تستهدف الأجانب والمؤسسات، كان أمرا متوقعا لـ3 أسباب:
– تصاعد لهجة الكراهية وإقصاء الأجنبي، وترجمة هذه الأفكار إلى “اعتداءات إرهابية”.
– نجاح اليمين المتطرف في استثمار خطاب الكراهية، وتحميل المهاجرين مسؤولية كل الأزمات، واستقطاب الرأي العام لهذه الأفكار.
– اليمين المتطرف أصبح على أبواب السلطة في عدة بلدان.
الوصول للسلطة
على مدار الأشهر الأخيرة، حققت أحزاب اليمين المتطرف نتائج متقدمة في الانتخابات البرلمانية في عدة دول.
* ألمانيا: صعود حزب البديل من أجل ألمانيا في الانتخابات الأخيرة.
• فرنسا: فوز تكتل اليمين المتطرف بأكثر من 100 معقد في الانتخابات البرلمانية.
• إيطاليا: تولي زعيمة حزب إخوة إيطاليا، جورجيا ميلوني، رئاسة الحكومة، بعد فوز تحالفها في الانتخابات.
• السويد: تحقيق تيار اليمين المتطرف نتائج متقدمة في الانتخابات.
• المجر: فوز فيكتور أوربان، المنتمي لليمين المتطرف، برئاسة الحكومة.
ماذا ينتظر أوروبا؟
هناك تخوف كبير من كابوس محتمل يخيم على أوروبا، في ظل استمرار هذه الهجمات، بحسب الطوسة الذي يتوقع 3 سيناريوهات:
– في حالة عدم مواجهة اليمين المتطرف وأفكاره قد يتكرر النموذج الأميركي في أوروبا، بمعنى لجوء مجموعات عنصرية إلى السلاح، وارتكاب عمليات قتل جماعي.
– إحداث شروخ في المجتمع.
– يصبح استقرار أوروبا ككل تحت التهديد.
ولمنع الوصول إلى هذا المصير، يلفت المحلل السياسي إلى أن الأمر يتطلب معالجة قانونية واجتماعية واقتصادية للقضاء على أفكار اليمين المتطرف.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.