اليوم نهاية الأسبوع وأحمل كل ما استطيع من السوق لنهاية الأسبوع، اتجهت ناحية المصعد مسرعة فقد ثقلت على الأشياء الكثيرة التي أجلبها فالوضع لايحتمل أن أقوم بالتسوق يومياً وبطبيعة الحال لا أقوى على حمل كل متطلباتي.
يهرع إلى محمد رجل الأمن طالباً مساعدتي وتخفيف حملي متمنياً لي الصحة والعافية مهرولاً إلى المصعد لفتحه فأنا المتعبة من اللف على المحلات في الحرارة الشديدة وهو المرفه بالجلوس على مقعده المريح في ظل العمارات الشاهقة الارتفاع.
اعتدت أن يسرع بي إلى المصعد المقارب لشقتي حتي لا اجهد وأنا أحمل أشيائي الكثيرة.
ولكن هذه المرة لم يذهب معي محمد إلى غايتي والمصعد المعتاد مما أثار تساؤلاتي لما تذهب بعيداً يا محمد الم نعتاد على هذا المصعد الواسع؟
وأرعبني رده سريعاً ممنوع يا دكتورة خلاص محدش يركبه تاني. وتعصبت معتقدة أنه يختار ما يحلو له من مصاعد للتحكم بالسكان ومضايقتهم فأصريت أن يفتح المصعد الذي أعتدت عليه لسنوات متهمة اياه بالتخاذل ومهددة بأن أتدخل شخصياً واتسبب له في اضرار لا يتحملها فهذه المصاعد ملك لنا ولن يتحكم فينا أحد.
لم أدرك نبرة الحزن وهو يتحدث من شده غضبي ولكني أفقت على كلماته الهامسة المصعد بقي مخصص لمشتبهي كورونا يا دكتورة.
فزعت من هول المفاجأة فهل أصبحت العمارة موبوءة بالفيروس اللعين وسألت مسرعة من من الجيران قد الم به المرض وما حالته الأن وكيف لم تعزل العمارة بكاملها؟
أهدي يا دكتورة فقد تم اكتشاف حالات وتم عزلهم في منازلهم ولكن يستخدمون المصعد حتي الأن.
فصحت لا يجوز ذلك ألا يخافون من نقل العدوي للجميع فهو ينتقل عن طريق اللمس والرزاز ومن الممكن أن يصيب الجميع من خلال المصعد.
ودار في خلدي سيناريو انتقال الفيروس عبر المصاعد وامكانية انتشاره بطريقة أسرع وكم كان سيناريو مرعب ازعجني لدرجة الاتصال بأحد متخصصي الأمن والسلامة المهنية لتوضيح الرؤية فصدق توقعي حين قال أن المصعد من أكثر الأماكن نشراً للعدوي لأن كل من بداخله يظلون محاصرين لفترة من الزمن مستنشقين نفس الهواء ويتبادلون أنفاسه بما تحمله من فيروسات ضاغطين على نفس الأزرار بأيدي محملة بعلامات الموت الخفية.
وعدت سريعا إلى رجل الأمن لاعرف من المصاب من الجيران فقالها رجل الأمن على استحياء أنه الاستاذ منصور بالدور الأخير وزوجته ففجعت من الخبر ألم يجد الفيروس بشراسته إلا هذا الرجل دون أبناء وزوجته الطيبة صديقتي التي لم أرى منها إلا الخير والمساعدة طوال عشرون عاماً من الجيرة الطيبة والصداقة الجميلة الملامح.
أسرعت إلى التليفون أطمئن عليه
…. والي لقاء آخر لتكملة القصة
دكتور الهام الدسوقي
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.