يبدو رئيس الوزراء والملياردير الشعبوي أندريه بابيش الذي هو على خلاف مع الاتحاد الأوروبي والمستهدف في “وثائق باندورا”، الأوفر حظا للفوز في الانتخابات التشريعية التشيكية التي بدأت يوم الجمعة 08 أكتوبر 2021 ويتوقع أن تشهد منافسة حادة.
وسيسعى بابيش إلى الفوز للمرة الثانية على التوالي مع حركته “نعم” (آنو) على الرغم من إدارته المثيرة للجدل لوباء كوفيد-19 ومشاكله مع القضاء.
وقطب الصناعات الغذائية والكيميائية والإعلام البالغ من العمر 67 عاما متهم بشبهة اختلاس مساعدات مالية أوروبية وهو أثار استياء الاتحاد الأوروبي الذي يأخذ عليه تضارب مصالح بين دوريه كرجل أعمال وسياسي.
وفي نهاية الأسبوع الماضي كشف تحقيق “وثائق باندورا” أن بابيش استخدم أموالا من شركاته الخارجية لتمويل شراء عقارات في جنوب فرنسا في 2009، بينها قصر.
ويرى بابيش في هذه الاتهامات حملة تشهير ضده وما زالت استطلاعات الرأي تعتبر هذا العضو السابق في الحزب الشيوعي المرشح الأوفر حظا للفوز في الاقتراع إذ تصل نسبة مؤيديه إلى ثلاثين بالمئة.
وقال توماس ليبيدا المحلل في جامعة بالاكي في أولوموك (شرق) إن “السؤال الرئيسي هو ما إذا كانت السياسة الشعبوية ستفوز على السياسيين التقليديين والأكثر مسؤولية”.
فتحت مراكز الاقتراع أبوابها الجمعة عند الساعة 12,00 على أن تقفل عند الساعة 20,00 بتوقيت غرينتش ثم يستأنف التصويت السبت من الساعة السادسة حتى الساعة 12,00 ت غ. ولن تجرى استطلاعات للرأي عند خروج الناخبين من مراكز الاقتراع، على أن تعلن النتائج مساء السبت.
“هوية قبلية”
يترأس بابيش الذي يحتل المرتبة الخامسة بين أصحاب الثروات في تشيكيا حسب مجلة فوربز، حكومة أقلية مع الاشتراكيين الديموقراطيين، بدعم ضمني من الحزب الشيوعي الذي حكم تشيكوسلوفاكيا السابقة من 1948 إلى 1989.
وتنافس بابيش مجموعتان ارتفعت شعبيتهما بشكل كبير منذ بداية العام خلال جائحة كوفيد عندما وجدت البلاد نفسها على رأس الإحصاءات العالمية للوفيات ومعدل الإصابات العالمية نسبة لعدد السكان.
وحلت مجموعتان هما تحالف بين حزب القرصان المناهض للمنظومة الحاكمة مع رؤساء بلديات وسطيين ومستقلين من جهة، ومن جهة أخرى تحالف “معا” بين الحزب الديموقراطي المدني اليميني وحزب “توب09” اليميني والاتحاد الديموقراطي المسيحي (وسط)، محل حزب بابيش موقتا في صدارة استطلاعات الرأي.
لكن رئيس الوزراء انتقل فورا إلى الهجوم محذرا من مستقبل غامض للأمة في حال فوز منافسيه، ونجح في قلب الوضع لمصلحته.
وقال ليبيدا إن حزب “نعم” ما زال “يتبع نوع الشعبوية الذي نعرفه من الكتب المدرسية – زعيم قوي يسعى إلى تقسيم المجتمع واستحداث هوية قبلية”.
لا شيوعيين؟
يسير اقتصاد جمهورية تشيكيا العضو في الاتحاد الأوروبي التي يبلغ عدد سكانها 10,7 ملايين نسمة، على طريق التعافي بعد الوباء.
لكن الزيادات الأخيرة في معاشات التقاعد والأجور في القطاع العام تسببت في ارتفاع كبير في نفقات المالية العامة.
وفي حملته، هاجم حزب بابيش الهجرة غير القانونية وتعهد الحفاظ على السيارات التي تعمل بالوقود وكذلك مزيج الطاقة التشيكي التقليدي الذي يعتمد على الطاقة النووية.
وبين الأحزاب الأخرى المهمة في السباق الانتخابي، حركة الحرية والديموقراطية المباشرة اليمينية القومية المناهضة للمسلمين، بقيادة رجل الأعمال توميو أوكامورا المولود في طوكيو.
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الاشتراكيين الديموقراطيين والشيوعيين لا يزالون قادرين على المنافسة لكنهم قد لا يحصلون على عتبة الخمسة بالمئة التي تؤهلهم دخول البرلمان.
ويعود إلى الرئيس الموالي لروسيا ميلوش زيمان تعيين رئيس الوزراء الجديد ويمكن لبابيش الاعتماد على حليفه السابق في هذا المجال.
يرى جوزف ملينيك المحلل في جامعة تشارلز في براغ أن رئيس الدولة “سيبذل جهوده القصوى لإبقاء حزبه في السلطة”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.