قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد يوم السبت 6 تشرين الثاني – نوفمبر 2021 إن إثيوبيا يجب أن تكون مستعدة “لتقديم تضحيات” من أجل إنقاذ البلاد، مع تصاعد القتال في الشمال بين القوات الحكومية ومتمردي تيغراي الذين يهددون بالزحف إلى العاصمة
وكتب أبيي أحمد في رسالة قصيرة على تويتر “هناك تضحيات يجب تقديمها لكن هذه التضحيات ستنقذ إثيوبيا”.
وأضاف “واجهنا المحن والعقبات وهذا جعلنا أقوى … لدينا حلفاء أكثر من الذين انقلبوا علينا”.
من جهته، أكد مكتب الاتصالات الحكومية في تغريدة على تويتر أن “شرف لنا أن نموت من أجل سيادتنا ووحدتنا وهويتنا. لا انتماء إلى إثيوبيا من دون تضحيات”.
تأتي هذه التصريحات غداة إعلان تحالف من تسع منظمات متمردة من مختلف المناطق والأعراق في إثيوبيا، حول جبهة تحرير شعب تيغراي التي تقاتل القوات الحكومية منذ أكثر من عام.
وتهدف هذه “الجبهة الموحدة” إلى “قلب نظام” أبيي أحمد كما أعلن ممثل الجبهة برهان جبرخريستوس عند توقيع هذا التحالف في واشنطن.
في نهاية الأسبوع الماضي، أعلنت جبهة تحرير تيغراي مسؤوليتها عن الاستيلاء على بلدتين استراتيجيتين في منطقة أمهرة حيث تقدم مقاتلوها بعد استعادة معقلهم تيغراي في حزيران/يونيو.
وقالت جبهة تحرير شعب تيغراي الأربعاء إنها وصلت إلى منطقة كيميسي على بعد 325 كيلومترًا شمال العاصمة أديس أبابا ، حيث انضمت إلى جيش تحرير أورومو المجموعة المسلحة لاتنية أورومو. ولم تستبعد المنظمتان الزحف إلى أديس أبابا.
إعلان مشترك في الأمم المتحدة
نفت الحكومة التي أعلنت الثلاثاء حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد، أي تقدم كبير للمتمردين وأي تهديد للعاصمة، مؤكدة أنها ستنتصر في هذه “الحرب الوجودية”.
وانتقدت المتحدثة باسم رئيس الوزراء بيلين سيوم “خطابا مثيرا للقلق” الجمعة أججته “معلومات مضللة” من جبهة تحرير شعب تيغراي تهدف إلى خلق “شعور زائف بانعدام الأمن”.
ولا يزال المعسكران صامتين عن الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار والمفاوضات التي نقلها المبعوث الأميركي للقرن الإفريقي جيفري فيلتمان الموجود في العاصمة الإثيوبية.
في مواجهة هذا التصعيد طلب عدد من السفارات بينها بعثات الولايات المتحدة والسعودية والسويد والنروج، من رعاياها مغادرة إثيوبيا.
ودعا مجلس الأمن الدولي الجمعة إلى “إنهاء القتال والتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار” في بيان مشترك نادر منذ بدء القتال قبل عام.
وفي الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، أرسل أبيي أحمد الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 2019، الجيش إلى تيغراي لإقصاء سلطات المنطقة المنبثقة عن جيش تحرير شعب تيغراي التي اتهمها بمهاجمة قواعد عسكرية.
وأعلن انتصاره في 28 شباط/نوفمبر. لكن في حزيران/يونيو، استعاد مقاتلو الجبهة معظم مناطق تيغراي وواصلوا هجومهم في منطقتي عفر وأمهرة المجاورتين.
خطة تصعيد
أدى القتال الذي تسبب بسقوط آلاف القتلى ونزوح مئات الآلاف إلى إغراق شمال البلاد في أزمة إنسانية عميقة.
وتقول الأمم المتحدة إن 400 ألف شخص على الأقل باتوا على حافة المجاعة في تيغراي حيث لم تتمكن من إيصال مساعدات منذ 18 تشرين الأول/أكتوبر.
كما أدى النزاع إلى تفاقم الخلافات العرقية، خصوصا على شبكات التواصل الاجتماعي حيث تنتشر الخطب الحربية والدعوات إلى الكراهية.
وأعلن موقع تويتر السبت أنه “عطل مؤقتا” في إثيوبيا زاوية “الموضوعات المتداولة” التي تضم أكثر التغريدات انتشارا حول موضوع ما، بسبب “التهديد الوشيك بحدوث اعتداءات جسدية”.
وقالت الشبكة إن “التحريض على العنف أو تجريد الناس من إنسانيتهم مخالف لقواعدنا”.
من جهتها أعلنت شركة “ميتا” الأم لفيسبوك الأربعاء أنها حذفت رسالة لأبيي أحمد أرسلت الأحد وتدعو إلى “دفن” جبهة تحرير شعب تيغراي.
وأدى إعلان حالة الطوارئ إلى سلسلة من العمليات الأمنية.
ودانت منظمة العفو الدولية هذه الإجراءات الطارئة التي تشكل برأيها “خطة لتصعيد انتهاكات حقوق الإنسان”.
وقال محامون لوكالة فرانس برس إن آلافا من التيغراي اعتقلوا منذ الثلاثاء، بينما تؤكد السلطات أنها لا تستهدف سوى أنصار جبهة تحرير شعب تيغراي.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.