تخلفت الملكة اليزابيث الثانية الأحد 11/14 عن حضور القداس السنوي بمناسبة “يوم الذكرى” بسبب مشكلة في الظهر، وفق ما أعلن قصر باكنغهام، ما عزز المخاوف بشأن صحتها خاصة بعد الغاء العديد من مهامها مؤخرا بناء على نصائح طبية
وكان مقررا أن يشهد الحفل المخصص لإحياء ذكرى تضحيات الجنود البريطانيين الذين سقطوا منذ الحرب العالمية الأولى الظهور العلني الأول للملكة البالغة 95 عاما منذ أن طلب منها الأطباء الخلود للراحة. لكن قبل ساعات فقط من بدء الحفل الذي يقام أمام نصب الحرب في وسط لندن، أعلن قصر باكنغهام عن عدم حضور الملكة.
وقال بيان صادر عن القصر “قررت الملكة هذا الصباح بعد اصابتها بالتواء في الظهر وبأسف كبير انها لن تكون قادرة على حضور قداس يوم الذكرى اليوم أمام النصب التذكاري”. وأضاف “تشعر جلالتها بخيبة أمل لأنها لن تحضر القداس”. ووضع ابنها ووريثها الأمير تشارلز الذي بلغ 73 عاما الأحد، إكليلا من الورود نيابة عنها بعد الوقوف دقيقتي صمت.
وهذه هي المرة السابعة التي تتخلف فيها الملكة عن حضور القداس خلال سبعين عاما، والمرات الست السابقة كانت اما بسبب الحمل أو زيارات خارجية. وسعى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الى تهدئة المخاوف حول صحتها مشيرا الى انه التقى بها الأربعاء، وقال خلال مؤتمر صحافي “كانت في حالة جيدة جدا”. وفي مناسبة عامة في بريكستون جنوب لندن الخميس، سأل أحد الحضور الأمير تشارلز “كيف حال والدتك؟”، فأجابه “إنها بخير”.
قلق
ومناسبة “يوم الذكرى” التي يتم فيها تكريم جنود بريطانيا ودول الكومنولث الذين قتلوا خلال المعارك هي الأقرب الى قلب الملكة التي خدمت كميكانيكية على الجبهة الداخلية خلال الحرب العالمية الأولى، وهي الآن القائد العام للقوات المسلحة. وتصاعدت المخاوف بشأن صحة الملكة المسنة في الأسابيع الأخيرة بعد اعلان قصر باكنغهام أنها أمضت ليلة في المستشفى في تشرين الأول/اكتوبر خضعت خلالها لفحوص لم يتم الكشف عنها.
ورغم استئنافها “مهامها الخفيفة” الا انها اضطرت لالغاء حضورها قمة الأمم المتحدة للمناخ “كوب-26” في غلاسكو بعد أن نصحها الأطباء بالراحة، واستعاضت عن ذلك بتسجيل كلمة بواسطة الفيديو وجهتها الى قادة العالم. كما تم ارجاء زيارة ليومين الى ايرلندا الشمالية، وكذلك مشاركتها الثلاثاء في السينودس العام لكنيسة انكلترا الذي تترأسه.
وفي غلاسكو مثل تشارلز وابنه الأمير وليام العائلة حيث ألقيا سلسلة من الخطب. وأعربت الخبيرة في الشؤون الملكية بيني جونور عن “حزنها الكبير بالنسبة للملكة لأن هذا الحدث هو الوحيد خلال العام الذي تحب كثيرا مشاركتها فيه”. وأضافت أن “الجمهور سيكون حزينا للغاية وقلقا من سماع انتكاسة أخرى، لكن من الواضح أنه يجب عليها اتباع النصائح كي تتحسن حالتها”.
القائد
اعتلت الملكة اليزابيث الثانية عرش بريطانيا خلفا لوالدها الملك جورج السادس في 1952، والعام المقبل ستحتفل باليوبيل البلاتيني بمناسبة مرور سبعين عاما على جلوسها على العرش. والثلاثاء عادت الى مقر إقامتها في قلعة وندسور غرب لندن بعد قضائها عطلة نهاية الأسبوع في منزلها الريفي في ساندرينغهام. وكان القصر قد أعلن في وقت سابق عن “نيتها القوية” حضور مراسم إحياء يوم الذكرى الأحد الذي يجمع قدامى المحاربين وعائلاتهم والقادة السياسيين.
وانسحبت الملكة أيضا من مهرجان خاص منفصل لإحياء يوم الذكرى السبت. وقال الضابط في البحرية بن شرد “من الرائع لو كانت القائدة هنا”. وأضاف “اذا كان هناك من سبب لعدم وجودها هنا فيجب أن يكون جديا. جميعنا نتمنى لها الخير”. ونسب مساعدوها إصابتها بالانهاك إلى جدول أعمالها المكثف لكنها شوهدت مؤخرا وهي تقود سيارتها في أراضي قلعة وندسور.
وخففت نشاطها في 20 تشرين الأول/أكتوبر في اليوم التالي لحضورها حفل استقبال في قلعة وندسور التقت فيه مع رئيس الوزراء بوريس جونسون والملياردير الأميركي بيل غيتس.
واضطرت لقضاء الليلة التالية في المستشفى للمرة الأولى منذ عام 2013، حيث أعلن قصر باكنغهام إنها خضعت ل”فحوصات أولية”. وواصلت الملكة الظهور في الأماكن العامة حتى وقت قريب، على الرغم من فقدان زوجها الأمير فيليب عن عمر ناهز 99 عاما في نيسان/أبريل. وحضرت مناسبات رسمية بشكل شبه يومي، على غرار نشاطها قبل انتشار الوباء، منذ عودتها من إجازتها الصيفية التقليدية في بالمورال في اسكتلندا.
لكنها تصدرت عناوين الصحف مؤخرا بعد أن شوهدت تمشي متكئة على عصا، وذكرت صحيفة “ذي صن” أنها توقفت عن الذهاب في نزهة مع كلابها في الأيام الأخيرة. وقيل إن الملكة توقفت ايضا عن ركوب الخيل وهو شغف شديد لديها، كما يعتقد أيضا أنها تخلت عن شرب الكحول.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.