تتجلى أهمية حماية الملكية الفكرية فيما يتعلق بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة بصيانة و حفظ و منع الإعتداء على المنتج الثقافي سواء كانت هذه الحماية شخصية تتجه إلى المؤلف ذاته و نتكلم هنا عن الفرد الموهوب و الذي يتمتع بخيال خصب و ملكة إبداعية يستطيع عن طريق الكتابة أو المحاضرة أو المسرح أو الرسم أو الموسيقى أن يرسم للمستقبل صورة تختلف عن صورة الحاضر بما له من قدرة في التعبير خاصة و أن هذا الفرد الموهوب يجب أن يرعاه القانون و يقدر جهوده و إنتاجه و يحيطه بسياج من الحماية يحافظ بها على ما أنتجه لحاضر أمته و أجيالها المستقبلية و ليشجع غيره عن طريقها على الاقتداء به ، لذلك فإن وجود قانون خاص بالملكية الفكرية يبسط حمايته عليها و يجب أن تكون هذه الحماية القانونية (عينية) تتجه إلى المصنف إذ لا يكفي أن يهتدي الشخص إلى فكرة مبتكرة حتى يسيغها القانون ويحميها بل يتوجب أن تصاغ هذه الأفكار بشكل مادي ملموس و محسوس تظهر إلى عالم الوجود و أيا كان نوعها أو طريقة التعبير عنها و أهميتها أو الغرض منها …
بهذه الأفكار المختصرة والموجزة عن أهمية عالم الملكية الفكرية يتوجب معها الإنطلاق للبيان والعرض والشرح المفصل لضرورة مواكبة قانون عصري حديث يلم بكافة فروع الملكية الفكرية ..
و لا شك في أن تقدم المجتمعات الحديثة في العلم و الأدب و الفن و الموسيقى و كافة المجالات الأدبية كان ثمرة أفكار لأشخاص امتازوا بمواهب و عبقريات في كل أفق من آفاق المعرفة و طبعت أسماؤهم على كل مظهر من مظاهر الحياة و قد استطاعوا بنبوغهم و ملكتهم تغيير مجرى التاريخ لصالح الإنسانية بفضل ما حققوه من إنجازات أسدلت الستار على الماضي المتخلف و مهدت الطريق لحياة أفضل تنعم بها البشرية أولئك ذوو العقول الخلاقة و أصحاب المصنفات المبتكرة في مختلف مجالات الحياة و الذي لابد من الاهتمام بهم و التأكيد على شرعيتهم و صونها حيث من أبرز عوامل نجاح المجتمعات المتقدمة هو اهتمام الدولة البالغ بالعلماء و الأدباء و المفكرين و غيرهم من منارات الفكر و توفير كافة الحماية القانونية لهم و لإنتاجهم الذهني و على الرغم من الاهتمام العالمي و اهتمام معظم المشرعين القانونيين في الوقت الحاضر بحقوق المؤلف و المبدعين نرى أنه ما زال هذا المنبر ضعيفا الصوت هزيل القوة و ما زال أرضاً بوراً في جميع أرجاء البلدان النامية. الأمر الذي نرغب الإضاءة على الجوانب المنيرة و الهامة ضمن هذا المجال إضافة الى الإشارة إلى كافة الإتفاقيات و المعاهدات الدولية و التي هي من ضمن هذا المجال مثل : إتفاقية برن لحماية المصنفات الأدبية و للعمل على خلق بيئة تعنى بهذا الشأن إنطلاقا من كون الملكية الفكرية أداة للتنمية المجتمعية بكافة جوانبها تتناول ضمن خطتها الجوانب التالية :
1) بيان المصنفات التي يحميها القانون وأنواعها والتي تكون محلاً للحماية.
2) 2) 2) بيان المؤلفين الذين يحميهم القانون والمقصود بالمؤلف.
3) 3) 3) الضوابط القانونية التي يجب أن يتناولها المشروع وبيان ماهية عمل لجنة الضابطة العدلية و التي يفترض وجودها ضمن أهم مواد و توجيهات القانون في حال تم الاعتداء على حق المؤلف أو على حقوق الملكية الفكرية على السواء ..
4) 4) 4) الإضاءة على أهمية دور المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو) والعمل الدؤوب التي تقوم به وعلى جميع المستويات لإذكاء الوعي و تنمية الفكر المرتبط بهذا الشأن و العمل على التشبيك معها و التوقيع على الإتفاقيات الخاصة بهذا المجال .
5) 5) ضرورة العمل على إيجاد خلية عمل مشتركة مع كافة الفرقاء والشركاء المعنيين بهذا الشأن . .
6) هذا ويتلخص جل العمل مع الجهات المراد التشبيك معها بحملات وطنية لنشر الوعي والفكر والعلم المتعلقين بحماية الملكية الفكرية وذلك بالتعاون مع جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية الخاصة منها والعامة ، إضافة الى تشكيل لجان خاصة ومشتركة لوضع آلية عمل وبرنامج زمني وتتبع لخطوات تنفيذية في هذا الشأن وللتوجيه بشكل دوري على طباعة المنشورات والكتيبات والبوسترات . .
كما والعمل على التأكيد على قطاع التربية إدراج بعض المواد أو المفاهيم الخاصة بالملكية الفكرية بشكل عام وحقوق المؤلف بشكل خاص ضمن المنهاج الخاص بها. و كذلك العمل الدؤوب على نشر هذه المفاهيم ضمن مجتمع السادة الكتاب و الأدباء و كافة المواهب الشابة و التي لها كلمات إبداعية في مجال التأليف ،نفس الأمر و ذاته بالنسبة الى السادة الفنانين و الفنانات مؤلفين كانوا أم مؤدين للمحافظة سوياً على السوية الجيدة للإنتاج الفني الخاص بالمملكة ،ونظراً لأهمية صناعة البرامج و تطويرها والسعي للعمل و التنسيق ما بين وزارة الثقافة و الفنون و الجهة المعنية في المملكة لترسيخ مفهوم الحماية الخاصة بهكذا منتج و الحفاظ على المبدعين بهذا المجال ، و آخراً و هو الجانب الأهم مواكبة السادة القانونيين بالمعرفة الخاصة و القوانين و التشريعات المرتبطة بهذا المجال لأداء دورهم الرقابي على الشكل الأمثل في النزاعات القضائية الخاصة بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة و سواها من فروع الملكية الفكرية ..
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.