الإيماء”التمثيل الصامت”والذي يعرف ب “فن الحركات الإيحائية” أي إيصال المعلومة بالإشارة والإيماء دون الحاجة للتكلم،فقط عن طريق لغة الجسد.
فهو نوع من الأدب الدرامي المسرحي العريق الذي عرف ب(pantomime)وأصل كلمة(panto)يوناني وتعني الإنبهار ،أما كلمة (mime)تعني التقليد،ليصبح لدينا الإنبهار من التقليد.
فأصبح هذا الفن أحد أهم أنواع التمثيل وهو من الفنون الصعبة المركبة فيجب أن يكون لديك مهارات عالية ورشاقة بالحركات لتطبيق لغة الجسد ثم توظيفها في المسرح.
فكان التعبير الصامت الذي يقدمه لنا من قبل فنان أو مجموعة فنانين، وذلك للتعبير عن مشاعرهم أو أفكارهم عن طريق حركاتهم الإيحائية فأصبح فناً مستقلاً بحد ذاته يقدم عروضاً مسرحية متنوعة.
فعرف عند اليونانيين الذين كانوا يقدمونه على المسرح ،فتنوعت شعبيته عندهم التي بلغت أقصاها في( الكوميديا المرتجلة).أما في إيطاليا في القرن السادس عشر استخدم الممثلون الأقنعة والإشارات والإيماءات لإيصال فكرتهم.
كما أنه عرف بداية عند المصريين القدماء حيث كان يقوم بهلوانات القصر بالتمثيل والرقص أمام الملك ليشرحوا له ماحدث في أرض المعركة عن طريق حركات التقليد والرقص.
أما عند الرومان فالتمثيل الإيحائي عندهم كان للتهريج والتسلية وللترفيه وعرف ببساطته عندهم،حيث أخد المهرجون ولاعبو السيرك يستعرضون مواهبهم في فن لغة الجسد مرتدين ملابس مضحكة وأقنعة في الساحات العامة والحفلات وأعياد الميلاد وأول من عبر عن هذا الفن في اليونان هو الكاتب(ديسييموس لابروس)والكاتب(لوسيان ساموسا)
-وفي فرنسا في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين،أنشئت مدرسة الصمت،حيث كانت لغتها الأساسية التعبير الصامت وخرج منها الممثل العالمي الفرنسي(جان لو باري)والممثل (مارسيل مارسو)حيث نالت عروضهم شهرة عالمية لاتزال معروفة حتى الآن فحتى السينما استفادت من قوة أداء الفنانين الإيمائيين واستخدمتهم في أول فيلم إيمائي لهم،وأشهر الفنانين السينمائيين المشاركين بهذا الفن هو الممثل الإيحائي(شارلي شابلين)
—وكما تفاعل هذا الفن الإيمائي مع فن الرقص مكونا أيضاً العرض الإيمائي الإيقاعي حيث تؤدى فيه الحركات على أنغام الموسيقى فدخل فن: الإيماء في تصاميم لرقصات كثيرة عالميا،لينشأ مايسمى “الباليه بانتوميم”
-الإيماء عند العرب المعاصرين:
–حيث قدمت لنا أول مسرحية إيمائية عربية باحترافية عالية ومتكاملة في لبنان بمهرجان دمشق الرابع للفنون المسرحية ، و أخذ فن الإيماء بالانتشار بالوطن العربي وأصبحت هنالك الكثير من العروض الإيمائية و من أشهر ممثليها من سوريا( ندى الحمصي ) وأيضا في مصر في أداء الفنان (أحمد نبيل) وفي المغرب (عبد الحق الزوالي).
-كما لجأ الكثير من المخرجين العرب للفن الإيمائي وذلك لإغناء محتواهم الإخراجي مثل المخرج اللبناني( يعقوب الشدراوي )حيث قدم في مسرحيته “نزهة ريفية “مشهداً إيمائياً جميلا.
–والمخرج التونسي (محمد ادريس) استعان بفن الايماء بمسرحية “اسماعيل باشا”.
-كما قام العديد من الكتاب العرب بتخصيص كتب تتحدث عن الإيماء وأول من كتب بهذا الفن هو الكاتب عصام محفوظ والكاتب بول شاوول والدكتور فاروق سعد الذي قدم عدة كتب مسرحية إيمائية وكان أكثرها جرأةً هي مسرحية كارمن إيماء.
–في الختام، نجد بأن فن التعبير الصامت أصبح أحد الأركان الأساسية للعروض المسرحية التي لايمكن الاستغناء عنه لما يعطيه لنا من جمالية الحركات والعروض .
-المصادر:
–wikipedia
-allttihad
–qafilah
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.