إعلان ثابت

خدمة مميزة يقدمها الاتحاد لأعضائه:
صمم موقعك باحترافية وابدأ رحلتك الرقمية اليوم

اضغط على الصورة للتفاصيل
إعلان

يوميات الأزمة الروسية الأوكرانية وماذا يدور فى عقل بوتين والغرب ؟؟

اللواء تامر الشهاوي يكتب :

0

اثنا عشر يوماً مرت على اشتعال الأزمة الروسية الأوكرانية وتطورات متسارعة متلاحقة على مدار الساعة وحرب تصريحات متبادلة بين روسيا والغرب أكثر كثيراً مما يحدث على الارض . مما لاشك فيه أن أكثر ما يقلقنا هو الوضع الإنساني الذى تعيشه أوكرانيا منذ اندلاع الأزمة واضطرار أكثر من ٢ مليون مواطن أوكراني إلى الفرار لمناطق ودول أكثر أماناً من المتاخمة للحدود الأوكرانية ولكن هكذا تحدث الأمور عند اشتعال الصراعات المسلحة. أظهرت الأزمة أهمية أوكرانيا كعمق استراتيجي حيوي للإتحاد الروسي وأن روسيا تحت أى ظرف من الظروف لن تسمح بانضمام أوكرانيا لحلف الناتو ولا أن تتقارب مع الغرب مهما كانت التضحيات التى ستقدمها روسيا وفى سبيلها إلى ذلك طالبت مراراً وتكراراً من الغرب احترام مجالها الحيوى ولكن أصر الغرب على رأسة الولايات المتحدة  الامريكية على تحدى روسيا وتهديد أمنها القومي. على جانب آخر لم تحسن أوكرانيا تقديراتها السياسية من خلال ميلها إلى الغرب ورغبتها فى الانضمام للاتحاد الأوروبى وحلف الناتو وتناست ربما عمداً أن التحالفات لها تقديرات مختلفة يجب أن توضع فى الاعتبار قبل الإقدام عليها وهنا بالطبع لا أنسى ولا اتناسى أن أوكرانيا دولة مستقلة ولها أن تختار مسارها السياسي وفق ما يحقق مصالحها ولكن بأى ثمن هى مستعده أن تدفعه وهو قدر السياسيين وقادة البلاد فى تقدير الموقف وحسن اختيار المسار. لعلنا نعود قليلاً إلى الوراء ومنذ تفكك الاتحاد السوفيتي عام ١٩٩١ وهى تحمل ضغينة كبرى وتحمل ماحدث لها للغرب والولايات المتحدة الأمريكية ولكن روسيا البوتينيه مختلفة فهى تعود أكثر قوة وصلابة وتطوراً وحداثه مما يؤهلها الى استعاده مجدها القديم ربما ليس بنفس الصورة السوفيتية السابقة من حيث المساحة والتمدد ولكن من حيث القوه والتأثير على الساحة العالمية. نفذ بوتين تهديده لأوكرانيا فى تنفيذ عملية عسكرية استراتيجية محدوده بعد سنوات من مطالبتة المستمره باحترام الأمن القومي الروسي دون جدوى و تعامل الغرب باستخفاف مع المطالب الروسية حيث حشدت روسيا مايقرب من ١٠٠ الف مقاتل على الحدود الأوكرانية بغرض تأمين إقليم دونباس لصالح الجمهوريتان الجديدتان بالإضافة الى استهداف وحدات الدفاع الجوي والمطارات العسكرية ومخازن الذخيرة ونقاط التجميع ومراكز القياده والسيطرة ومبانى الإستخبارات والمفاعلات النوويه والأهداف الحيوية العسكرية والإستراتيجية فى الداخل الأوكراني بهدف اجهاض وافشال القوات الأوكرانية فى تحقيق اى نجاحات مستقبلية. بعضنا متأثر بما يروجه الإعلام الغربي بان روسيا تجتاح أوكرانيا وأن هناك مقاومة أوكرانية افشلت التقدم الروسي إلى اخر هذه الإدعاءات الغربية بالإضافة طبعا إلى الصورة التى يقدمها للعالم يوميا الرئيس الأوكراني فعلى الرغم من احترامى الكامل لمحاولاتة إلا أنه وقياداتو السبب الرئيسي فيما يحدث بأوكرانيا الآن لفشلهم فى تقدير موقف سليم. عسكرياً خططت روسيا لعملية عسكرية استراتيجية محدوده ولم تخطط لحرب شاملة واشركت اقل من ١٥٪؜ من قوتها العسكرية ولا ترغب موسكو فى احتلال أوكرانيا ولا الدخول فى حرب مدن لدولة تعدادها ٤٤ مليون نسمه وهذا يفسر عدم اندفاع قواتها إلى داخل المدن والاكتفاء بمحاصرتها لأن اسوء معارك لاى جيش على الإطلاق هى ما تكون داخل المدن وروسيا تدرك ذلك ومن جانب آخر يعلق الغرب على ذلك بان الجيش الروسي فشل فى اقتحام المدن نتيجة المقاومه الأوكرانية وهو على خلاف الحقيقة كما تدرك روسيا ذلك بأن الغرب يسعى الى دفعها للمستنقع الأوكراني فى حرب طويلة المدى لاستنزافها وهو ما لن تقع فيه روسيا. سياسياً فشل الغرب فى الضغط على موسكو بإيقاف العمليو العسكرية على الرغم من الحشد الدولي الغير مسبوق وسلسلة العقوبات من كل الاتجاهات والتى بدأت من النفط والغاز مروراً بالرياضه وانتهاءاً بغلق الشركات والمطاعم الغربية فى روسيا ولكن فى المقابل كان رد الفعل الروسي اصلب مما توقع الغرب بكثير وهم يعلمون تماما ان الروس لن يتراجعوا عن موقفهم تحت اى ظرف من الظروف بل ذكروا العالم اجمع بألا يتناسى قوة الردع النووي الروسي بالتلويح بها من خلال رفع درجات استعدادها وهو ما لن تتحملة أوكرانيا ولا الغرب ولا العالم بأسره .. كل تلك التطورات تدفعنى دفعاً الى النظر للموقف الغربى والأمريكي الذى يسعى الى ( شيطنه) روسيا والضغط عليها إلى حد الانفجار والذى ضحوا بأوكرانيا وشعبها فى سبيل توريط روسيا فى تلك الأزمة لعزلها دولياً وفرض عقوبات جديده عليها على الرغم أن الأمر بات جلياً للجميع ان حل الأزمة كان مطروحاً قبل اندلاعها أن تتخلى أوكرانيا عن محاولات انضمامها الى الناتو مع تعهدات غربية باحترام المجال الحيوى لروسيا. متابعه تطورات الأزمة فى الأيام الأخيرة بعد اثنا عشر يوماً تؤكد ان لجام الأزمة أصبح بيد الكرملين وانه يملك كل الاوراق التفاوضية لتحقيق النهايات التى يرغبها وسنرى خلال الايام القليله القادمه الوصول لحل الأزمة برضوخ الغرب لأغلب الطلبات الروسية على الرغم من كل الضغوط التى يواجهها و قد يكون ما طرحته هو نهايه ( مؤقته ) للأزمة ولكنى استطيع القول إن العالم قبل أزمة أوكرانيا بخلاف العالم بعدها وان العالم سيشهد تطورات حاده خلال السنوات المقبلة وبأسرع مما يتصور البعض وفى القلب من تلك التطورات منطقه الشرق الأوسط ولهذا حديث اخر . اللواء تامر الشهاوى ضابط المخابرات الحربية المصرية السابق وعضو مجلس النواب المصرى ولجنه الدفاع والامن القومي السابق   https://www.facebook.com/100044251548301/posts/502460834572297/?d=n


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً