خدمة مميزة يقدمها الاتحاد لأعضائه:
صمم موقعك باحترافية وابدأ رحلتك الرقمية اليوم

اضغط على الصورة للتفاصيل
إعلان

الشيفرة الكونية (البيان في الأكوان ) (المحاضرة 6 ) مقولات المنطق الفلسفي

 رماز الأعرج

0

4. التشابه والاختلاف

هذا المفهوم المنطقي من القوانين التناقضية الغريبة أيضا , ورغم ثنائيته في الظواهر الجسيمية مثل الذرات وما فوق إلا أنه

في العالم الكمي التحت ذري يصبح في مجال فعل وطبيعة مختلفة بحيث يدخل حيز ومجال أكثر انحصارا من فعله في الأماكن الأساسية المختلفة من الوجود , وكلما ارتفعنا في هذا الأمر سيصبح لدينا شيء أخر من الفعل لهذه السنن , وكلما ارتفعنا في سلم التطور المادي سنصبح بحاجة ماسة إلى التدقيق أكثر وتظهر لدينا أشكال جديدة من فعل هذه القوانين والمفاهيم المنطقية .

 

وهذا المفهوم المنطقي يعطينا صورة أكثر دقة عن الواقع بحيث نتفهم أن كل الأشياء المتشابهة لا بد أن تكون مختلفة في جوانب معينة , ومهما بلغ التشابه بين الأشياء التي نراها للوهلة الأولى متشابهة في سياق عام معين , ولكنها في النهاية مختلفة وابسط مثال يمكننا رؤيته هو الإنسان , شعر الرأس مثلا بسيط , جميع هذا الكم من الشعر هو متشابه ومن فروه رأس واحدة ولون متقارب ولكن كل شعرة لها خصوصية ووحدة مستقلة بذاتها وعمر افتراضي وطول ونسبة حيوية ونسبة توازن بين الجاف و ألدهني وغيرها من خصائص الشعر , وفي النبات الشجرة تحمل على أغصانها آلاف الأوراق المتشابهة , ولكنها جميعها مختلفة أيضا , والكثير غيرها من الأمثلة التي لا تعد.

 

لن نطيل في هذا السياق ولكن علينا أن نتذكر دوما أن للواقع أوجه متعددة ومتداخلة تشكل نواميس لا بد من فهمها في سياق فعلها كمعادلات رياضية منطقية حاكمة للواقع , وحين نرى شيء ما نكون على علم ودراية مسبقا بعدد كمي كبير من الحتميات الافتراضية عن هذا الشيء , أو الظاهرة , فنكون مسبقً شكلنا تصور عن الاحتمالات الممكنة والعامة في النهاية , وهذا يشكل مدخل لفهم كل شيء ممكن في الواقع .

 

وحين نذكر التشابه والاختلاف نعرف أن هذا ضرري حتى في الظواهر , ونقدر نوعية فعله المحتملة من خلال فهم وجوده بحسب المكان المراد البحث فيه بحيث نتوقع مثلا أن يختلف فعله في مجال فيزياء الكم عنه في المجال البيولوجي

أو الاجتماعي مثلا , فلكل مساحة من تنوع الوجود المادي المعروف لنا أشكلا خاصة تحكم فعل هذه القوانين أيضا

رغم أنها هي أساس الظواهر ولكنها خاضعة لقوانين هذه الظواهر , بحيث تصبح القوانين ذاتها خاضعة بشكل أو بأخر لقوانين هذه الظواهر وتفعل فعلها بشكل يتلاءم مع طبيعة الظاهرة بعد أن تخضع لشروطها الجديدة.

 

 

قد يبدوا هذا غريب ومعقد كلما أمعنا في التحليل النظري و الاستقراء , ولكن هذا هو الواقع , ونقدمه كما وجدناه بأقرب وابسط طريقة ممكنة ومجردة من أي تحيز لأي شيء سوى الحقيقة بعينها .

 

هنا نقدم المصباح الذي سيرشدنا إلى الحقيقة المجردة, ويأتي دورنا بعد ذلك في تفعيل العقل والاستفادة

من هذه القوانين وفهم نظامها لتفسير الوجود الكوني والحياة والمجتمع , و الحقيقة الشفافة وتسخيرها لصالح الإنسان والحياة بكاملها .


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً