تعتبر المدن الذكية مبادرة تقنية طويلة المدى و هي كيان يعتمد على بنية تحتية تتمثل في تقنيات المعلومات و تكنولوجيات الاتصال الحديثة و التي تمكن من إدارة المدينة بكفاءة، فقد اعتمدت الدراسة على آلية عمل ومنهجية تتمثل في مجموعة من الخطوات و التي كانت بدايتها بالإشارة إلى جملة المفاهيم النظرية حول المدن الذكية بالإضافة إلى أهم الدوافع و الأهداف من أجل انشاء المدن الذكية ، و ذلك ضمن متطلباتها وابعادها الرئيسية من أجل تطويرها، على ان يكون هناك تحليل لجملة من التجارب و الإنجازات سواء كان ذلك على المستوى العالمي أو على المستوى العربي، على ان توضح الدراسة نتيجة مفادها ان المدن الذكية أصبحت اكثر من ضرورة في الوقت الراهن خاصة في تحسين جودة حياة الافراد ومجابهة المشكلات
الاجتماعية و الاقتصادية وتحقيق التنمية كلمات مفتاحية: المدينة الذكية، المدينة الرقمية، City, smart city, digital
المدن الذكية: إنجازات وتجارب عالمية وعربية
١ – ان التطور الذي حصل في الشبكة العنكبوتية للمعلومات وتكنولوجيا الاتصـالات حـول نمط الحياة السكان في المدن
واقاليهما سهل لهم الحصول علـى الخـدمات المجتمعيـة، وخدمات البنى التحتية وانعكس ذلك على تحسين تلك الخدمات للمدن مـن خلال ربطها بتقنية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي لهـا القـدرة علـى تـوفير المعلومات الآنية عن مختلف مكونات المدينة في الزمان والمكان من خلال تقنية الاستشعار، التي تزود صناع القرار في المدن بالمعلومات الكافية في اتخاذ القرار الصائب من قبل إدارة المدينـة في تلبية الخدمات الحضرية، لسكانها واقليمها وان هذا التحول الذي حدث في المدن جـاء نتيجة المعرفة من جهة، والتقنيات التي أدت إلى تطور الابـداع والابتكـار مـن جهـة ثانيـة، والمعلومات والبيانات الرقمية من جهة ثالثة، وهذا يكون ضمن نمط جديد يتمثل في المدن الذكية التي تعد ضرورة للمستقبل في ظل التحديات. إذ أن 70%مـن سكان العالم سيعيشون في المدن الذكية بحلول عام 2050 حيث أصبحت المدن لذكية كاستراتيجية حتمية لتلبية احتياجات المواطنين و تحقيق طموحاتهم، وفي نفس الوقت الاقتصاد في الموارد و الحفاظ عليها للأجيال القادمة والتقليل من ظاهرة الهدر والاختلاس والضياع لتلك الموارد باستعمال احدث الابتكارات في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال والتي تعتبر حجر الزاوية في تسيير المدن الذكية وجل الدول تسعى جاهدة لتحسين وضعها وتبني مفاهيم جديدة خاصة بالمدينة الذكية. 2-الإطارالعام
إن التطور الرقمي والتقني الذي شهده العالم نهاية القرن العشرين، كان له الأثر أيضا على مفهوم المدينة إذ تطور مفهوم
هذه الأخيرة ليظهر مفهوم جديد وهو المدينة الذكية والذي ظهر رسميا ابتداء من المؤتمر الأوروبي للمدينة الرقمية لسنة 1994، تعد المدينة الذكية مدينة تساير الحداثة، والتطور التكنولوجي حيث ترتكز بشكل أساس ي على البنية التحتية لتكنولوجيا الإعلام والاتصال مثل الشبكات العالية السرعة وبعض التطبيقات الذكية للهواتف المحمولة، وتعتمد التخطيط وتدعم التنمية المستدامة في مختلف الميادين والمجالات مع التركيز على الجانب البيئي، بل وتعتبر المدن الذكية بمثابة نموذج عن التطور في حياتنا الحضرية فضلا عن ابتكار بيئة تكنولوجية توفر الاتصالات السلكية واللاسلكية، وتطوير استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والخدمات المبتكرة، ويمكن لسكان المدن الذكية الوصول إلى أي تطبيق والتحكم بوظائف متعددة بلمسة زر، وبالنظر لانتشار فكرة المدن الذكية والصفات المميزة لها خاصة فيما يتعلق بتوفير الرفاهية ، وتوفير أفضل الظروف المعيشية، وكذلك من ناحية أن هذه المدن قد تم اعتمادها وتصميمها كتجربة أولى من بعض الدول في العالم أو يمكن أن تكون مدينة تقليدية تم تحويلها وتطويرها إلى مدينة ذكية، فقد أدركت مختلف دول العالم أهمية التوجه نحو المدن الذكية إذ نجد دولا خطت خطواتها الأولى في اعتماد هذه المدن، ومنها من وضعت استراتيجيات.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.