إعلان ثابت

خدمة مميزة يقدمها الاتحاد لأعضائه:
صمم موقعك باحترافية وابدأ رحلتك الرقمية اليوم

اضغط على الصورة للتفاصيل
إعلان

أخلاقك .. تكشفها .. أفعالك

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

لا تحدثنى كثيرا عن الدين .ولا عن نفسك  دعنى أرى اثر الدين بنفسى فى سلوكك واخلاقك وتعاملاتك )..فى بيتك ومع اسرتك ومع جيرانك ومع زملائك فى العمل ومع المجتمع وفى المواقف الكاشفه بحق عن التقوى والورع ..

وحتى تعرف الفرق بين الدين والأخلاق ..

ومغزى حديث النبى صلى الله عليه وسلم الذى يقول.. : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي..لأن البعض يختلط عليه الأمر ويخدع فى المظهر أو الكلام ..

تامل هذا الموقف..

حين ذهب قريش ليقتلوا النبي…

صلى الله عليه وسلم .. أثناء هجرته .. ظلوا واقفين على باب بيته طول الليل حتى يخرج الفجر

رغم إنهم كانوا قادرين ان يقتحموه من أول لحظة…فهل كان فى ذلك الوقت لقريش دين أو كانوا مسلمين .!! .. بالطبع لا..

ولكن كان عندهم اخلاق وشيم العرب التى أقرها الاسلام عليها …

وقد حاول أحدهم ان يقترح الفكرة،رد عليه أبوجهل. .. وكلنا يعرف من هو ابوجهل ومدى عدائه للإسلام ورسوله ومع ذلك قال:(وتقول العرب أنا تسورنا الحيطان وهتكنا ستر بنات محمد).

فإذا كان كفار قريش رغم الخصومة لم يفجروا كما يفجر الكثير هذا الزمن.

عندما تختلف معهم … وكان لدي قريش مع جاهلتهم اخلاق .. أين نحن منها الآن !!!

مع اننا نؤمن بالإسلام الذى هو فى الأصل دين أخلاق.يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم. ( إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ).

إذا لاتحدثنى عن الدين . أو تتستر بمظهر أو رداء الدين . فلم يعد يقنعنى حسن حديثك ولاكلماتك الرنانة ..

ولا حتى شكلك أو سمتك أو مظهرك…

ولا طول لحيتك .. ولاقصر ثوبك.ولا أثر السجود بجبهتك ..ولا كثرة ايمانك بالله …

ولا كثرة ادعائك انك تقول الصدق والحق ….

الا إذا كانت أفعالك واخلاقك تتوافق مع ماتقول …فإن كنت متدينا وذو اخلاق فدعنى أرى اثر الدين متجليا فى اخلاقك وسلوكك وتعاملاتك وابتساماتك …

 

وإلا سينطبق عليك قول الحق تبارك وتعالى ..قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ؛

وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ، وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة:204-206].وهذه الآية تشير إلى أن

الكلام إما أن يرفع الإنسان أو يخفضه فإذا تكلم راق كلامه للسامع، وإذا نطق، ظننته يتكلم بكلام نافع، ويؤكد ما يقول بأنه {وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ} بأن يخبر أن الله يعلم، أن ما في قلبه موافق لما نطق به، وهو كاذب في ذلك، لأنه يخالف قوله فعله. فلو كان صادقا، لتوافق القول والفعل…

وقيل إذا أردت معرفة أخلاق شخص

فانظر إليه حين تتضارب المصالح

او يـغضب …

و إذا أردت معرفة رقي شـخص فـانظر إلـيه كيف يـتعامل مـع من أساء إليه

وإذا أردت معرفة عقل شخص

فانظر إليه كيف يحاور من يخالفه الرأي

فاﻟﻤﻮﺍﻗﻒ وحدها من ﺗﻜﺸﻒ ﻟﻚ أﺧﻼﻗﻬﻢ ﻭﺻﺪﻗﻬﻢ ﻭﺇﺧﻼﺻﻬﻢ !

وقيل قبل ان تتحدث عن دينك حدثني اولا عن …صدقك وامانتك والوفاء بعهودك فهم عنوان الاخلاق..

فالأخلاق قبل الدين وقد كان ﷺ هوالصادق الأمين قبل رسالته…وكان صدقه وأمانته وأخلاقه هى المصوغ الأساسى فى نشر دعوته .

وقال سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه لاتنظروا إلى صيام أحد ولا صلاته ..ولكن انظروا إلى صدق حديثه إذا حدث وأمانته إذا ائتمن وورعه..إذا إمتحن …

فدينك و صلاتك وصيامك علاقة بينك وبين الله لا تهم الناس ..أما البشر تهمها. اخلاقك وأفعالك .وتعاملك ..مهما ادعيت من تدين …

لانه ما الفائدةإذا كنت لاتعرفان حسن الخلق هو أساس الدين واهم أركانه وهوأجمل مديحٍ ذكر في القرآن لنبيه صلى اله عليه وسلم :” وإنك لعلى خُلُقٍ عظيم ”

وقال ابن القيّم :الدّينُ كله خُلق فمن فاقكَ في الخُلق فاقكَ في الدّين .وقال شوقي :إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا ..

وما أروع من قال :ليس المهم أن يكون في جيبك مصحفا ولكن المهم أن تكون في أخلاقك آية ..

ويقول النبى صلى الله عليه وسلم ( مامن من شىء أثقل فى ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وان الله ليبغض الفاحش البذى ء).

وألاخلاق هى فن راقي طبعت عليه فطرة الإنسان السوى الذى يملك فى داخله قلبا يحمل ودا صافيا ونقيا لكل الناس .

وكلما خالطت الناس إزددت يقيناً أن الأخلاق كما الأرزاق قسمة من الله..

فاللهم متعنا الله وإياكم بحسن الاخلاق .

‏واسترنا بسترك الحصين واعصمنا بحبلك المتين واجعلنا ممن لاذ بك فأجرته وفر إليك فقبلته وخاف منك فأمنته وتوكل عليك فكفيته وسألك فأعطيته

جعلنا الله و إياكم في رضاه ننعم ، ومن الصالحات نغنم ، و من جميع البلايا نسلم ، غفر الله لنا و لكم ، و لوالدينا ووالديكم ..

اللهم امين يارب العالمين

وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا

 

بقلم .. ا.د / ابراهيم حسينى درويش

وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة

 


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً