إعلان ثابت

خدمة مميزة يقدمها الاتحاد لأعضائه:
صمم موقعك باحترافية وابدأ رحلتك الرقمية اليوم

اضغط على الصورة للتفاصيل
إعلان

كيف أصبحت الهند دولة رائدة في مجال حماية النمور ؟!!

 بقلم: "راجيش جوبال وموهنيش كابور"

0
"راجيش جوبال وموهنيش كابور"
“راجيش جوبال وموهنيش كابور”

 

في نوفمبر 2010، تعهدت جميع الدول التي تقع في نطاق النمور بمضاعفة أعداد النمور البرية التي تعيش بها، وذلك خلال القمة المهمة التي عُقدت في سان بطرسبرج بدعم من مبادرة النمور العالمية التابعة للبنك الدولي، والاتحاد الروسي، وقد أطلقت تلك الدول على هذا الهدف اسم “Tx2″، فتم وضع البرنامج العالمي لاستعادة النمور، لطالما كانت الزيادة أو النقص في أعداد النمور البرية مثارًا للاهتمام؛ ولما لا ؟!، فالأرقام لها دور بارز في حياتنا اليومية بدءًا من مرحلة الدراسة بالمدرسة.

مر أكثر من عقد على هذا الأمر، فما هو وضع النمور البرية حاليًا ؟!، وما الخطط التي نجحت ؟!، والخطط التي لم تنجح ؟!، أقيمت القمة الثانية لدول نطاق النمور في فلاديفوستوك في سبتمبر 2022، وكشفت عن نتائج مختلطة، وبشكل عام، تتمتع دول جنوب آسيا وروسيا بأفضل وضع للنمور البرية، فقد حققت الهند ونيبال أهدافهما المتعلقة بمضاعفة أعداد النمور، ويبلغ عدد النمور البرية حول العالم حاليًا ما يزيد قليلًا على 4500 نمر.

وفي إطار تنفيذ توصيات مجلس مبادرة النمور العالمية، أقامت دول نطاق النمور “منتدى النمور العالمي” لمتابعة ومراجعة البرنامج العالمي لاستعادة النمور، ويتم ذلك بشكل متكرر من خلال زيارات البعثات وفعاليات التقييم.

وقد أبلت الدول التي تستثمر في إدارة النمور بلاءً حسنًا، أما في الدول التي ظلت تعاني من مشكلات، فقد انقرضت النمور عمليًا (كمبوديا، فيتنام، جمهورية لاوس الديمقراطية الشعبية)، والأوضاع مبشرة في تايلاند وأندونيسيا، ولكن الفوز في هذه المعركة ما زال بعيدًا، وهناك حاجة إلى تحسين نظام التسليم الميداني الأساسي، مع التركيز على البنية التحتية للحماية، وفي هذا الإطار، تبذل ماليزيا جهودًا محمودة.

وفرت الهند العديد من الخبرات النافعة في هذا المجال؛ فقد حصلت وفود النمور الماليزية خلال الزيارات الميدانية التي قامت بها على خبرة مباشرة فيما يتعلق بالممارسات الجيدة في مجال التشكيلات الميدانية، كما تلقت مساعدة جديرة بالثناء من حكومة الهند من خلال الهيئة القومية لحماية النمور.

ما الخطط التي نجحت ؟!، لنعرف ذلك، من المهم أن ننظر بتجرد إلى الجهود التي قامت بها الهند في مجال حماية النمور، لا شك أن الهند تتمتع بوضع ريادي في هذا المجال، فليس هناك نظير لسجل الإنجازات الطويل لمشروع النمور الذي بدأ عام 1973؛ فالهند هي الدولة الوحيدة بين دول نطاق النمور التي تضم تشريعاتها الوطنية بابًا خاصًا يتعلق بالنمور البرية، وتبرز إدارة النمور البرية في الهند كمثل يُحتذى للمسئولية المشتركة بين الحكومة المركزية وحكومات الولايات.

لقد تمكنت الهيئة القومية لحماية النمور من تغيير قواعد اللعبة، حيث قامت بوضع إطار قانوني لحماية النمور البرية، ومن ثم أعطت دفعة لمشروع النمور، ارتفع عدد محميات النمور من 9 محميات في البداية إلى 53 محمية، وشهدت السنوات القليلة الماضية ضم مناطق واعدة إلى مشروع النمور، وتشكل هذه المناطق حوالي 2,3% من المساحة الجغرافية للبلاد.

ما ممارسات حماية النمور ؟!، هناك ملفان متكاملان يصفان أجندة العمل، تركز الأجندة “الحصرية” على مجتمعات النمور القابلة للحياة في المناطق الأساسية (المتنزهات القومية/ المحميات الطبيعية) في حدود قدرة تحمل الموائل الطبيعية، أما في المناطق الطرفية (العازلة)، فيتم تطبيق الإجراءات “الشاملة” للتعامل مع التواجد المشترك للبشر مع الحيوانات البرية التي تخرج من المناطق الأساسية، وتمثل خطة حماية النمور أحد المتطلبات القانونية لكل محمية من محميات النمور؛ حيث توفر خارطة طريق للعمل مخصصة لكل موقع.

وضعت الهيئة القومية لحماية النمور مجموعة من الإرشادات لثمانية عشر إجراءًا ميدانيًا، وما يقرب من اثني عشر إجراءًا تشغيليًا قياسيًا، وتقوم الهيئة بعمليات تدقيق خاصة، مثل تدقيق الحرائق والتدقيق الأمني وغيرها، العامل الرئيسي هنا هو الإدارة النشطة، أما الفائض في أعداد النمور نتيجة لتكاثرها فيتم نقله إلى المحميات الواعدة التي تضم موائل قابلة للحياة، وتوفر الحماية الملائمة.

وعلى الصعيد الدولي، هناك اتفاقيات ومذكرات تفاهم ثنائية مع العديد من دول نطاق النمور (الهند، نيبال، بوتان، بنجلاديش، الصين، ميانمار).

لقد نجحت الهند في خطتها، حيث تضم الهند حاليًا أكثر من 70% من النمور البرية في العالم، وبناءً على خبرتنا مع النمور، وتحت قيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، فقد تم أيضًا إعادة الفهود إلى البلاد، كما ارتفعت أيضًا أعداد النمور المرقطة.

وقد أدت الزيادة في أعداد القطط الكبيرة إلى ظهور العديد من التحديات، فأصبحت مناطق التلاقي بين الإنسان والنمر أكثر حساسية من أي وقت مضى، وهناك حاجة إلى الإبقاء على ممرات الاتصال، كما تستدعي التحولات الجارية في محميات النمور وضع رؤية لـ “منطقة تأثير” أكبر مع التركيز على التكامل بين العديد من الأوجه، أى الأوجه المساحية والقطاعية وبين القطاعية والرأسية، وتجميع الموارد، ويجب أن تشتمل عملية التخطيط الإقليمية على إجراءات تقوم بها الإدارات المعنية لتنفيذ أو تعديل أو تخفيف إجراءتها الميدانية بالتزامن مع المتطلبات، نحتاج إلى خطة رئيسية شاملة لتطبيق هذه الرؤية الإستراتيجية، على أن يتم مراقبتها من جانب الجهاز الإداري الحالي بدعم قانوني مناسب وتمويل من جانب البرامج الحالية.

تعمل الهند على تفعيل رؤيتها الجديدة في مجال حماية النمور، لا تُعد النمور البرية مجرد متعة لمحبي التصوير، ولكنها مفتاح للتنمية الاقتصادية، وتوفير الخدمات البيئية، والتكيف مع تغير المناخ ومكافحة الأوبئة.

ويمثل مشروع النمور، الذي بدأ قبل نصف قرن، تجربة رائعة للتعلم، كما تم تسجيل هذا المشروع في موسوعة جينيس للأرقام القياسية (كأكبر دراسة مسحية للحياة البرية بمساعدة كاميرات المراقبة)، وتستعد الهيئة القومية لحماية النمور للمزيد من المبادرات المهمة.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً