فى استعراضك للتاريخ والمواقف .التى تظهرها نعم الله على خلقه
تقابل صنفين من الناس ..
الصنف الأول . تظهر النعم معدنه النفيس . فلا تغير شخصيته يعترف بنعم الله عليه . كلما زادت نعم الله عليه يزداد تواضعا وشكرا لله..وزاد من عطائه ..فقد عرف الطريق ..
يسعدك عندما تقابله.. واثقا من نفسه قلبه سليم ..راضى بعطاء ربه ..تجده شخصا ودودا …مرحا .. إيجابيا.. يتمتع بالاخلاق القويمة والمواقف الكريمة … يجبر الخواطر ..ولما لا .. وقد جبر الله خاطره
ويتغاضى عن الصغائر . يعفوا ويصفح ولما لا وقد من الله عليه فيض كرمه …
يحمل الحب والخير للناس… ويستخدم نعم الله فى مواضيعها…ويحرص دائما على شكرها ..من يتعامل معه يألفه… ومن يتقرب منه يحبه ويقدره …فهو يألف ويؤلف .. شعاره قوله تعالى ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ )
والصنف الثانى من الناس ..تظهر النعم معدنه الخبيث …تزيده النعم غرورا وتكبرا
يتحول الى شخص آخر. كانك. لا تعرفه عصبى المزاج اناني الطبع .. نفعي. فى كل مصالحه .. ..كل مايهمه .. أن يرضى غروره وذاته ومنافعه الشخصية.. .
وإذا تعاملت معه لايقدرك..ويتعامل بصلف وإذا اعتمدت عليه يخذلك . وإذا اختلفت معه تظهر حقيقته ويسقط قناعة .ويظهر زيفه من سوء أفعاله. وأقواله….
رائده …قارون (.إِذۡ قَالَ لَهُۥ قَوۡمُهُۥ لَا تَفۡرَحۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡفَرِحِینَ ..وَٱبۡتَغِ فِیمَاۤ ءَاتَىٰكَ ٱللَّهُ ٱلدَّارَ ٱلۡـَٔاخِرَةَۖ وَلَا تَنسَ نَصِیبَكَ مِنَ ٱلدُّنۡیَاۖ وَأَحۡسِن كَمَاۤ أَحۡسَنَ ٱللَّهُ إِلَیۡكَۖ وَلَا تَبۡغِ ٱلۡفَسَادَ فِی ٱلۡأَرۡضِۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یُحِبُّ ٱلۡمُفۡسِدِینَ
.قَالَ إِنَّمَاۤ أُوتِیتُهُۥ عَلَىٰ عِلۡمٍ عِندِیۤۚ)..
ولاعجب.. ..فالناسُ معادن مختلفة، وأصنافٌ مُتعدِّدة، وطبائِع مُتفاوتة، وغرائزُ متغايِرة، كلٌّ يميلُ إلى من يُوافِقُه، ويصبُو إلى من يُشاكِلُه، ويحِنُّ إلى من يُماثِلُه. الأضداد لا تتفق، والأشكال لاتفترق.
فاختار لنفسك ..مايرضى ربك وما تحب أن يذكرك به الناس ..
..فالناس هم شهود الله على خلقه
ولا تجعل لغة المصالح عنوانك ..حتى إذا كان لك مصلحة .كنت حلو اللسان طيب الحديث.. لين الكلمات والقلب وإذا انتفت المصلحة .. تغيرت لهجتك .. واختفت ابتسامتك ..وقست نظرتك ..
واحترس من حروفك وكلماتك فهى . اما سيف يقطع الود او هى ورد يزرع الحب ويطيب مكانك بالقلوب….
فالكلمات نعمة تملك بيها القلوب وتجمع بها الحسنات.. وتجبر بها.الخواطر ..
وعليك أن تؤمن بأن نعم الله كثيرة والدنيا تسع الجميع .. والفُرَص وفيرة تحقق الخير للكل ..والأبواب كثيرة، والأرزاق غزيرةوالآفاق عديدة، والعطايا مديدة…وخيرات الله منهمرة، وكرمه واسع لا ينفذ. فاسئله من فضله .. يعطيك من واسع كرمه …فخزائنه لاتنفد ..
وعليك أن تدرك أن هذه الحياة رحبة أكثر مما تظن..وفسيحة أكبر مما تتصوّر
فلاتحقد ..ولاتحسد ..وماانت فيه من نعم هو بتوفيق الله لك .. وبكرمه عليك ..وهو قادر على أن يسلبها فى لحظة. ويحول النعم إلى نقم .. فادم شكره عليها ..يحفظها لك .ولا تستخدم نعم الله عليك ..فيما يغضبه أو تتجبر بها على خلقه ..بل اجعلها وسيله ..تعينك على حسن عبادته ومد يد العون للناس .. ولا تُضيّق على نفسك وعلى الناس واسِعًا…
الناس بالناس ما دام الحياة بهم
والسعد لا شك هبات وتارات
وخير الناس ما بين الورى
رجل تقضى على يده للناس حاجات
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم
وعاش قوم وهم في الناس أموات
اللهم إنا نسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، ونسألك لسانًا صادقًا، وقلبًا سليمًا، ونعوذ بك من شر ما تعلم، ونسألك من خير ما تعلم، وأستغفرك ممّا تعلم، إنك أنت علام الغيوب، اللهم زدنا ولا تَنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرضِنا وارض عنا، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك».
بقلم .. ا.د / ابراهيم حسينى درويش وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.