الأقدم في القارة السمراء.. تجديد شباب “العجوز الأزرق” يرحم زحام “عروس البحر”
تقرير: فوزية حمادة – عهد خالد - دينا رشاد – يحيي صلاح – فارس هشام – تصوير/ فوزية حمادة
كعجوز يجاهد شيخوخته وخطوته البطيئة المتعثرة أحيانًا، تزعجه التجاعيد الباهتة المرسومة بفرشاة الزمن على بشرته، لكن روحه الشابة ودعوات مريديه وعشاقه تجعله يتحدى السنين، ينفض الغبار عن نفسه ويحاول الإسراع نحو محطة جديدة من عمره يتلقى فيها رعاية فائقة انتبه لها أصحاب الشأن مؤخرًا، ربما تعيد إليه شبابه كي يتأنق مجددًا فى حلة زرقاء بلون البحر وأحيانًا صفراء بلون الرمال .. ترام الإسكندرية أو “تروماي” عروس البحر، كما يطلق عليه أهالي المدينة والمصطافون أحد أهم وأجمل وسائل المواصلات العامة وأرخصها سعرًا، تلك التي تخدم سكان المحافظة الساحلية الأشهر في مصر، وتبرز مكانته الآن أكثر خاصة في ظل الزيادة السكانية التي تشهدها، ومردودها بالطبع التكدس البشري الرهيب في جميع مشروعات النقل الجماعي والاختناق المروري بشوارعها خلال السنوات الماضية وحتى هذه اللحظة.
10 مليارات جنيه للتطوير
غالبًا غمرت السعادة عشاق الترام في مدينة الإسكندر الأكبر على ساحل المتوسط؛ حين قدمت هالة السعيد، وزيرة التخطيط خطة التنمية الإقتصادية والإجتماعية لعام 2022/2023، ووافق عليها البرلمان بغرفتيه النواب والشيوخ، والتي كشفت عن حصة الإستثمار الأكبر في مجال النقل، والتي تضمنت إعادة تأهيل ترامي محطة الرمل من محطة فيكتوريا إلى محطة المنشية بتكلفة 10,8 مليار جنيه.
ويشمل مشروع تطوير الترام تحديث الخط بالكامل وتحويله لترام يليق مع التطور التكنولوجي التي تشهده مصر، ويتمثل المشروع في 4 عناصر وهم: إزالة فرع من الفرعين الموجودين حاليًا لتبسيط حركة الترام، ونقل بعض المحطات للإستفادة من المسافات والسرعة بين المحطات، وسيتكون الخط الحديد من 27 محطة تفصل بين كل منهم مسافة 510 أمتار تقريبًا، ومد الخط إلى الجنوب الغربي من خلال إنشاء محطة جديدة بين ميدان المنشية وميدان أحمد عرابي بالمنشية أيضًا.
وقامت الهيئة القومية المصرية للأنفاق بإنهاء الدراسات الأولية لمشروع تطوير وتحسين وإعادة تأهيل خط ترام الرمل بالإسكندرية، والذي يمتد من محطة فيكتوريا إلى محطة المنشية.
وكلفت الهيئة مكتب “سيسترا”، الإستشاري الفرنسى، للقيام بالتصميمات الخاصة بالمشروع، الذى يمتد بطول 14,11 كم، ويشمل 25 محطة، ويكلف المشروع الدولة نحو 10,8 مليار جنيه.
وبحسب تصريحات المسئولين يبدأ مسار الترام بعد إعادة تأهيله من محطة فيكتوريا مرورًا بسان استيفانو ثم جناكليس ورشدي ومصطفى كامل وسيدى جابر وسبورتنج والإبراهيمية ومحطة الرمل وانتهاءً بمحطة المنشية.
الأقدم في أفريقيا
التاريخ يحكي لنا أن الترام هو أول وسيلة نقل جماعية وأكثرها شعبية في المدينة العريقة، حيث بدأ تشغيل ترام الإسكندرية في العام 1860م، وهكذا يُعتبر الأقدم فى أفريقيا، ويحتل مرتبة متقدمة في بدء التشغيل بين نظرائه عالميًا، وعبر تاريخه الطويل، ظل الترام يمثل نزهة ترفيهية لسكان المدينة والسائحين من زوار الإسكندرية، حيث كانت الرحلة عبر الترام ذى العربات الصفراء، والمكون من عربتين، تأخذك إلى قلب المناطق الشعبية بالإسكندرية، ومن أشهر محطاته: محطة قصر رأس التين، وهى مجاورة للقصر الملكى الفخم، ومحطة الرمل، وجامع القائد إبراهيم ومحطة مصر والرصافة والنزهة وناريمان والورديان؛ بينما الترام ذو العربات الزرقاء، فيأخذك في جولة داخل الأحياء الراقية بالمدينة مثل رشدى وباكوس وصفر وشوتس وزيزينيا وجناكليس، ومعظم هذه الأحياء استمدت أسمائها من أسماء الأجانب من البارونات والباشوات، الذين كانوا يقيمون بها خلال تلك الفترة من الزمن، كما توجد بالترام الأزرق عربة مخصصة للسيدات فقط، وعربة للرجال، وعربة مختلطة، ويتلاقى الترام الأزرق مع الأصفر في محطة الرمل،
وتعتبر محطة الرمل أحد أهم الميادين الرئيسية في الإسكندرية، وهو المكان الذى أنطلقت منه أولى رحلات الترام.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.