من المؤكد أن عملية يوم ٧ أكتوبر أثبتت بما لا يدع مجالاً لشك أن جيش الدفاع الإسرائيلي بكل إمكانياته لم يستطع مواجهة حركة مسلحة باسلحة خفيفة ، كما تأكد عدم قدره المقاتل الإسرائيلي على المواجهة العسكرية ، وأن جيش الدفاع الإسرائيلي تتمركز قدراتة فى القدرات الجوية والصاروخية أى التعامل بعيد المدى.
كل التصريحات التى صدرت من الجيش الإسرائيلى عقب يوم ٧ أكتوبر غير مقنعه “عسكرياً” لاى خبير عسكرى فكيف لم تستطع وحدات الإنذار المبكر والرادار والمراقبة والاستخبارات التنبه بهذا الهجوم الذى أتى براً وجواً وبحراً .
وأصبح واضحاً أن إسرائيل تنتهج سياسة الأرض المحروقة فى قطاع غزه كرد فعل انتقامى لاجتياح يوم ٧ أكتوبر و اتصور أن أى متابع بما فيها حماس نفسها تعلم يقينا أن من نتائج العملية العسكرية سيكون رد فعل انتقامى من إسرائيل والدول الداعمه لها .
ورغم كل الإجراءات التى قامت بها إسرائيل منذ يوم ٧ وحتى الآن بما فيها اتباع سياسة الأرض المحروقه إلا أنها لم تؤتى بأى نتائج إيجابية لإسرائيل حتى الآن فهى لم تستطع إعادة الرهائن ولن تستطيع احتلال القطاع وإن استطاعت فلن تستطيع الاستمرار وستكون تكرار لسيناريو انسحابها من القطاع فى ٢٠٠٥ .
المتابع لجميع الاجتياحات السابقة لقطاع غزة كانت تتم من ناحية معبر كرم أبو سالم ولكن هذه المرة الحشد من اتجاه معبر اريز والمعروف ان هذا المعبر يمر بمنطقة زراعات فى داخل القطاع لعمق ٥ كيلو تقريباً وهذا معناه أن الجيش الإسرائيلي حال اقتحامه القطاع من هذا الجانب يريد تحقيق نصر إعلامي فقط يخاطب به العالم ويخاطب به الداخل الاسرائيلي.
من وجهه نظرى الجيش الإسرائيلي لن يغامر بحرب مدن داخل قطاع غزه وسيستمر فى حصار القطاع واستهدافه بالطائرات والصواريخ وأعمال الاستخبارات لتحديد نقاط تجمع عناصر وقيادات حماس وكذا اماكن تخزين الرهائن.
العالم أجمع يعلم يقيناً أن إسرائيل بكل تحالفاتها لن تستطيع بأى صوره من الصور أن تبيد شعب قوامه ١٠ مليون فلسطينى مقيمون فى الأراضى المحتلة
الزيارات المكوكية ومراسم الحج الشبه يومى إلى تل ابيب من القيادات الاممية والغربية والدعم غير المحدود والغير مسبوق يؤكد مخاوف حقيقية لدى الغرب من توسع النفوذ الروسى والصينى فى الشرق الأوسط باستغلال الأزمة الفلسطينية ويؤكد ايضاً أن أمن وسلامة دولة إسرائيل هى أمن قومى أمريكى غربى كونها تمثل رأس الحربة الامريكية الغربية لنفوذهم فى المنطقة .
الممر الاقتصادي والذى تم الكشف عنه خلال قمة العشرين فى 10 سبتمبر 2023 الهند الولايات المتحدة والذى يتكون من ممرّين هما الممرّ الشرقي ويربط الهند بدول الخليج العربي، والممرّ الشمالي الذي يربط دول الخليج بأوروبا عبر الأردن وإسرائيل هذا الممر لن يكتب له النجاح فى ظل الصراع الدامى فى الاراضى المحتله .
كلمات الأمين العام للامم المتحدة والمندوب الأمريكى ووزراء خارجية الدول الغربية فى الأمم المتحدة المحت فى أكثر من مناسبة إلى إدانة مزدوجه لكل من حماس وإسرائيل كما المحت الى أن استمرار هذا الصراع الى ما لانهاية أمر غير ممكن .
نتانياهو والقادة العسكريين وقادة الأمن والاستخبارات يواجهون موقف قاسى وخطير وأغلب الظن سيتم محاكمتهم على غرار لجنة اجرانت التى تشكلت عقب حرب عام ٧٣ لدراسة أسباب هزيمة إسرائيل ، لذا فإنهم سيعمدون اطاله أمد الحرب على أمل تحقيق انتصارات تحسن من موقفهم .
سيكون الهدف من الحشد الإسرائيلى على غزة هو تدمير البنيه العسكرية لحركة حماس لتحقيق نصر معنوى فى المقام الأول واستعاده هيبه جيش الدفاع بالإضافة إلى استخدام حصار القطاع كأوراق تفاوضية للافراج عن الأسرى لدى حماس وكهدف نهائي تحقيق أفضل شكل تفاوضى لحل الدولتين حال التوافق الدولى على العودة لهذا المسار كمخرجات اوسلوا .
بناء على كل ماسبق ارى بين السطور أن هناك رغبه دولية أصبحت مطروحة بقوه الآن وهى اللجوء إلى حل الدولتين وارى أيضاً أن هذا الحل مطروح من الداخل الإسرائيلي أكثر من اى وقت مضى وأن ما يدور حاليا من نقاشات هو على أى أراضى تقام الدولة الفلسطينية خاصة بعد الرفض المصرى الاردنى لسياسه التهجير .
ملخص ما اود طرحه ” أن حل الدولتين قد يكون أسرع وأقرب مما يتصور البعض ولكن على أى أساس واى حدود واى وضع ذلك هو ماستسفر عنه الايام القليله القادمة”.
بقلم .. اللواء تامر الشهاوى ضابط الاستخبارات العسكرية المصرى السابق وعضو مجلس النواب ولجنة الدفاع والأمن القومى المصرى السابق
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.