لا يستطيع اى أحد أن يعيش بسلام فى هذه الحياة إلى اذا كان يتقن فضيلة ،الصبر ،والصمت ،والتجاهل
وهناك فرق بين التغافل والتجاهل
(التغافل) هو : رسالة ود واحترام لمن يرجى خيرة ويكون مع الأهل والأسرة والاصدقاء وذوى الرحم…فى حدود المباح
والتغافل يدل على الأخلاق العالية فليس من الضروري أن نقف على كل كلمة ، أو كل تصرف يصدر من الآخرين فالحدة عند كل تصرف تُولد الكره ، وتعتبر أسلوب خاطئ في التعامل مع البشر…
ولذلك التغافل يعنى :
أن تغض الطرف عن الهفوات، وألا تحصي السيئات، وأن تترفع عن الصغائر، ولا تُركِّز على اصطياد السلبيات، فهو فن راق لا يتقنه إلا محترفوا السعادة، وقد قالت العرب قديما:لَيْسَ الْغَبِيُّ بِسَيِّدٍ فِي قَوْمِهِ … لكِنَّ سَيِّدَ قَوْمِهِ المُتَغَابِي (أَيْ المُتَغَافِل)…
أما (التجاهل .).هو : رسالة إهمال وازدراء وقطيعة ..لكل مايزعجك أو يعكر صفوك…ويحزنك..
والتجاهل وسيلة ناجحة مع الأشخاص التي تُشبه الأشجار الصناعية ناكرى الجميل مهما سقيتها من المعروف لا تجد لها ثمار ولم ولن تجد فى اصلاحهم املا أو رجاءا
ومعنى أن يتجاهل الشخص أحد أي أنه أصبح لا يعني له شيء ، ولا يشعر من ناحيته بحب ، أو ود ، أو رأفة سواء كان قريبًا منه في يوم من الأيام ، أو بعيد ، ومعرفته به سطحية..
التجاهل له صور واشكال منها…
١- التجاهل للانكسارات أو الفشل فى تحقيق الأهداف أو الإخفاقات فى العلاقات الإنسانية أو العاطفية ..أو التعثر فى دروب الحياه ..
٢-التجاهل لاصحاب المواقف المُؤذية ، والمُنفرة. بالابتعاد عنهم
٣-التجاهل للذكريات الكاذبة والمواقف المؤلمة التى تود انك لم تمر بها أو تعيشها بأن تجعلها خلف ظهرك ، وتفتح صفحة جديدة ، وتجعلها بداية أيام جديدة ، وسعيدة بأشخاص جديدة محترمة وتجعل من الذكريات الأليمة ، حافزًا قويًا لحياته القادمة
٤- التجاهل للإنسان السفيه وصاحب الاخلاق السيئة والكلمات المسيئة التى قد تسمعها بآذاننا كل يوم يقول تعالى في سورة الفرقان : ” (وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا)…
التجاهل الذكى ..وطرق تحقيقه
التجاهل الذكى هو الذى يحول المنغصات والآلام والانكسارات والطاقة السلبية التى تحزن الإنسان وتحبطه وتسعد اعداؤه وحساده إلى طاقة إيجابية وقوة دافعة للنجاح . يرتفع بها فوق أحزانه وانكساراته..وتهمل وتزدرى من أراد به سوءا ..ويثبت لنفسه قبل غيره ..أن من خذله ومن باعه هو الخاسر . وذلك عن طريق اتباع الاتى ::
اولا … إن يبدا التجاهل بينك وبين نفسك اولا ..فعندما تتعثر فى تحقيق هدف أو تفشل فى أمر ما عليك أن تنساه وتهمله فورا وتبدأ من جديد ..لانك لو عشت فى اخفاقتك لن تنجح أبدا ولن تخرج من دوامة الحزن وسوف تخسر أكثر ..فلاتعتقد أن الناجحون لايفشلون ..بل الناجحون يفشلون ولكنهم مستمرون ويصرون على تحويل فشلهم إلى نجاحات.وتسطيع النجاح والواقع إذا غيرت نفسك وطريقة تفكيرك ..وطبيعة الوسط الذى تعيش فيه ..خاصة أصدقاؤك ..
ثانيا ..التجاهل يكون لمن يكون سببا فى فشلك أو خسارتك
فإذا كان السبب سلوك خاطئء منك عليك أن تقلع عنه وتعود إلى ربك كى يوفقك فى اعمالك وإن كان سببه شخص ما أو صديق غير امين عليك بالابتعاد عنه فورا ..
ثالثا -التجاهل يكون حتمى لمن أساء إليك سواء بكلمات جارحة او خذلك فى مواقف أو احداث لم تتوقع منه خذلانك فيها مما أدى إلى احباطك وزرع اليأس فيك …هذا لا تقبل بعودته مرة أخرى حتى ولو عاد اليك نادما ..
رابعا ..من المهم أن توطن نفسك على التجاهل الذكي …… الذى يجمع بين الإهمال والازدراء لمن أساء إليك …وان لا تشغل نفسك به أو بأخباره ..واشتغل على نفسك وذاتك حتى تعلى قدرك وتحقق نجاحات تسعد بها نفسك ..
فأكثر شيىء يغيظ الذى تجاهلته
هو احساسه انك اكبر من تفاهاته واساءته ..وانك انسان ناجح بطبعك وهو الذى خسرك بصفاته القبيحة وأنه كان سبب فشلك !..
خامسا ..التجاهل الذكى أيضا هو الذى يجعلك تفرق بين المواقف والأشخاص وردود الفعل..فلكل حادث حديث . فليست المواقف أو الأشخاص سواء ..حتى لا يتحول الإهمال إلى كبر أو غرور ..تخسر به نفسك ومن حولك
فوائد التجاهل الذكى
التجاهل علاج للذين لا يتقنون سوى سوء الظن!! لذلك لا تكترث بهم أبدًا..لانه ليس كل ما يُقال يستحق الرد..فالتجاهل ينقذك من هؤلاء و من سماع مالايعجبك ..أو رؤية ما لايسرك.. ..
والتجاهل الذكى ..يجعلك تدير حياتك بعقلانية ..لاتحكمها العواطف أو الأهواء ..فليس كل شخص او أمر يستحق منك الاهتمام أو التعليق والرد!.
وللاسف لايستطيع كل الناس أن تتجاهل من يسىء إليها ..لأن التجاهل سلوك يحتاج منك إلى جهد كبير حتى تتقنه وتتعلمه
لكنه أصبح الآن مهما فى حياتنا ..يقول جبران خليل جبران فى فوائد التجاهل : إذا تعلمت التجاهل فقد اجتزت نصف مشاكل الحياة.- ويقول مالكوم إكس: إذا لم تتقن التجاهل ستخسر الكثير أولهم عافيتك.
فالتجاهل هو انتقام راق وصدقة على فقراء الأدب. ممن أساء وأخطأ، فى حقوقنا مع اننا لم نسيئ إليه.. وكنا نقدره ونجله ونحترمه…واعتبر طريقة تعاملنا معه . ضعفا منا او أنه فى مكانة أعلى منا وهذا حقه وليس أدبا منا …
والتجاهل دليل على حسن الخلق
فمن حسن الخُلُق أن يتغافل الفرد ، ويتجاهل عن كل ما يؤذيه ، ولا يقبل به. و يجعلك في غنى عن الرد فهناك أشخاص لا يستحقون الجدال. والتجاهل لهم هو أسوء أنواع الوداع، والعقاب. لما سببوه لك الأذى ، وضرر ، وحزن ..
و ليس أمام الإنسان إلا طريقان: إما أن يعيش على ألآم الماضى
.وكلما تذكرها ذاد انفعاله وغضبه وتوتره وحرق لأعصابه ويعيش فى هم ونكد. يسعد من سبب له الأذى والألم .. وإما أن يتجاهل ذلك الأمر الذي سبب انزعاجه ويهدأ ويرد على ذلك بالتجاهل التام ..والعمل وتحقيق النجاحات ..
– وقال جورج ماكدونالد: التجاهل وقت الغضب ذكاء، والتجاهل وقت المصاعب إصرار، والتجاهل وقت النصيحة البناءة غرور، فانتبه متى تتجاهل. وهذا هو التجاهل الذكى ..
ومهما كانت المواقف الصعبة أو الذكريات المؤلمة والشخصيات المسيئة .التى احزنتك .الله قادر على علاج كل ذلك بنفحة منه عليك فقط عليك باللجوء إليه فى كل امورك …فكل باب وإن طالت مغالقه.يوما له من جميل الصبر مفتاح..كم من كروب ظننا لا انفراج لها..حتى رأينا جليل الهم ينزاح
اللهم إنا نسألك صبراً جميلاً، وفرجاً قريباً، وقولاً صادقاً وأجراً عظيماً
ونسألك من الخير كله ما علمنا منه وما لم نعلم يا خير من سئل وأجود من أعطى…
بقلم .. ا.د / ابراهيم درويش أستاذ المحاصيل الحقلية ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.