العلاقات الطبيعية بين الأفراد قائمة على التكافؤ والتكامل .فى كل شىء …
وقد تكون العلاقات بين الأفراد غير متكافئة .حتى مع حصول طرفى العلاقة على أعلى الشهادات…
و هناك فرق بين التعليم وبين المفاهيم التى تصنعها الثقافة والأخلاق وأسلوب الحوار ومنظومة القيم وطريقة التربية التى تحددها البيئة والأسرة التى نشأ فيها الإنسان والتى تؤثر على شخصية الإنسان .فهى تنتج أفراد قد تكون أشكالهم واحده .. لكنهم مختلفين جوهريا وكليا فى طريقة التفكير وأسلوب التعامل لاختلاف منظومة القيم والأخلاق التى تربى عليها الإنسان
واختلال مبدأ الكفاءة الواسع خاصة إذا كانت العلاقات دائمة ولابد منها كعلاقة النسب أو الزمالة .. تصبح العلاقات بين الطرفين مؤذية خالية.من التقديروالاهتمام والاحترام
والعلاقات المؤذية هي تلك العلاقات التي تتسبب في إحداث الأذى النفسي أو الجسدي أو العاطفي لأحد الأطراف. ويمكن أن تكون هذه العلاقات علاقات…علاقات صداقة.او علاقات زمالة أو عمل أو جيران أو رومانسية، أو علاقات عائلية، …الخ ..من العلاقات المتعارف عليها والتى لابد منها ….
والإنسان مدنى بطبعه متفاعل يحب أن يألف ويؤلف ..
لكن قد يصادف فى تعاملاته ويدخل فى علاقات يعتقد أنها طبيعية لكن يصدم عندما لايزال التقدير أو الاحترام المطلوب إما لجهل أو .لغرور وتكبر ..
وقد تصادف من عند زيادة تقديرهم وتبجيلهم .بل ومساعدتهم .احتراما منك وتقديرا.منك لهم
فبدلا من ان يقدروا ..أدبك وحسن اخلاقك ومجاملتك
تنحرف بصلتهم و يصيبهم الكبر .. والغرور .ويعيشوا .. الدور ..وعندما تتذمر على هذه العلاقات تفاجأ بأن الأمر أصبح مفروض عليك ومعتقدون أنهم الاسياد ونحن العبيد..
وهناك من العلاقات القائمة على المصلحة ….التى تتغير بمجرد انقضاء المصلحة…فيتحول الترحاب الذى تعود عليه إلى تجاهل ..والاشادة به إلى هجوم وتشويه سمعة وتتحول الرقة و الوداعة فى المعاملة .إلى خسة وندالة ووقاحة ممايؤذي الإنسان ويصدمه.. نفسيا وجسديا.وماديا.. الخ ..
وعندما تصادف هؤلاء الأفراد عليك أن تراجع حساباتك …فقد قيل في بورصةِ العلاقات :إذا رأيتَ أسهمَ الإهتمامِ بك تنخفض…انسحب فورا قبلَ أن ينهارَ اقتصادُ كرامتِك..
والانسحاب من هذه العلاقات الغير متكافئة و المؤذية فى التوقيت المناسب ليسَ فشلاً، والابتعاد عن الاماكن أو الأشخاص التي لا تَقدرك ليس هروباً، بل هي اثمن المكاسب لك ولقلبك لأن ذلك متعلق بكرامتك فالكَرامة جميلة حتى وإنْ جعلتك وحيداً لان فيها سلامك النفسى والجسدى.
وأكبر خطأ ترتكبه بحق ذاتك أن تحافظ على علاقة لا تجبر لك كسراً…ولا تهديك فرحاً…ولا تحميك من حزن…
فرفقاً بنفسك…فالعلاقات قد تعوض..لكن صحتك لا يعوضها شيء..فأحياناً اختيار الإنفصال والابتعاد عن شيء ما بحد ذاته ارتباط بالطمأنينة والراحة
والخلاص من الكثير من المشاعر السيّئة…
فلاتؤذِ نفسك بالصبر على علاقات كثيرة الإستفزاز،كثيرة الوجع ،مليئة بسوء الظن.
العلاقات لم تُخلق إلا لنسعد بعضنا
وإلا فعدمها أفضل ،لذا توقف عن الجدال، والتفسير وكثرة المبررات ،
لاتخض حوارا يخدش نضجك،
ولاتكن طرفا في علاقة تهدد راحتك، وغادر الأماكن التي لا تشعرك بالانتماء.
حقّق سلامك النفسي
وقرار الانسحاب بيكون صعب ..لكنه العلاج الوحيد الذى يجب أن أن يتخذه الإنسان بحسم وبلا خجل ..فمن لايعرف قدرك لايستحق اهتمامك..
ولأهمية الكفاءة فى العلاقات
كانت مبدأ من مبادئ الإسلام فى الزواج وعلاقات النسب مبدأ الكفاءة فقال صلى الله عليه وسلم إذا وجدت المرأة كفئا
فالكفاءة تؤدى إلى زيادة التفاهم ..وتتجنب بها الأحقاد والكراهية من الطرف الذى يرى فى نفسه أنه أقل أو أضعف وكذلك تتجنب بها الغلو والتكبر من الطرف الذى يرى فى نفسه أنه الأفضل أو الاقوى ..
بقلم .. أ.د إبراهيم درويش أستاذ المحاصيل الحقلية ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.