ونبدأ بسؤال هل الأصدقاء يتغيرون. ؟ ..وهل اكل معاك عيش وملح يخونون ؟ وهل من يتكلم لغتك ..ويتبع دينك يبيعون ..وهل من استفاد منك ومن معروفك اليك يسيئون؟ وبك وبمصالحك يتاجرون !.. وهل تاتى الضربات القائمة والغادرة ممن اصدقائك او أحبابك التى كنت تأمن مكرهم وتسبح بحمدهم .!
وهل انتهى زمن الصديق وقت. الضيق ؟ . وأصبحنا في زمن عند كل ضيق نخسر صديق. و نكتشف حقيقة ماكنا نعتقد أنه صديق ..
ولذا يجب علينا أ لا نسمي الصديق بصديق إلا لمن اتصف بالصدق فى كل الأحوال . فالصداقة:مسمّىً لشخص معك بكل الظروف…و ليس على حسب الظروف…وعدا ذلك فهى صداقة مزيفة…وعلاقات كلها ندالة
لا تنم عن أصل أو اخلاق ..
ويصدق فيه قول القائل
أعلمه الرماية كل يوم.. فلما اشتد ساعده رماني.
وكم علمته نظم القوافي.. فلما قال قافيته هجاني.
سعيت في الأرض من أجل راحته.. فلما أصبح عاقلاً عصاني….
الضربات الموجعة لا تأتى الا ممن وثقت فيه وكنت تأمن غدره ..
فابن الاصول لاينكر المعروف الذى يقدم له .. وان رأى ستر ..وان أحب بذل ..وفى اصعب المواقف لايتخلى عن أصالته..
لذلك يقولون ابن الأصول يؤتمن حتى في عداوته…و قليل الأصل لا يؤتمن حتى في صداقته…فيمكن أن يبيعك ..فى أول موقف أو مصلحة ..ولا يتذكر أنك كنت جميل معه دهرآ أو مددت له يد المساعدة يوما …
لذا بين حين وآخر يجب علينا أن نعيد ترتيب علاقاتنا أو مانسميهم اصدقائنا ليس حسب حروف الهجاء..وإنما حسب المواقف والوفاء فى العلاقات !…
ومع ذلك فالصداقة الإيجابية هى المبنية على الحب والعطاء والإيثار…التى يثبت صاحبها أن يحبك ويتمنى لك الخير ويفرح لفرحك ويسعد بنجاحك وتحقيق أهدافك ويشيد بإنجازاتك . ويكشف للآخرين عن مزاياك وصفاتك الإيجابية .ويشيد بكل اعمالك. ليزيد من ثقتك بنفسك بكل الاشكال ويدعمك لتحقق النجاح. سواء بالدعم المعنوي من اطراء وتشجيع أو الدعم المادي من تقديم المساعدة العينية المالية أو تقديم الوقت، فمن يحاول ويبذل جهده لدعمك شخص يحبك بصدق ،و يراك تستحق كل نجاح تحققه. يفرح لنجاحك.ويعتبره نجاحا له..
أما الصداقة المزيفة .او الندالة .فهى تناقض كل ماسبق ..
وهى كالعملة المزيفة، لا تكتشف إلا عند التعامل. والصداقة المزيفة كالطير المهاجر، يرحل إذا ساء الجو….لانه بدلا من أن يدفعك للأمام يجذبك إلى الخلف ويقلل من عزيمتك ويثبط همتك ..
.حتى يعطلك عن تحقيق أهدافك …فهو لايحبك ..و يحقد عليك ويسفه كل عمل تقوم به ويقلل من شأنك …ويظهر عيوبك ..ويتململ ويتضايقك عندما يمدحك الآخرون ..وتبدو عليه السعادة لفشلك أوإخفاقاتك، ولا يواسيك بكلمة ولا يكترث لحزنك ..ولا يتمنى لك النجاح .. وإذا نجحت يتجاهل نجاحك حتى بكلمة تهنئة ولايشاركك فى الاحتفال بنجاحك بل يقلل من قيمة هذا النجاح ..
وتجده شخص فضولى دائم تتبع اخبارك ومعرفة خطواتك و ما تنوى فعله حتى يجد فرصة كى يبعد عنك كل نجاح ..
ومهما فعلت تجده يقلل من قيمة عملك ويخبرك بعيوبك ويتحدث عنك بصفاتك السلبية حتى يشعرك بانك لست جديرا بالنجاح
ولذلك إنهاء الصداقات المزيفة أو العلاقات أو التعاملات المبنية على الغش والخداع والندالة في حياتك نوع من انواع إماطة الأذى عن الطريق….
و المواقف الصعبة والشدائد والتعاملات هي التي تكشفُ لك معادن الناس..وتبين لك الاصيل من الخبيث والخسيس..فالأصدقاءالحقيقيون لايبيعون ولايخونون …ولايهربون ..وتجدهم معك فى الشدائد صامدون وداعمون ..
يقول جبران خليل جبران
عن الصديق المزيف هو كالظل يمشي ورائي عندما أكون في الشمس ويختفي عندما أكون في الظلام”
وهذا كما ينطبق على الأفراد ينطبق أيضا على الدول التى تدعى
صداقاتنا …وقد تتكلم لهجتنا وتدين بديانتنا لكن فى المواقف والشدائد أو التلويح بالمصالح ..تظهر على حقيقتها وتتحول هذه الصداقة إلى خسه وندالة وخيانة وتكون أكثر ايذاء لنا من اعدائنا .بل قد تتآمر علينا معه .وما أكثرهم الآن ..!
اللهم ارزقنا بأصدقاء أوفياء لايخونون العيش والملح ..ويتمر فيهم العشرة والمعروف وجنبنا ياربنا الاصدقاء المزيفين اصدقاء السوء اصدقاء المصلحة الذين يظهرون بوجههم القبيح فى مواقف الشدة وعند انتهاء مصلحتهم ..واحفظنا واحفظ مصر من كيد الكائدين ومكر الماكرين
بقلم .. ا.د إبراهيم درويش أستاذ المحاصيل الحقلية ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.