يقولون أن اللقاء بين الأشخاص قد يكون صدفة.. وقدر. بينما العلاقة إختيار و إستدامة هذه العلاقة إلتزام و وفاء متبادل والأهم أن تكون هناك مسافات آمنه بين الأطراف المختلفة للحفاظ على الود وإستدامة العلاقة ..
لان الاحتكاك اليومي متعب وآثاره ليست جيده.. لذلك هناك ضرورة لترك مسافات. يطلق عليها مسافات آمان بينك وبين الأصدقاء ..ليس الغرض منها فقط الحفاظ على الود وإنما من خلالها يحتفظ كل طرف بخصوصيته وخصوصية حياته وبيته..
وبالتأكيد كل منا له اسراره الخاصة أو مايعانيه في يومه وفى حياته ولايحب أن يطلع عليها أحد !! …
والمسافة الآمنة هي أهم و أخطر ماقد يواجهه المرء في العلاقات الإنسانية..وهى تشبه تماما حفظ المسافة بين العربات أثناء السير …
فهي ضرورية للوقاية من المصادمات المُهلكة… والقاتلة ..
البعض عندما يتعرف على أحد الناس يسرع بالتقرب منه لدرجة تجعل الطرف الآخر … يضيق به أو يمل منه .. أو يخاف منه…..
وينفر منه .. ويبتعد عنه !. ولذلك قيل لا تنسف جمال البدايات بسرعة الإقتراب……ولكن اترك الايام والأحداث ..توطد هذه العلاقات .وتبرهن على صدق هذه العلاقة ….كي تستمر ! …
والبعض بمجرد التعرف عليك أو يتقرب منك يزيل المسافات ويلغى الخصوصية ويتدخل فى ما لا يعنيه .. غير مكترث برد الفعل أو رغبة الطرف الآخر .. ..مما يؤدى إلى انهيار هذه العلاقة أو هذه الصداقة ..فى اسرع وقت …
فمهما كانت علاقتك ومحبتك للشخص الآخر ودرجة قربه منك هنالك خصوصيه للشخص لايجب أن يطلع عليها أحد. ومن الواجب احترامها ومراعاتها. …
فاحرص على ترك مسافة امان مناسبة بينك وبين الجميع…فلا تقترب إلى حد الإحتراق…ولا تبتعد إلى حد الافتراق …او لا تقترب إلى حد إبصار العيوب ..ولا تبتعد إلى حد نسيان المحاسن ….
ويقولون لا تقترب مني كثيرا
إلا إذا كنت قادرا على إنتزاع الألم
من داخلي ..أو إكتفي بالمراقبة من بعيد ولا تضف لي ألما جديدا ..
والمسافات الآمنة تساعد الإنسان على التجاهل. لبعض المواقف وعدم التركيز والاهتمام…! وترك الأحداث تمر بدون تدقيق ..وفي بعض الحالات يكون الصمت.وعدم التعليق أفضل من اى ..كلام.
و في بعض التسامح…ذكاء…وفي بعض الكلام…دواء…
والمسافات بين الناس ليست واحدة بل لكل انسان مسافة خاصة به .تختلف حسب ثقافته وبيئته ووضعه الاجتماعى..
فالناس من بعيد قد يخدعك مظهرهاز لكن أحوالها وأمزجتها متغيرة
فلو اقتربت منهم صُدمت بواقع قد.لا تحبه أو تألفه …
و المسافات الأمنة لا تجعلك بالقريب المُلام ولا بالبعيد المنسي،فانت موجود لكن غير مرئي مثل شمس الغروب، راحل ومريح في آن واحد”….
وترك المسافة الآمنة تجعلك لاتُحرق روحك ولاتُعاتب…
وتجنبك المواقف الصادمة والكثير من المشاكل.. فبعض الناس تتغير فى لحظات
والتحكم في المسافه يعني التحكم في النفس وفطامها في التقرب من الآخرين أو البعد عنهم…وهذه تحتاج إلى قوة عزيمة وإرادة
حتى تحافظ على مكانتك ونقاء جوهرك ……ولذا قيل اترك الفرجات ولاتزاحم في التصرفات وخذ الحيطة في الطرقات..
كما ينبغى أن تحرص أثناء النقاشات التي تحدث بينك وبين أصدقائك. أن لاتنهيها بتصادم ولكن اختمها بعبارة طيبة تترك فرصة للمراجعة وتعطى إشارة إلى النية الحسنة…
واحذر من الجدال والتعصب لفكرة أو لرأى لانه يبعدك مسافات اكبر من اللازم ..وستؤدى بك إلى التصادم .
.واذا تأكدت أن هناك تصادم فى الأفكار توقف مباشرة عن النقاش …فعندما تركب القطار الخطأ حاول النزول في أول محطة ! لأنه كلما زادت المسافة .. زادت تكلفة العودة ..
وضبط المسافات فى العلاقات سيبقى الجميل في عينيك جميلاً
وضبط المسافات يجب أن يكون فى كل شىء حتى بين الكلمة والكلمة فى الكتابة أو عند التحدث كي يفهم الآخرون ما نكتب.او ما نقول …
ولاتكن مهتماً بأحد إلى حدّ الاختناق….لأن القفص مهما كان جميلاً. لا يلغي حنين الطير للحرية..
وعندما نخطئ في احتساب تلك المسافة». . بما يقتل الخصوصية ويولد الإختناق و ثقل العلاقة،كما أن اتساع المسافات يدل على الإهمال و يولِّد اللاكتراث،
والتأرجح بين الحدين بداخل المدى ذكاء و فن
ولنا فى المسافة بين الأرض والشمس نموزج
فبُعد المسافة جعلت حظ الأرض
من الشمس الدفء، لكن الاقتراب أكثر من ذلك سيؤدى إلى احتراق الأرض …
فلاتكن بعيداً تُنسى. ولا قريباً يُكتفى منك…ولاتكن ثقيلاً فيُستغنَى عنك..ولا تكن خفيفاً فيُستهان بك…
بل كن متزناً معتدلاً بينهما..
ولا تطرق قلوب الآخرين ما دمت لا تستطيع البقاء بها بل لا تقترب من أعماقهم ما دمت تعلم في قراره نفسك أنك سترحل…
ولاتنتظر الاهتمام من شخص معين ,, ولا تتضايق من شخص مآ أسآء إليك ,,فاجعل كل شخص في مكانه الطبيعي في قلبك ,, ولا تعطيه اكبر من حجمه في حياتك ,,
لأن الغالي هو الذي يغليك .. والحبيب هو الذي لا يجرحك .. والصديق هو الذي لا يضرك .. فغير ذلك لا تتعب تفكيرك فيه…
وبعض الناس يقولون ..ليس كل الأشخاص يحتاجون أن تجعل بينك وبينهم مسافات آمنه لأنهم هم بالنسبة لك مسافة الأمان التي تحب أن تبقي فيها وتعيش حياتك معهم …وأين لنا بهؤلاء !!!!
رزقنا الله وإياكم اصدقاء اوفياء وعلاقات طيبة مستدامة
بقلم .. ا.د / ابراهيم حسينى درويش أستاذ المحاصيل الحقلية ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
