غزة رمز العزة والصمود

الكاتبة والباحثة مرفت رشاد إبراهيم

0

غزة هاشم هي شجرة شامخة لاتنحني ولاتنكسر ووردة نضرة ذات اريج لاتذبل أبدا، غزة ممتدة في التاريخ الي ماقبل الرسالة لأكثر من اربعة الاف عامً ، وعندما بناها القدماء سموها بوابة كنعان ، وعاش فيها هاشم بن عبد مناف جد النبي صلي الله عليه وسلم ومات ودفن فيها ، ولذلك تسمي غزة هاشم. واليوم تسطر غزة ايات الصمود والمجد والتضحية والفداء ، وغزة لاتتجاوز مساحتها ٣٦٠ كيلومتر مربع ويعيش فيها مايقارب من مليونان ونصف المليون من الفلسطينيين ، معظمهم نازحين من ضحايا النكبة عام ١٩٤٨ م ، وما بعدها من حروب العرب الفاشلة في ١٩٥٦ و ١٩٦٧ و ١٩٧٣

وعانت غزة من القهر والحصار برا وبحرا وجوا من من العدو الصهيوني واخوة الدم وأشقاء الدين والعروبة لما يقارب عشرين عاما ، واليوم تحارب غزة وحدها من اجل تحرير المسجد الاقصي ومقاومة الاحتلال ، وفي مواجهة عدو حاقد يقتل البشر والنساء والأطفال ويحرق الشجر ويدمر المباني والحجر ، ويمنع عنهم الماء والغذاء والدواء والوقود ، ويقطع الاتصالات والكهرباء ، ويقف خلفه كل الغرب الحاقد الكاره للإسلام والمسلمين ، وللأسف ايضا يقف معه المطبعون العرب المتصهينين ، والخونة من الفلسطينيين جماعة التنسيق الامني واتفاقيات أوسلو ، ومعهم عسكر دايتون ، الذين يطاردون المناضلون في القدس والضفة ويقبضون عليهم ويبلغون العدو الصهيوني عنهم ، وللأسف تتدفق المعونات والتبرعات والدعم بالسلاح والقنابل والصواريخ المحرمة دوليا ، والدعم المادي والديبلوماسي علي العدو الصهيوني

وفي الوقت نفسه يعرقلون مجلس الامن اصدار أي قرار بوقف إطلاق النار وارسال الإمدادات الي قطاع غزة ، دون تدخل من العدو الصهيوني والذي يشن حرب قذرة لا اخلاقية ، وجرائم حرب وابادة وتطهير عرقي ، تدمر البشر والحجر وتمنع كل مقومات الحياة. انها ليست حربا ولكنها حملة مجنونة من كل القوي الحاقدة علي كل قيم الحرية والديموقراطية والاتفاقيات والمعاهدات وقوانين الحروب والنزاعات ، وهي حرب تطهير عرقي وابادة وطرد من الديار وتدمير المدارس والمستشفيات وكل البنية التحتية واستخدام كل الأسلحة المحرمة دوليا مثل القنابل العنقودية والفوسفور الابيض واليورانيوم المستنفذ والغازات المحرمة ، حتي بلغ مااستخدم من قنابل وصواريخ اضعاف ما القي علي هيروشيما ونجازاكي في اليابان في الحرب العالمية الثانية

وفاق كل ما استخدم في فيتنام وافغانستان وحرب كوريا وفي حروب كثيرة اخري ومع ذلك فان مجاهدي غزة الأبطال مازالوا صامدين يقاومون كالاسود وينقضون كالنسور ويختفون بسرعة البرق من تحت الارض وفوق الارض ، ويكبدون الصهاينة خسائر لم تخطر لهم علي بال ، وهذا كله دون معين او نصير إلا الله ونعم بالله ، انهم يحاربون بملابسهم العادية واحيانا حفاة اتباعاً لما ورد في سنة رسول الله ، هذه غزة العزة تقتل امام أعيننا وتجوع وتعري ولاتجد المأوي ولا مياه الشرب الصالحة ولا حتي الدعم من الاخوة الذين هم صامتون كصمت القبور ، ولا تحرك مشاعرهم النخوة واخوة الدين والعروبة ووحدة المصير ، ويمدون الصهاينة ومن يدعمونهم بالوقود والغاز والنفط ولايجرؤون علي مد غزة بالوقود ، فهل نجد من يدعم أطفال ونساء غزة والذين يمثلون اكثر من ثلثي القتلي الذين وصوا الان الي اكثر من ٢٣ الفاً وأضعافهم من الجرحي ومنهم حوالي ٦٠٠٠ مصاب ينتظرون السفر للخارج للعلاج ، وحوالي ٧ الاف مفقود ، دون وقود او غذاء او ماء صالح او دواء ولا حتي الخيام في هذا الشتاء الممطر البارد، و حوالي ٨٠٠٠ الاف اسير في سجون العدو وحوالي ٣ الاف مسجون اداري في الضفة الغربية ، ومايقارب من مليوني نازح ، واحيي موقف المقاومة التي تصر علي ان استبدال كل الاسري الصهاينة الذين لديها مقابل كل الأسري الفلسطينيين الذين في سجون العدو او الكل مقابل الكل،
واحيي موقف قطر المشرف في دعم غزة بالمساعدات والجهد الديبلوماسي للوصول الي اتفاق مشرف لوقف العدوان وانسحاب المعتدين وتبادل الأسري وتعمير القطاع واحيي الشعب القطري علي دعمه لغزة وحملة التبرعات التي زادت عن ٢٠٠ مليون ريال قطري كان نصفهم تبرع من سمو امير قطر ، واحيي المرأة القطرية والتي شرفت كل ألنساء حيث زارت غزة امرأة قطرية واحدة .
ان قلبي يقطر دما وليس لدي سوي الدعاء لهم


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد

اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading