منزل آل کارم.
اجتمع أفراد من فروع مختلفة من آل كارم في منزل العائلة. كانوا إما تنفيذيين
في شركة كارم إخوان للشؤون اللوجستية أو أعضاء كبار في العائلة.
عندها، تسكفت يارا في قاعة الاجتماعات وبذت غاضبة.
“لقد حل منتصف الليل أليس من حقنا أن نستريح؟”.
“لماذا دعانا الجد للاجتماع في هذه الساعة؟”.
” ألا يمكن تأجيل الأمر إلى الغد؟”.
في قاعة الاجتماعات الضخمة، كانت يارا الشخص الوحيد الذي تجرأ على
التذمر.
في نهاية المطاف، تحتل عائلتها الآن مكانة مرموقة بين آل کارم. تزوجت یارا
رجلا ناجحًا . من عائلة قوية، لذلك لم يجرؤ أحد على الإساءة إليها.
أسرت إحدى عمات يارا إليها بهمس : “يارا، سمعت أن كاميليا هي :
بجدك أرادت منا الانتظار هنا بخصوص عقد القرض”.
من
اتصلت
عبست يارا: “عقد القرض؟”، ثم ضحكت بازدراء: “ليس لديها خلفية داعمة أو
علاقات. كيف ستتمكن من الحصول على قرض من البنك بحق الجحيم؟”.
“أظن أنها تعبث معنا فقط”.
“هذا صحيح، يارا أوافقك الرأي. لم يمض سوى ليلة واحدة. لا أصدق أن
كاميليا تستطيع إقناع البنك بمنحنا القرض في هذا الوقت القصير. ليست
شخصا مذهلًا إلى هذا الحد.
“لكن هذا جيد أيضًا. نستطيع استغلال هذه الفرصة لظردها من الشركة. لم
تحبها في يوم من الأيام”.
أدلى أفراد عائلة كارم بآرائهم وناقشوا المسألة بصوت منخفض.
شرعان ما وصل المعلم كارم إلى قاعة الاجتماعات فالتزم الجميع الهدوء فورا.
استغلت يارا الفرصة لفتح الموضوع مع جدها. “جدي، هل حقا حصلت كاميليا
على القرض؟”.
هز المعلم كارم رأسه وقال: “ليس عندي أدنى فكرة. قالت إنها ستحصل على
العقد الليلة وطلبت مني ترتيب هذا الاجتماع”.
استخفت يارا قائلة: “ههه ظننت أنها قد حصلت على القرض، لكن يبدو أنها
تستعرض فقط”، ثم استمرت: “جدي، أظن أن كاميليا قد استسلمت ليأسها.
من المستحيل عليها الحصول على القرض والاستمرار في استغلالنا،
علقت أنه
فقررت إيقاعنا في هذا المقلب قبل أن تغادر
“جدي فكر في الأمر فقط في هذا الوقت الآن لا يهم إن كانت كاميليا قادرة
على الحصول على القرض أم لا. لقد تأخر الوقت وجميع البنوك مغلقة. لا يُوجد
أحد ليقابلها في البنك، فضلا عن وجود أحد ليتفاوض على عقد القرض معها”.
“من الواضح جدًا أنها تكذب عليك”.
انضم إليها أفراد آلة كارم الآخرين في انتقاد كاميليا: “هذا صحيح. هذه البائسة
الجاحدة. لقد عاملتها عائلتنا بطريقة جيدة جدًا، ومع هذا تريد إيقاعنا في
مقلب قبل أن تغادر في ا المرة القادمة التي أراها فيها، سوف أتظاهر بأنني لا
أعرفها”.
مع تزايد الانتقادات ضد كاميليا كارم أظلمت ملامح المعلم كارم أكثر وأكثر.
من الواضح أن ما قالته يارا جعلة يدرك أنه قد يكون تعرض للخداع من فارس
وكاميليا.
أمر المعلم كارم ببرود: “سمير، اتصل بتلك البائسة الآن، واسألها ما الذي تخطظ
له”.
ازداد شعور يارا بالرضا وهي ترى كيف ظهر الغضب على جدها جليا.
كاميليا يا كاميليا أنت حقا حمقاء. إيقاغنا في مقلب مثل هذا لن يؤدي سوى
إلى غضب الجد. أنت تبحثين عن المتاعب !
فتح الباب مصدرا صوتا.
دخلت كاميليا تحمل حقيبة في يدها ووجهها خال من أي تعابير.
” جدي !
لا حاجة للاتصال. أنا هنا.
“أفف كاميليا، كيف تجرؤين على أن ثرينا وجهك هنا؟”.
“أين الأموال؟ أين عقد القرض؟ أين؟”.
“لا أظن أن عندك شيئا لتظهريه لنا”.
“لا تتفاخري وأنت عديمة الفائدة. ألا تعلمين أننا بحاجة إلى أن تنام ليلا؟”.
جدك لديه نظام حياة دقيق. إن مرض بسبب هذا المقلب، هل ستكونين قادرة
تحمل مسؤولية أفعالك؟”.
“هذا صحيح كاميليا بما أنك عديمة الفائدة، لماذا لا زلت راغبة في
الاستعراض؟”.
“لقد جعلت الجميع يجتمعون هنا في منتصف الليل. ألا تشعرين بالذنب؟”.
“أنت حقا شخص فظيع”.
“شخص مثلك لا ينبغي أن يبقى في
الشركة”.
“سوف نسمح لك بالاحتفاظ بشيء من كرامتك. استقيلي وانصرفي من تلقاء
نفسك. وقري علينا عناء طردك
نظرًا إلى كمية الانتقادات التي وجهها أفراد آل كارم المجتمعين إلى كاميليا، كان
واضحًا أنهم جميعًا منحازون إلى يارا.
عندما يكون الرجل ناجحًا، فسوف يحترم الجميع زوجته أيضا. تزوجت يارا
رجلا ناجحًا، لذلك سارعت العائلة المجتمعة في التذلل لها. أما بالنسبة لكاميليا،
فلأنها تزوجت قطعة قمامة عديمة الفائدة نظر الجميع إليها باحتقار، وبطبيعة
الحال لم يهتم أحد بكرامتها مطلقا، ولا بأدنى حد.
المتنمرون يميلون إلى التنمر على أولئك الأضعف منهم. ونظرًا لأن كاميليا
احتلت منزلة متدنية بين آل كارم فإن الأفراد الباقين تنفروا عليها بوعي أو
بغير وعي.
إلا أن كاميليا ببساطة أعارتهم أذنا صفاء؛ لم تكلف نفسها حتى بالنظر إليهم.
انزعجت يارا لأن ابنة عمها تجاهلتها: “كاميليا لقد وجهت إليك سؤالا. هل أنت
صماء أم بكماء؟”.
استمرت كاميليا في تجاهل ابنة عمها، فأصبح وجه يارا احمر من شدة الغضب
وأوشكت على الصراخ مرة أخرى قبل أن تهبط كومة من الوثائق على الطاولة.
جذي لقد فعلت ما طلبتة ها
مني. هو عقد القرض”.
“إنه قرض بقيمة عشرين مليون. سوف نتلقى التمويل على أربع دفعات الدفعة
الأولى غدا”.
“جدي، من فضلك ألق نظرة على وثائق القرض”.
صدقت كلمات كاميليا الغير مبالية أفراد العائلة المجتمعين وكأنها صفعة على
وجوههم.
ذهلت يارا وحلفاؤها.
“ت – تفاؤضك مع البنك… نجح؟”.
“لكن كيف؟”.
لم تستطع يارا تصديق أذنيها. تقدمت بخطوات سريعة نحو الطاولة وبدأت في
تقليب الوثائق.
عشرون مليون؟”.
قرض من بنك الاستثمار؟”.
“اللعنة، كاميليا، كيف فعلت ذلك؟”.
ضدم أفراد آل كارم وامتلأت عيونهم بعدم القدرة على التصديق: “بنك الاستثمار
يقدم خدماته فقط لنخبة النخبة حتى لو ذهب رئيس عائلتنا إليهم، فقد لا
يقيمون له وزنًا. إلا أنهم منحوك قرضا؟”.
بنك الاستثمار مرموق جدًا في جميع أنحاء مدينة نصر. هذا البنك يتعامل فقط
مع كبار العملاء مثل المؤسسات الحكومية والشركات المدرجة في قائمة أفضل
خمسمائة شركة في
العالم.
“اللعنة !”.
“توقيع نوارة نحاس؟”.
“اللعنة، إنها أغنى امرأة في مدينة نصر!”.
ارتفع صوت سمير بالسؤال بينما ارتعش أقاربة من الصدمة. كان من الواضح أنه
قد امتلأ بالرعب تماما من رؤية توقيع نوارة نحاس. “كاميليا، هل التقيت
بالسيدة نحاس للتفاوض على العقد؟”.
لكن من هي نوارة آل نخاس؟
إنها المرأة الأقوى في مدينة نصر، ومساوية في المكانة للفعلم حامد سليمان.
ليست فقط خوث الأموال الأكبر في مدينة نصر، بل أيضًا تحكم نصف المدينة.
گونها على رأس هرم نخبة النخبة فهي معشوقة ومألوهة كثير من الناس، بمن
في ذلك يارا وسمير. لكن مكانة هذين الاثنين من آل كارم منخفضة جدا لتتيح
لهم رؤيتها، لذلك، وبشكل بديهي من غير الممكن لهم مثلا عقد اجتماع تجاري
مع مرؤوستهم.
لذلك، عندما رأى أفراد عائلة كارم أن التوقيع باسم نوارة نحاس، لم يستطيعوا
إلا أن يصابوا بالصدمة.
“إنه مزيف. لا بد أنه مزيف”.
” من تظلن نفسك؟”.
” أنت مجرد الطخة . من القذارة تزوجت قطعة من القمامة. شخص مثلك ليس
الديه فرصة حتى لمقابلتها، فضلا عن التفاوض على عقد معها”.
“جدي، لا بد أن هذا العقد مزور. لا تدعها تخدعك”.
هذه كاميليا. كيف تجرؤين على استخدام عقد مزور لخداعنا. دافعها مقيت”.
صرخت يارا بشراسة: “بلغت بك الجرأة أن تزوري توقيع السيدة نخاس. هل
تظنين نفسك جديرة بما فيه الكفاية لتتناقشي في مجال الأعمال مع السيدة
نحاس؟”.
لكن في تلك اللحظة تماما، اهتز هاتف سمير فجأة؛ وصلة إشعار.
“يا إلهي! أبي”.
“حالت خمسون مليونا إلى حساب شركتنا
اسم المرسل بنك الاستثمار؟”.
ماذا؟
كسقوط الصخور في مياه البحر، أثارت كلمات سمير أمواجا في قاعة الاجتماع.
قفز جميع الحاضرين في القاعة من مقاعدهم مصدومين، بما في ذلك المعلم
كارم أما يارا فتسفّرت مكانها كما لو أن صاعقة قد أصابتها.
“ها – هذ…. هذا العقد حقيقي؟”.
أصابت هذه الرسالة أفراد عائلة كارم كالضفعة على وجوههم. شعرت يارا وكل
معها ممن سخروا من كاميليا بالذل. فوزا، اختفت أصوات التشكيك من القاعة.
ساد الصمت في قاعة الاجتماع.
خارج منزل العائلة انسابت أضواء القمر كأنها نهر يجري.
هبت الريح، تحركت الأعشاب وصرت الحشرات.
تحت ضوء القمر، أمكن رؤية جسم نحيل لرجل جالس على الدرج الحجري.
تحدث في هاتفه، بينما تدلت قشة . من
فمه.
سيد شداد، لقد فعلت كما طلبت حولنا الدفعة الأولى من الأموال إلى حساب
شركة كارم إخوان للشؤون اللوجستية”.
أجاب فارس بلطف: “مم، سيّدة نحاس، شكرًا لك. عندما يكون لدي متسع
الوقت، سوف أشتري لك وجبة غداء”.
نفذ صوت ضحكة خارجة عن السيطرة لامرأة على الطرف الآخر للخط. كاد
فارس يسمع حركة جسدها من خلال هاتفه.
تستطيع بعض النساء إغراء الجنس الآخر من خلال نبرة الصوت فقط.
صدح صوت السيدة نحاس الساحر من الهاتف.
سيد” شدّاد، أنت تصر على التحفظ معي. لا أطلب منك سوى قطرة صغيرة من
المودة التي أظهرتها للسيدة كارم”.
هز فارس رأسه بابتسامة وأجاب غير فبال: “سيدة نحاس، أنت شخص جشع”.
ثم أنهى فارس المكالمة.
لا بد أنها تمزح.
مودته لزوجته فريدة من نوعها. لا يُمكن مشاركتها مع أي شخص آخر.
فيلا اللؤلؤة.
في غرفة نومها وضعت نوارة هاتفها ببطء. وأثناء نظرها إلى سماء الليل خارج
النافذة، ابتسمت بشكل غامض.
“كاميليا؟”.
“أنا حقا أحسدك”.
حقلت الزيخ ما همست به بعيدا.
متابعة حلقات الرواية
الانتقام عدالة قاسية ولو بعد حين
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
