الحلقة 145 : أظهر نفسك!
تذكرت هناء كان أول لقاء لها مع فارس في بنك الاستثمار.
عندها نظرت إليه حقا على أنه سليل متواضع من عائلة ثرية. في النهاية، حتى
رئيستها في البنك عاملته باحترام.
بعد ذلك في مطعم عالم البحار، وجة المعلم حامد بكل احترام دعوة لفارس
لتناول العشاء. هذه الحادثة زادت رسوخ قناعتها بأن فارس سليل عائلة ثرية.
إلا أنه بين خلال ذلك العشاء أنه ابن امرأة فقيرة من الريف. وهكذا، أدركت هناء
أخيرًا أنها أساءت الفهم طيلة الوقت.
الحقيقة هي .
أن فارس مثلها كلاهما ينحدران من عائلات فقيرة.
الأشخاص أمثالهم يواجهون ضغوطا هائلة وشخريةً عندما يريدون تسلق سلم
النجاح. فهمت هناء هذا بشكل أفضل من معظم الناس، ذلك لأنها هي أيضا ابنة
عائلة ريفية مزارعة.
وفهمت هناء أخيرًا لماذا ساعدها فارس في عملها وحقق لها العدالة عندما التقيا
في مطعم عالم البحار. فعل كل ذلك لأنه رأى فيها انعكاسا لنفسه.
إلا أن فارس مختلف عنها.
شعرت هناء بهالة غير عادية تنبعث من هذا الرجل.
لذلك رأت أن إنجازات فارس المستقبلية لن تكون أقل من إنجازات المعلم حامد
سليمان والمعلم ساهر نوار.
لكن عندما سمع سعيد ما قالته ضحك بصوت عال.
“هو؟”.
” يصل إلى مستوى المعلم حامد سليمان والمعلم ساهر نوار؟”.
“يا لها من :
نكتة”.
“حتى لو منحناه ثلاثين عامًا، لا بل ثلاثمائة عام، لن يستطيع فعل ذلك”.
“إنه قروي بليد ومقدر له أن يعيش حياته في بؤس”.
قدي
هذه الأيام، لا يستطيع أحد بدون علاقات أو خلفية داعمة أن يأمل في
النجاح”.
“استمري في أحلام اليقظة”
ضحك سعيد ساخرًا ثم نظر إلى فارس ببرود. “فارس، أنا لا أحاول تثبيط
عزيمتك. ولكن هكذا يعمل مجتمعنا. توجد فجوة بين الطبقة العليا والطبقة
الدنيا”.
“أنت
من
الطبقة الدنيا، لذلك عليك أن تعرف مكانك وحدودك. بدلا من تكريس
أفكارك لتحقيق طموحات غير واقعية، أليس من الأفضل أن تنفق طاقتك في
العمل الزراعي في المنزل؟ عليك التفكير في أمور مثل الحصول على حصاد
أوفر”.
“الست محقا أنسة سلامة؟”.
“هاها”.
ضحك سعيد من قلبه بعد ازدراء فارس نظر إلى نايا وتحدث بصدق.
.
“آنسة سلامة، لذلك عندما تبحثين عن شريك، يجب أن تبحثي عن شخص من
عائلة ثرية. شخص مثل المعلم بلال الشاب مثلاً.
“إن بقيت مع قروي بليد، فسوف تضطرين لقضاء بقية حياتك على قطعة
صغيرة من الأرض في قرية زراعية”.
“كل يوم سوف تعتنين بالتربة وتعرضين ظهرك لأشعة الشمس. سوف تقومين
بأدنى الأعمال وتحصلين على أدنى العوائد على جهدك”.
1
سوف تعملين العمل ذاته يوما بعد يوم. هل هذا هو النوع من الحياة التي
ترغبين بها لنفسك؟”.
بذل سعيد قصارى جهده في نفش ريش رئيسه الشاب، لذلك تحسن مزاج وليد
بشكل كبير عدل وليد جلسته ولكي يتباهى بثروته، طوى أكمامة للأعلى لتظهر
ساعته الرولكس
اكتفت نايا بالابتسام والإيماء برأسها، ولم ترد على أي من أسئلتهم.
من البداية حتى النهاية لم يعلم سعيد ووليد أن نايا سلامة نظرت إليهما على
أنهما ليسا سوى مهرجين.
والدها هو وائل سلامة ملك المقطم. من حيث القوة والثروة، عائلة نايا سلامة
تعادل أكثر من
مئة
من أمثال وليد بلال
نايا تعيش أصلا الثراء، لذلك لا حاجة لها في إثارة إعجاب محدثي النعمة أمثال
وليد بلال.
لذلك، منذ البداية لم تلق بالا لتفاخر سعيد ووليد.
لم يهتم كل من نايا سلامة وفارس بشرح أي شيء. سمحا لسعيد وبلال
بمواصلة الاستعراض ببساطة واستمعا لتبجحهما وكأنهما يُلقيان الدعابات.
إلا أن المسكينة هناء لا زالت على جهلها حتى الآن، لذلك واصلت الدفاع عن
فارس
وفي كل مرة تدافع فيها عن فارس، تتلقى وابلا من الانتقادات من خالها –
“أيتها الغبية البائسة! أغلقي فمك الآن”.
“ما الذي تعرفينه بحق الجحيم؟”.
بينما تحدث الأشخاص الذين برفقة فارس انتهى منظمو البطولة من إعداد
المكان وجميع الشخصيات فائقة الأهمية أخذت مقاعدها.
وفقا لترتيبات جلوسهم، كان جليا أن قادة المقطم كانوا فصيلتين.
على أحد الجانبين فصيلة المقطم الشرقية بقيادة وائل سلامة ملك المقطم.
وعلى الجانب الآخر كانت فصيلة المقطم الغربية بقيادة جيان شهبندر.
“مم؟ سيد سلامة، لماذا غيرت مقاتلك؟”.
أين ذلك الطائش الذي عقدت عليه كل آمالك؟ أين ذلك السيد شداد؟”.
“ألم تخبرنا للتو بثقة أن هذا السيد شداد سيكون قادرًا على رد طوفان
الهزيمة؟”.
“لماذا تتصرف كقطة خائفة الآن؟”.
“لماذا غيرت مقاتلك في اللحظة الأخيرة؟”.
“أرجوك ألا تفعل ذلك. لماذا بدلته بعد أن جعلتني أعد تابوثا له؟”.
“هاهاها”.
عندما رأى جيان شهبندر أن الشخص الجالس بجوار وائل سلامة رجل عجوز
برداء رمادي وليس الشاب ذاته الذي رآه سابقا، هز رأسه بضحكة ونظر بسخرية
إلى منافسه القديم.
نظر وائل سلامة إلى جيان وزفر من أنفه ببرود. السيد شداد شخص غامض.
على أي حال، الأقوياء حقا نادرًا ما يظهرون أمام أعين العامة”.
اما نشوان رئيس المدرسة فهو أحد المقاتلين الذين دعوتهم. سوف يقاتل وسام
رياض أولا ليجس النبض للسيد شداد ما الخطب؟ ألا تعجبك الطريقة التي
رتبت بها الأمور، سيد شهبندر؟”.
لكن قبل أن يرد جيان، تحدث رجل كهل في زي عسكري واقف بجانبه، بصوت
ثقيل: “الضعفاء فقط يلجؤون إلى الحيل غير النزيهة”.
“الأقوياء يتقدمون بقوة.
“لا حاجة لجس النبض إن كان الخصم هو وسام رياض. أستطيع هزيمته بلكمة
واحدة”.
” ما هي
القيود؟ إنها أشياء علينا تحطيفها”.
“إن سمحت لخوفك بالسيطرة عليك وتصرفت بتردد فسوف تهزم بكل تأكيد”.
بووم –
عندما تحدث الرجل الكهل اجتاح أرجاء المكان حضور يحث على استحضار
الرهبة. استطاع المحتشدون أن يشعروا بنبرة الإملاء الباردة المنبعثة من
المتكلم، وكانت قوية لدرجة أنها جعلت حتى نشوان شاكر يعبس. شعر معلم
فنون القتال الأكبر وكأنه في حضرة عدو خطير.
الحضور القوي للرجل الكهل بالزي العسكري استثنائي حقا!
“متيز للرهبة.
“أحسنت ” بدأ جيان يصفق فورًا. وفي الوقت نفسه، التفت ليبتسم بتعال
وجه وائل سلامة الذي بدا متجهما.
سيد سلامة هل رأيت؟ هكذا يجب أن يتصرف الخبير”.
“على الأقوياء أن يتقدموا بقوة!”.
“مقاتلي . مختلف عن ذلك السيد شداد لديك. همف، يجس النبض؟”.
“جبان فقط يفعل شيئا كهذا!”.
“أوه، صحيح سيد سلامة، لم أقدمه لك بعد”.
“هذا السيد الكهل هنا هو واحد من أعلى المقاتلين في منطقة المقطم العسكرية
والمدرب الرئيسي للقوات المسلحة تيمور مناع دفعت له مئة مليون ليأتي هنا
ويقاتل من أجلنا.
” يوقرة مئات الآلاف من الجنود في المنطقة العسكرية يحترمونه كمعلم لهم!”.
” أمام المدرب الرئيسي مناع، هذا السيد شداد الخاص بك مجرد طائش صغير.
أظن أن المدرب الرئيسي مناع يستطيع قتل هذا الطائش بضربة واحدة فقط”.
امتلأت عينا جيان بالسخرية وهو يقول هذا.
لم يرد وائل سلامة على الاستهزاء، إلا أن التثاقل في قلبه زادت شدته.
لا
أنه
عجب شعر بهالة جنرال عظيم تنبعث من هذا التيمور مناع.
مجرد فكرة أنه المدرب الرئيسي المسؤول عن تدريب مئات الآلاف من الجنود
في المنطقة العسكرية!
بدا وكأن تيمور مناع سوف يكون شخصًا يصعب التعامل معه.
تملك القلق وائل سلامة.
“حسنا، سيد سلامة، بدأ الوقت يتأخر. دعنا نتوقف عن الدردشة ونطلب من
وسام رياض أن يظهر”.
” وبمجرد الانتهاء من وسام سوف نستغل الفرصة لتسوية الحسابات بيننا”.
نهض جيان فجأة وبابتسامة شرسة على وجهه، دعا وائل للخطو إلى الأمام
معه.
نظر الرجلان حولهما وضرخا بصوت واحد.
“عشر سنوات من العداوات ألف يوم من الشرف والعار.
وسام رياض فلنضع حدا للعداوات بيننا.
” أظهر نفسك!”.
“دعنا نسو كل حسابات الماضي اليوم”.
صدرت هذه الكلمات بقوة وتردد صدى أصوات الرجلين في الأرجاء مدة طويلة.
في هذه اللحظة، ساد الصمت في الصالة.
حبس الجميع أنفاسهم ونظروا حولهم مذعورين.
تشوشت كاميليا من الإعلان المفاجئ وبدأت صديقتها كارمن تنظر في أنحاء
الصالة في هذه الأثناء، بدا وليد ومن معه جاذين وهم جالسون في مقاعدهم.
انتاب الفضول جميع الحاضرين. أي نوع من الأشخاص هذا الذي يستطيع أن
يجمع جميع قادة المقطم في مكان واحد؟
حتى شخصيات مثل وائل سلامة وجيان شهبندر قد حضروا شخصيا. كل القوى
في المقطم اجتمعت فقط للتعامل مع هذا الشخص.
لكن من هو هذا الشخص؟”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.