إعلان ثابت

خدمة مميزة يقدمها الاتحاد لأعضائه:
صمم موقعك باحترافية وابدأ رحلتك الرقمية اليوم

اضغط على الصورة للتفاصيل
إعلان

الحلقة 144 : ما هي القوة؟

0

ألا يفترض به أن يكون مبرحًا من الضرب؟
ألا يفترض به أن يكون مرميا في وادٍ ما؟
كيف له أن يكون هنا؟
أصيب سعيد ووليد بالذهول وهما ينظران إلى هذا الشاب واقفًا أمامهما من
جديد.
وامتلأت تعابير وجه وليد بالكآبة، وكأن وجهة مقبرة.
في النهاية، لم ينبس ببنت شفة. لكن عندما التفت ليرفق سعيد بنظراته، بدت
عيناه كما لو أنهما سوف تنفثان اللهب. النظرة على وجه وليد بدت وكأنها تقول:
“أيها الأحمق كيف فشلت في مهمة بسيطة كهذه؟ لا تستطيع حتى
أن تتدبر
أمر قروي بليد! لماذا علي الاحتفاظ بك إذا؟”.
لقد باءت خظتة بالفشل في تلك اللحظة غضب وليد لدرجة أنه تمنى لو
يستطيع ركل سعيد ليلقى حتفه.

شعر سعيد بالظلم وعبس بلا حول ولا قوة ليظهر أنه لا يعرف ماذا حدث.
نظرت نايا إلى فارس وتصنعت الغضب: “فارس” لماذا لم تأت حتى الآن؟ لقد
انتظرناك طويلاً. عندما تخلف فارس عن الظهور في الوقت المحدد، قلقت من
أنه يكون قد وقع ضحية لرجال ضرغام
ابتسم فارس بلا اكتراث وقال “لا شيء مهم. واجهت مشكلة صغيرة وتأخرت.
يعود الفضل للمعلم بلال الشاب في عودتي سالقا.
حملت كلمات فارس سخرية في طياتها، لذلك، وبكل تأکید، ازدادت تعاسه ولید.
بيرود وهدد بصوت منخفض: “هفف، كنت محظوظا هذه المرة
من أنفه
زفر من
أيها القروي البليد لكنك قد لا تكون محظوظا في المرة القادمة”.
بينما هم يتحدثون صمتت الصالة فجأة.
“فارس”
انظر. سوف يدخل الأشخاص فائقو الأهمية”.
احمر وجه هناء. كانت هذه المرة الأولى التي تحضر فيها حدثا كبيرًا كهذا، لذا
فمن الطبيعي أن تتملكها الحماسة.
وكما قالت اندفعت حوالي عشرون فتاة في فساتين مزخرفة قصيرة إلى
المقدمة، ووقفن في صفين بعد أن تلقين الأوامر. ثم، انتظرن في المكان
باحترام.
تحت أقدامهن امتد السجاد الأحمر الجديد لعشرات الأمتار، من وسط القاعة
إلى خارج المبنى.
في هذه اللحظة، داخل الصالة العملاقة، تركزت أنظار الجميع إلى المدخل.
امتلأ جميع الحاضرين بالتوقير وهم ينتظرون وصول الشخصيات فائقة
الأهمية.
أخيرا، مع دخول حامد سليمان انفجرت القاعة الهادئة حتى الآن بحالة من
الهستيريا.
“فارس، انظر!”.
“ذلك هو المعلم حامد سليمان معلم حامد سليمان”.
“ذلك هو المعلم حامد سليمان من مدينة نصر مدينتنا”.
اضطربت هناء للغاية. على أية حال، هذه أول مرة ترى فيها السيد حامد من
مدينة نصر من هذه المسافة القريبة احمر وجهها، وأثناء حماسها، ارتجفت يدها
التي قبضت على زاوية قميص فارس.
عندما رأت نايا ذلك غطت فمها وضحكت: “هناء انظري لنفسك كم تبدين
سخيفة”.
“ربما لا تعرفين أن هذا الواقف أمامك شخص أقوى من المعلم حامد من مدينة
نصر”.
“ها؟ آنسة نايا، هل تقصدينه؟”. سأل وليد وهو يلتفت لينظر بسخرية إلى
فارس من الواضح أنه أصغى لمحادثتها امع هناء.
“هذا؟”.
“إنه مجرد قروي بليد. أي نوع من الشخصيات فائقة الأهمية قد يكون؟”.
أشار سعيد نحو فارس وتكلم بازدراء: “هل تظنين حقا أنه أقوى من المعلم
حامد؟ إن صح هذا، فالمعلم بلال الشاب هو سيد العالم إذا”.
في هذه اللحظة، ضحك سعيد بشدة لدرجة أن خاصرته المته.
وليد بلال أيضًا زفر من نفه بسخرية، لكنه لم يرغب بأن يشغل نفسه بفارس.
أما هناء فابتسمت قليلا وقالت: “نايا، أنت طريفة حقاً.
طيب –
بما أنهم لم يصدقوها، لم تكلف نايا نفسها بشرح الأمر لهم أكثر من ذلك.
على أية حال، سوف يشارك فارس في البطولة لاحقا عندها سوف يرون مدى
نضارة وإشراق هذا القروي البليد الذي تكلموا عنه بسوء.
لم يقل فارس شيئا منذ البداية جلس بصمت واستمع بصمت، ولاحظ بصمت.
هذه اللحظة انفجرت الحشود بالهدير مرة أخرى.
“يا للسماء -“.
“المعلم ساهر ! هذا هو المعلم ساهر نوار من مدينة الروابي!”.
“حاكم مدينة الروابي -“.
قوته ومكانته مساوية للمعلم حامد سليمان من مدينة نصر!”
“واو! بسرعة، انظروا أليس هذا كسار النجار من مدينة الزاهرة؟”.
رئيس عائلة النجار”.
“حاكم الزاهرة؟”.
“سمعت أن كسار أصبح رئيس العائلة وبدأ بالتحكم في إدارة الزاهرة بعمر
التاسعة والعشرين فقط !”.
عائلة النجار هي العائلة رقم واحد في مدينة الزاهرة”.
“حتى شخص في أهميته حاضر هنا اليوم”.
امتلأ المكان بالصخب في كل زاوية من زوايا الصالة تحدث الحاضرون
بخصوص الشخصيات فائقة الأهمية.
كلما ظهرت إحدى الشخصيات المهمة أمام الناظرين انفجر هدير من التوقير
في مكان ما بين الحشود.
وأخيرًا، بلغت الحماسة ذروتها داخل الصالة عندما ظهر آخر اثنين من
الشخصيات الهامة.
انفجرت الصالة بالهدير
“اللعنة هذا جيان ،شهبندر، رئيس عائلة شهبندر”.
“إنه الحوث الأكبر في المقطم بأسرها “.
تقدر ثروته الشخصية بمائة مليار.
“هذا أحد الكبار الكبار جدا”.
“اللعنة وائل سلامة”.
“المعلم وائل من العزيزية”.
“ملك المقطم، وائل سلامة؟”.
” حبا بالسماء”.
” حتى
الكبار بهذا المستوى قد حضروا؟”.
“ما الذي يحدث اليوم؟”.
“لماذا
جميع قادة المقطم هنا؟”.
داخل القاعة، جميع الحاضرين الذين يقارب عددهم عشرة آلاف دخلوا في حالة
من الجنون.
قبل ظهور الشخصيات المهمة، علموا فقط أن القتال اليوم سوف يكون
استثنائيا . إلا أن هذا فاق جميع توقعاتهم.
يبدو أن القادة الثمانية عشر مدينة في مقاطعة المقطم جميعهم قد تجمعوا هنا.
الليلة صالة جبل طارق هي مركز المقطم
غابت كارمن تماما في غمرة الإثارة. وبينما أمسكت الفتاة ذات الوجه الأحمر
والعينين الساطعتين زاوية فستان صديقتها واصلت كلامها ببهجة.
“كاميليا، هل خانني سمعي؟”.
“وائل سلامة هنا أيضا؟”.
“ملك المقطم، وائل سلامة؟”.
“كيف يبدوا؟ لم أره من قبل”.
“هل هو وسيم؟ هل لديه ابن؟”.
“إن نجحت في الفوز بقلب ابن وائل سلامة هل سأصبح عندها ملكة
العزيزية؟”.
عجزت كاميليا عن الكلام بعد سماع كلام صديقتها رأت أن صديقتها المقرية
سوقية حقا، فهي لا تقدر إلا المال أو السلطة.
هذا يكفي. توقفي عن البحث”.
تذمرت كاميليا : “لقد اخترت أسوأ مقاعد حتى لو قفزت، فلن أستطيع إخبارك
كيف يبدو وائل سلامة”.
فعلا، جلست كل من كاميليا وكارمن في الصف الأخير في نهاية الصالة. وكانت
مقاعدهما في الزاوية الأبعد عن الحلبة مكان القتال لم تكن مقاعدهما فقط
بعيدة عن مركز الصالة، بل أيضًا لم تكن لديهما زاوية رؤية جيدة إلى الأمام. إن
وقف المشاهدون أمامهم أو تحركوا، فإن الفتاتين لن تستطيعا رؤية أي شيء.
شرحت كارمن عاجزة: لم استطع فعل شيء حيال ذلك. لقد تأخرنا جدًا في
حجز التذاكر. نجحث فقط في الحصول على هاتين التذكرتين بعد نوبة غضب
أمام أخي”.
لا يمكن تغيير الأمر. قررت الفتاتان القدوم البارحة فقط. لأنهما تأخرتا في
الحجز لم تحصلا على مقاعد جيدة.
في تلك اللحظة، دخل جميع قادة المقطم إلى الصالة تباعًا، حيثما مروا، اندلعت
التصفيقات وهتافات التوقير من الجمهور في النهاية اجتمعت هذه الأصوات
وتوحدت بصوت واحد هز القبة من فوقهم.
ما
هید
القوة؟ هذا.
فقط لأن رجلا واحدًا دخل الصالة، جن جنون حشد قوامة عشرة آلاف وفقط
لأنه وقف أمامهم، لم يستطيعوا إلا أن يصرفوا تركيزهم إليه!
من بعيد، نظرت هناء إلى الشخصيات فائقة الأهمية اللذين يتربعون على قمة
المجتمع. في تلك اللحظة، أمكن رؤية نظرة الإعجاب في عينيها الجميلتين.
فارس، هؤلاء هم الكبار إذا؟”.
“أينما ذهبوا، يبثون مثل هذه النضارة وحيثما تواجدوا، فعلى الجميع أن
ينصرفوا إليهم ويوقروهم”.
“مهما اجتهدت، فلن أصل إلى معشار ما هم عليه”.
عبرت هناء عن حقيقة مشاعرها من كلامها يتسلل إلى السامع نوع من
الإحباط يصعب تفسيره.
المجتمع الذي عاشت فيه حقا لا يرحم الفقراء مثلها الأثرياء والأقوياء
يسيطرون على جميع أنواع الموارد. أما الناس الذين ليس لديهم قوة أو خلفية
داعمة، مثلها، يواجهون معركة صعبة عندما يطمحون للارتقاء في سلم النجاح.
ريما، إن عملت بجد طيلة حياتها، فسوف تستطيع سداد رهن المنزل الذي تعيش
فيه.
“لكن فارس، أظن أنك سوف تنجح”.
” قد تكون فقيرًا، وربما لا تزال تبذل قصارى جهدك حاليا للخروج من
الظلام”.
“ولكن أؤمن أنك بعد عشرين عامًا، أو ربما ثلاثين عاما، سوف تصبح شخضا
مثل المعلم حامد سليمان أو المعلم ساهر نوار عندها، سوف تقف أنت أيضا
تحت الأضواء وجميع الأعين مسلطة عليك”.
قالت هناء هذا بابتسامة وعندما نظرت إلى فارس تلألأ في عينيها نور لا يمكن
إدراك كنهه.
عندما التقت هناء بفارس لأول مرة، لم تستطع تجاهل شعورها بالهالة
الاستثنائية المنبعثة منه.
منذ ذلك الحين تثق به تقة لا تفسير لها.
علقت أن هذا الشاب المنحدر هو أيضا من عائلة فقيرة في الريف، سوف يصبح
يوفا ما شخضا غير عادي قد يستغرقة الأمر سنوات عديدة، لكنها آمنت أنه
سوف يحقق ذلك في النهاية.


متابعة حلقات الرواية

الانتقام عدالة قاسية ولو بعد حين


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً