القدر
(الحلقة الثانية عشر)
أخذت نرجس في خلع ملابسها قطعة قطعة وهي تقف بجوار الخزينة لإغرائه فقال لها وحشتيني يانرجس وأخذها بين أحضانه فقالت له ماشي خد راحتك النهاردة عشان أنا هسافر بكرة أطمن علي أمي فأمسك بحافظتة وأعطاها مبلغاً كبيرا ولكنها نظرت إليه قائلة بسخرية أيه دول؟ ٢٠٠ جنيه بس !!!!
ده أنا عاوزة فلوس تاني وأردفت قائلة ده أنا إستلفت ٣٠٠ جنيه من ناس عشان أصرف على البيت وانت غايب فأعطاها ما أرادت وأخذ يقبلها وأعطته ماأراد وإنتظرت نرجس حتي إستغرق غريب في نومه فدخلت غرفة نجاة وتأكدت من أنهم يغطون في نوم عميق
فقامت بقص خصلة من شعر زوجها كما قامت بقص خصلة من شعر نجاة وأخويها ثم وضعت الشعر كله في لفافة وتركت اللفافة والمقص علي التسريحة بجوار أشيائها …
إستيقظت نجاة ليلاً ودخلت الحمام وعند خروجها نظرت إلي المرآة فوجدت شعرها مخصوف فأيقظت أخاها زين لتسأله ولكنها لاحظت أن شعره أيضاً مخصوف مثلها فنظرت إلي عبد الرحمن فوجدت نفس الشئ فقال لها زين أكيد نرجس هي اللي عملت كده وإحنا نايمين فدخلا غرفتها علي أصابع أقدامهما فوجدت نجاة المقص على التسريحة ولاحظ زين وجود لفافة بجوار المقص ففتحها فوجد بداخلها قصاصات شعرهم جميعاً
فأخذت نجاة شعرها وشعر أخويها فهمس زين لنجاة قائلاً أنا هقص لها شعرها وهحطه في اللفة دي و هحطها زي ماكانت جنب المقص وبالفعل قام زين بقص خصلة كبيرة من شعر نرجس وخرج وطمأن أخته علي نجاحه في إخفاق مخططها الدنيء
إستيقظ غريب وذهب آلي عمله فرحب به أصدقاؤه التجار وهنأوه علي تمام الشفاء وإحتفلوا به وذبحوا له الذبائح وقاموا بتوزيعها علي الفقراء …
و إستيقظت نرجس وفي دقائق معدودة كانت علي أهبة الإستعداد للسفر الى قنا وقد فعلت كل ماطلبت منها صلوحة وعندما وصلت محطة قنا لم تعرج علي دار أمها ورأتها خضرةوهي تهرول مسرعة نحو دار السوداء ووقفت خضرة بعيدا تراقبها حتي خرجت السوداء
وأخبرتها بأنها قد فعلت كل ماطلب منها وأعطتها لفافة الشعر وعادت إلي دار أمها في إنتظار صلوحة وعادت خضرة أيضاً لدار الكبير وأخبرت الحاجة أم غريب بما رأت فقالت لها أم غريب حرام عليكي يا خضرة دي تلاقيها بتساعدها في الخفا من غير ماحد يعلم فقالت لها أم غريب فاكرة يابت يا خضرة يوم حادثة غريب …
هي الوحيدة ياكبدي اللي كان قلبها واكلها عليه وزي مايكون كانت حاسّة باللي هيحصل له ودخل الكبير قائلاً فيه أيه ياحاجة ؟
ردت قائلة مافيش ده بس نرجس جت النهاردة عشان تطمن على أمها بعد ما إطمنت على جوزها وعياله فقال لها كله في الميزان وهي كمان ماشية في طريق وربنا هو اللي هيجازيها فقالت لهما خضرة إنتو شايفين كده طب أنا هروح لها وكانت نرجس تقف مع جيد قبل سفره إلي القاهرة لمقابلة رئيس التحرير
فأخذت تدعو له وسألته عن صحة الكبير فقال لها جيد بأنه بخير الحمد لله فقالت لها نرجس أصل الأرض بتاخد عافية صاحبها وأردفت قائلة هو الكبير عنده كام فدان ياسي جيد ؟ فقال لها أنا مش عارف بالظبط …أصلهم ساعات يقولوا ١٠٠ فدان وساعات تانية يقولوا ١٢٠فدان
فقالت له تلاقي الكبير بيشتري أرض بنصيبه
وقررت أن تستحوذ على كل الأرض بمساعدة صلوحة فدخلت دار أمها لتنتظر صلوحة والسوداء وبعد قليل سمعت طرقاً ففتحت بسرعة ولكنها فوجئت بخضرة أمامها قائلة أنا كنت جاية أطمن علي أمك يانرجس فبدأت نرجس تتوجس منها فقالت لها أنا كنت خارجة رايحة للسودة أصلي أصلي..
ماشفتهاش من ساعة ما جيت فقالت لها خضرة طب روحي لهايااختي إديها كل اللي هي عاوزاه وأخرجت لها من صدرها جنيها قائلة كله بثوابه وربنا يديكي على قد نيتك يانرجس يابنت حوا وآدم كانت أم نرجس تنظر إلى إليهما فزغدت خضرة قائلة لها كلامك زي الدبش يا خضرة فقالت لها خضرة ليه هو أنا قلت حاجة تزعل لا سمح الله ؟
فقامت أم نرجس لتعد لها الشاي وأتت بالقصعة ووضعت بها الحطب ووضعت البراد وأشعلت النار فأتت أم غريب وكانت نرجس تنتظر قدوم صلوحة وكانت تذهب حتي باب الدار ثم تعود وكانت نرجس تنتظر قدوم صلوحة وكانت أمها تنتظر الماء يغلي لتصب الشاي وظلت نرجس علي حالها فقالت لها الحاجة أم غريب هو انتي مستنية حد يانرجس ؟ نقوم نمشي ياأختي ؟
ردت نرجس قائلة ولا مستنية حد ولا حاجة ده بس بيتهيألك ده أنا بس تلاقيني قلقانة علي غريب وعياله فطرقت صلوحة الباب وإذا بصلوحة ومعها شاب طول بعرض من إحدي القري البعيدة وأيضاً السوداء وما أن رأت أم غريب صلوحة حتي إسنعاذت بالله من الشيطان الرجيم وبصقت في عبها ففاجأتها صلوحة بأعلي صوتها نافرة العرق جاحظة العين قائلة للحاجة بتستعيذي بمين ؟ هو انتي شوفتي عفريت ولا أيه يامرة ؟
وقعت الكلمة علي مسمع الحاجة ولكنها لم تستطع الرد وكأنها ألجمت لسانها ولسان خضرة أيضاً فقالت صلوحة لنرجس طب أنا همشي يابنت الحرام وهبقي آجي لك وقت تاني تكون الوساخة دي غارت ..!!!!
وكانت أم نرجس تصب الشاي حتي فاض ماء البراد علي الأرض وظل السكون مخيم علي الدار حتي إنقشعت رائحة صلوحة العفنة النتنة من المكان فقالت نرجس لأمها خير خير اللهم إجعله خير فداكي والنبي ياأمة إعملي شاي غيره ولا تزعلي نفسك فقالت لها أمها يعني الأرض تشرب شاي قبلنا !!!!
فسألتها خضرة قائلة لها مين دول ياأختي ؟ وكانوا عاوزين أيه ؟ ردت أم نرجس قائلة أصل نرجس عاوزة تبني فرن ع السطح وده الراجل البنا …فقالت لها الحاجة أم غريب فرن أيه وانتي السطح بتاعك متعرش بالجريد فأجابت نرجس ماهو ده الراجل اللي كان هيصب الصبة ويريحنا بقي من الجريد
وبكرة نكمل
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.