سُها البغدادي: سرقة آثار غزة عدوانٌ على الوجود الفلسطيني ومحاولة لطمس التاريخ بالقوة
كتبت .. أميرة السمان

صرّحت سُها البغدادي، الباحثة في الشأن العربي والدولي، أن ما جرى في متحف قصر الباشا في غزة هو جريمة ممنهجة تستهدف اقتلاع الهوية الفلسطينية من جذورها، مؤكدة أن سرقة 17 ألف قطعة أثرية ليست حادثًا عابرًا، بل جزء من سياسة واضحة لطمس التاريخ وإعادة كتابة الجغرافيا بالقوة.
وقالت البغدادي في تصريح شديد اللهجة:
“نهب آثار غزة ليس مجرد انتهاك للقانون الدولي، بل عدوان مباشر على الوجود الفلسطيني نفسه. من يسرق تاريخ الشعوب يحاول أن يمحو حقها في الأرض، وهذه ليست المرة الأولى التي يُستهدف فيها التراث الفلسطيني بهذا الشكل المنظم.”
وأضافت:
“على اليونسكو والمجتمع الدولي أن يدركا أن الصمت في هذه اللحظة ليس حيادًا، بل مشاركة غير مباشرة في الجريمة. من يتقاعس عن حماية الآثار اليوم يشارك في تدمير ذاكرة شعب كامل.”
وشددت البغدادي على أن استهداف القلاع والمواقع الأثرية في غزة يأتي ضمن إطار أوسع يهدف إلى تفريغ المدينة من رموزها التاريخية والثقافية، مؤكدة:
“الرسالة واضحة: ضرب الماضي كي يسهل السيطرة على المستقبل. وهذه سياسة استعمارية مكشوفة يجب فضحها ووقفها فورًا.”
ودعت البغدادي إلى تحرك دولي عاجل، قائلة:
“نطالب بإرسال لجنة دولية مستقلة إلى غزة لحصر وتوثيق الآثار المنهوبة وتحديد المسؤولية المباشرة عن اختفائها. نحن لا نطلب تضامنًا لفظيًا، بل إجراءات عملية توقف استمرار هذا العدوان الثقافي.”
واختتمت:
“المعركة اليوم ليست فقط على الأرض، بل على الرواية والذاكرة. ومن يسرق آثار غزة يحاول أن يسلب شعبها حقه في رواية تاريخه.”
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



