في ليل الخامس من آب/أغسطس 2012، هبط الروبوت كوريوزيتي التابع لوكالة الفضاء الأمريكية على سطح المريخ وهو يساعد العلماء منذ ذلك الحين على فهم أفضل لطبيعة الكوكب الأحمر وقابليته لسكنى البشر.
في أيلول/سبتمبر 2014، وصل كوريوزيتي إلى قاعدة جبل الريح، الذي يشكل القمة المركزية لفوهة غيل على ارتفاع 5.5 كم في سماء المريخ ثم بدأ في شق طريقه بواسطة عجلاته الستة صعوداً عبر الكتلة الصخرية المنحدرة العريضة وقراءة طبقات الصخور.
وتعتبر هذه الطبقات مخزناً لتاريخ مناخ المريخ الذي تحول على مر العصور من دافئ ورطب نسبياً إلى بارد وجاف. ويستعد كوريوزيتي الآن لجمع البيانات التي يمكن أن تلقي ضوءً كبيراً على هذا التحول.
وصلت العربة الجوالة إلى جزء من الجبل غني بالصخور الحاملة للكبريت، مما يدل على بيئة جافة والطبقات التي تم فحصها من قبله على المنحدرات حتى الآن تحتوي بشكل عام على الطين والذي يتكون في وجود الماء السائل.
ساهمت هذه الملاحظات أن فوهة غيل كانت تحتوي على بحيرة وجدول في الماضي القديم، الأمر الذي يشير ربما إلى أن المريخ كان ملائماً لحياة الكائنات من نوع ما شبيهة بالأرض.
قام كوريوزيتي بعدد من الاكتشافات الأخرى المثيرة للاهتمام خلال فترة وجوده على سطح المريخ. على سبيل المثال، اكتشف مواد كيميائية عضوية تحتوي على الكربون كما رصد وجود تركيز عال من الميثان الذي ينتج على كوكب الأرض بشكل أساسي عن طريق الكائنات الحية.
ورغم قطع كوريوزيتي خلال 9 سنوات من وجوده في المريخ ما مجموعه 25.98 كم، إلا أن العلماء يعتبرونه قادراً على القيام بالمزيد بفضل نظام الطاقة النووية الخاص بها والمصمم للعمل لمدة 14 عاماً على الأقل.
وكوريوزيتي سيتي ليس الروبوت الوحيد النشط على سطح المريخ، فقد كان المسبار إنسايت التابع لناسا يرصد حركة زلازل المريخ منذ هبوطه في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، كما هبطت مركبة “المثابرة” الجوالة التابعة للوكالة في شباط/فبراير 2021 داخل حفرة “جيزيرو” التي يبلغ عرضها 45 كم.
وهذه المركبة الأخيرة التي تم تصميمها بشكل كبير على نموذج كوريوزيتي تبحث عن علامات على حياة المريخ القديمة وتجمع العينات للعودة في المستقبل إلى الأرض.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.