الحلقة الثالثة من سلسلة حلقات التربية السليمة مقوماتها اساليبها ونتائجها …. أهم فترة عمرية في التربية وبناء الشخصية
دكتور : ياسر رباع وزير التربية والتعليم بمملكة اطلانتس الجديدة ( ارض الحكمة)
يخطئ الكثيرين بظنهم أن التربية تبدأ بعد سن العاشرة أو بعد الثانية عشرة أو في عمر أكبر من ذلك بحيث يقولون لا يزال صغيرا أو لا يزال جاهلا غدا سيكبر ويتعلم وتراهم يبدأون بتربيتهم بعد فوات الأوان وبعد أن تبدأ الطباع السيئة بالتكشف لهم وبعد أن يصبح ما كان مقبولا من أبنائهم وهم أطفال غير مقبول منهم وهم فتيان أو مراهقين حينها يبدأون بالنهي ومن ثم الزجر وبعدها التوبيخ والاهانة وبعدها يضطرون لضرب أبنائهم فيحملون أبنائهم أعباء أخطائهم وفشلهم في تربيتهم فيدفع الأبناء ثمن جهل الآباء وتكون ضريبة ذلك مرتفعة جدا يتكبدها الأبناء والآباء معا وتبوء العلاقة الأسرية بالفشل الذريع حين يعجز الآباء عن تصحيح تربية الأبناء لأنهم تأخروا وفاتهم كثير من الأوان .
ولتصحيح هذا الخطأ القاتل والذي يقف وراء الكثير من المآسي في مجتمعنا العربي فيجب أن يعلم الجميع أن التربية وبناء شخصية الطفل وتهيئة طباعه وسلوكه تبدأ من اليوم الأول للولادة بحيث يبدأ الطفل بتعود نمط السلوك من يومه الأول فاذا تعود على الحملان والهز والطبطبة لكي ينام فسوف يتعود على ذلك ويدمن عليه ولن يقبل النوم سوى بهذه الطريقة التي تعود عليها واذا تعود على الهدوء فسوف لن يتقبل الازعاج واذا تعود على الازعاج فسوف يضايقه الهدوء ومن هنا فعلى الأبوين التنبه لذلك بحيث تقوم الأم بتعويد الطفل على أن يتم وجبته من الرضاعة ثم تضعه في السرير الخاص به لكي ينام وأن تعوده على مواعيد الرضاعة بحيث يصحو ليرضع فقط ولتغيير ملابسه ومن ثم اعادته للنوم في سريره الخاص لكي يبدأ بالتعود على النوم بطريقة هادئة ومستقلة وصحية.
والخطوة الثانية في التربية السليمة هي أن تعود الأم رضيعها على الاستحمام يوميا بطريقة هادئة ودون مضايقة للطفل ودون ازعاج وفوضى لكي يعتاد الاستحمام دون توتر أو خوف وعلى ذكر الاستحمام تستحضرني مسألة غاية في الأهمية ربما عانى ويعاني منها ملايين الناس ألا وهي فوبيا الغرق وفوبيا الشعور بالاختناق وفوبيا الأماكن الضيقة (وللتوضيح فالفوبيا هي الرهبة والخوف من شيء ما لدرجة الذعر وهي حالة نفسية صعبة ومستعصية يصاب بها ملايين الناس ) فهل تعلمون أن غالبية المصابين بهذه الفوبيا أصيبوا بها بسبب طريقة أمهاتهم الخاطئة في تقبلهم للاستحمام كيف ذلك سأشرح لكم .
عندما يبدأ الطفل بتجربة الاستحمام يتضايق ويبكي ويشعر بالرهبة والخوف فتقوم أمه بسكب الماء على رأسه أثناء بكائه فيصاب برهاب الاختناق فيرتفع صوت بكائه بعد أن ينقطع تنفسه للحظات فتتعجل الأم لكي تنهي استحمامه فتسكب المزيد من الماء على رأسه ووجهه لكي تزيل الصابون عن شعره ووجهه وعينيه فيشعر بالاختناق أكثر فأكثر فيرتعب فتنشأ لديه فوبيا الايهام بالغرق أو رهاب الاختناق فتلازمه هذه الحالة في كل عملية استحمام مما يجعل منها حالة نفسية مستعصية ترافقه مدى الحياة وللعلم فان عملية الايهام بالغرق تستعملها أجهزة المخابرات الأمريكية السي آي ايه لتعذيب المعتقلين من أجل انتزاع الاعترافات منهم .
سؤال ظريف من منكم تنطبق عليه تجربة الاستحمام وتركت لديه عقدة نفسية أو رهاب أو فوبيا متجذرة في نفسه حتى اليوم بحسب اعتقادي الكثيرين ان لم يكن الغالبية .
لنرجع الى موضوعنا الرئيس فبطريقة تعويد الطفل على الاستحمام بهدوء وخطوة خطوة حتى يعتاد الاستحمام وهو سعيد وتنشأ عنده رغبة دائمة في الاستحمام فسيكون ذلك خطوة أولى نحو بقاء الطفل في حالة نفسية صحية ومريحة .
الخطوة التالية : عدم تعويد الطفل على الحمل أو على الهز لكي لا يصبح عبئا على الأم ويصبح سيء المزاج وعدم تعويد الطفل على النوم بين والديه من الأساس لكي لا تضطروا لحرمانه من ذلك بعد تعويده عليه حين يفطم أو يكبر فيعاني ويعاني والداه الكثير فمن الأساس , شيء لم يعتاد عليه فليس بحاجته فلماذا نعوده على الشيء ونحن نعلم أننا مجبرون في يوم ما على منعه عنه ؟؟؟؟؟؟ اليس ذلك صحيحا وواضحا .
الخطوة التالية : عدم مناداة الطفل بأكثر من أسم أو مناداته بلقب فيعتاد اللقب ويعتاده والداه فيكون اللقب ملائما في سن معينة وغير ملائم حين يكبر ولكن بما أن الجميع اعتاده فسوف يلازمه ويلازمهم مدى الحياة فيكون غير لائق بسنه ولا بشخصيته ولا بمركزه فيهز شخصيته ويشتته بين أكثر من أسم ولقب فيتوه عن نفسه وتتمزق شخصيته فهو لا يعرف أيفكر بشخصية محمد أم بشخصية مودي أم بشخصية حمودة وهذا للمثال وللتوضيح فقط لذلك نادوا أولادكم باسم واحد فقط هو الاسم الذي سميتموه اياه وليكن اسما متزنا ومشرفا ولا يكون مدعاة للخجل أو السخرية .
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.