خدمة مميزة يقدمها الاتحاد لأعضائه: صمم موقعك باحترافية وابدأ رحلتك الرقمية اليوم

إعلان

شهر رمضان يربى فينا خلق الترك والتغافل

أ.د إبراهيم درويش يكتب:

0

من أجمل مافي رمضان أنه يعودنا على فضيلة الترك ..حتى لو كان المتروك ذو قيمة وانت فى اشد الاحتياج إليه ..مثل ترك والاقلاع عن الطعام والشراب والنساء فى نهار رمضان

فمابلك إذا ما يجب عليك تركه والاقلاع عنه أمر يضر بصحتك كالتدخين .أو شرب المسكرات .

أو ترك ما يؤثر على علاقتك بالناس كالغيبة والنميمة…والكذب والنفاق والكره .

أو ترك والاقلاع عن أكل الحقوق أو ترك والاقلاع عن كل ما يبعدك عن مولاك بتقصيرك فى طاعته وأداء فرائضه

فيكون هنا الترك والاقلاع اولى .

كما أن شهر رمضان يربي فى المسلم فضيلة التغافل عن السلوكيات التى يقابلها من مواقف مؤسفة ..وتصرفات سيئة ..تظهر الكره والحقد وأمراض القلوب ..

وبلاشك أن التغافل عن ذلك يحتاج إلى إرادة قوية وصبر .وعزيمة .وجهاد ..

ومن معونة الله لنا إن منحنا شهر رمضان كى يكون فرصة عظيمة لإعادة صياغة النفس وتربيتها فى المدرسة الاسلامية وتنمية إرادتها بحيث تكون قادرة على الترك والتغافل عن الأخلاق السيئة و عن كل ما يعكر صفو الإنسان .

والصيام الصحيح يمنح الإنسان القدرة على تصحيح الأوضاع وترك مالايليق

والترفع عن الهفوات…. و التخلق بخلق التغافل .

والتغافل لايعنى أن الإنسان مُغفَّلاً… ولكنه يجعل الإنسان يترفع عن الدنايا ….وسفاسف الأمور وهفواتها …

.التي لا تغير الحقائق …ولا تبدد الحقوق …

ولا تحط من الكرامة.. ولا تقر مُنكراً..

ولا تنكر معروفاً ولا تؤصل لباطل.

والترك والتغافل يدل على العقل وتملك زمام الامور …..

وقيل أن العقل لا يتعلم إلا بالعبرة …

والقلب لا يصحوا إلا بالألم

و النفس لا تشف و ترهف إلا بالمعاناة

والقدم لا تأخذ درساً إلا إذا وقعت في حفرة .. ومدرسة رمضان هى مدرسة ربانية ..تعلى القيم وتهذب النفس ..

فاترك كل مالايليق وتغافل عن كل موقف يزعجكك واترك كل خصلة ترهقك ..

وابتعد عن أى انسان يهملك أو يقلل من قدرك . فهو لايستحق حتى عتابك .

و توكل على الله دائما فى كل امورك

️ وتذكر بأن الله أقرب إلينــــا أكثر مما نتوقع حتى ترتاح ويطمئن قلبك وتهدأ نفسك ..

ولنا فى اقوال الصالحين العظة والعبرة

فقد قال ابن الأثير – رحمه الله – عن تغافل صلاح الدين الأيوبي كان صَبورًا على ما يكره، كثير التغافل عن ذنوب أصحابه، يسمع من أحدهم ما يكره، ولا يُعلمه بذلك، ولا يتغير عليه “.

وقال الإمام أحمد رحمه الله: ” تسعة أعشار حُسن الخلق في التغافل “.و قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه: “العقلُ: ثلثُه فطنةٌ، وثلثَاه تغافلٌ وقال الأعمش رحمه الله: ” التغافل يُطفئ شراً كثيراً “.

وقال ابن المبارك رحمه الله: ” المؤمنُ يطلبُ المعاذيرَ، والمنافق يطلب الزلات “.

و قال الإمام الشافعي رحمه الله:

أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي

وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي

يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ

ويحفظني حياً وبعدَ مماتي

فَمِنْ لِي بِهذَا؟ لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ

لَقَاسَمْتُهُ مَالِي مِنَ الْحَسَنَاتِ

تَصَفَّحْتُ إخْوَاني فَكانَ أقلَّهُمْ

على كثرةِ الإخوان أهلُ ثقاتي

والتغافل يمنع الجدال ويضمن سلامة الصدر والألفة والمحبة.و يعطي الطرف الآخر الفرصة لمراجعة النفس وتهذيبها.

و لا يضخم الأمور ولا يرسخها بل يجعلها تمضي على أنها زلة عابرة وهفوة لا قيمة لها ..

والتغافل خلق لا يقوم به ولا يفهمه سوى كبار العقول، أصفياء النفوس، من يهتمون بكسب الأفراد قبل كسب المواقف.

الخلاصة

أن خلق الترك والتغافل خلق جليل علينا أن نؤصله فينا فى شهر رمضان الكريم. خاصة أننا نطلب فيه العفو من الله جل جلاله الذى من أسمائه الحُسنى (العفو) وهو الواضعُ عن عباده تَبِعَات خطاياهم وآثارهم، فلا يستوفيها منهم، وذلك إذا تابوا واستغفروا،

وقد أمر الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم بالعفو عن المؤمنين وهذا ايضا أمر لنا جميعا ..قال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ (آل عمران 159).

فاللهم ردنا اليك ردا جميلا وامنحنا القدرة على تغير أنفسنا وترك مالايليق والتخلق بخلق التغافل واعفوا عنا وتقبل صيامنا وقيامنا وصالح أعمالنا ..وصل. اللهم وسلم على المبعوث متمم لمكارم الاخلاق وعلى رسل الله أجمعين والتابعين ليوم الدين .

بقلم .. ا.د / ابراهيم درويش أستاذ المحاصيل ووكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً