المنطقة الاقتصادية لقناة السويس تتحول إلى مركز عالمي جديد للتصنيع وسط اضطراب التجارة الدولية
الاستثمارات الصينية تقود طفرة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بـ5.7 مليار دولار حتى نوفمبر 2025

تحولت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس خلال السنوات القليلة الماضية من مجرد مشروع بنية تحتية طموح إلى منصة استراتيجية لإعادة تشكيل خريطة التصنيع والتجارة العالمية، مستفيدة من موقعها الجغرافي الفريد في قلب حركة التجارة الدولية.
وجاء هذا التحول في توقيت بالغ الأهمية، تزامن مع تصاعد التوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى، واضطراب سلاسل الإمداد العالمية، وعودة السياسات الحمائية لتفرض نفسها بقوة على المشهد التجاري الدولي.
وفي هذا الإطار، برز الحضور الصيني داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كأحد أكثر التحولات اللافتة، سواء من حيث حجم الاستثمارات أو عدد المشروعات الصناعية المقامة.
ولا يقتصر هذا الحضور بحسب رؤية الإخبارية، على البعد الاقتصادي فحسب، بل يحمل دلالات استراتيجية مرتبطة بإعادة تموضع الشركات الصينية خارج أراضيها، في محاولة لتقليل المخاطر الناجمة عن النزاعات التجارية والقيود الجمركية المتزايدة.
وتندرج الاستثمارات الصينية في المنطقة ضمن استراتيجية أوسع تتبناها بكين وشركاتها الكبرى، تقوم على البحث عن قواعد إنتاج بديلة تجمع بين انخفاض تكاليف التشغيل، وسهولة النفاذ إلى الأسواق الأوروبية والإفريقية والشرق أوسطية، فضلًا عن الاستقرار السياسي النسبي والبنية التحتية المتطورة التي توفرها المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
وأظهرت أحدث بيانات الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس أن الاستثمارات الصينية أصبحت تمثل العمود الفقري للتدفقات الاستثمارية الوافدة إلى المنطقة، إذ بلغت قيمتها نحو 5.7 مليار دولار حتى نوفمبر 2025، مسجلة زيادة قدرها 2.7 مليار دولار خلال الأشهر الأحد عشر الأولى من العام، مقارنة بنحو 3 مليارات دولار بنهاية 2024، في مؤشر واضح على تنامي الثقة الدولية في المنطقة ودورها كمركز صناعي وتصديري إقليمي.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



