أعلن مسؤولون بولنديون الجمعة 19 نوفمبر 2021 أن مئات المهاجرين حاولوا مجددا عبور الحدود من بيلاروس التي قال رئيسها ألكسندر لوكاشنكو إن قواته “ربما” ساعدتهم على العبور إلى الاتحاد الأوروبي لكنه نفى تسهيل وصولهم إلى بلاده
اتهم الغرب بيلاروس بإفتعال الأزمة من خلال جلب المهاجرين من الخارج ونقلهم إلى الحدود بوعود عبور سهل إلى الاتحاد الأوروبي.
ونفت بيلاروس هذا الادعاء وانتقدت الاتحاد الأوروبي لعدم استقباله المهاجرين.
وقال لوكاشنكو لشبكة “بي بي سي” البريطانية “نحن سلافيون، لدينا قلوب. قواتنا تعلم أن المهاجرين سيذهبون إلى ألمانيا… ربما ساعدهم شخص ما”.
وأضاف “لكنني لم أدعهم إلى هنا”.
وأفاد حرس الحدود البولنديون عن محاولتين لعبور الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، شارك في إحداهما نحو 500 مهاجر ألقى بعضهم الحجارة والغاز المسيل للدموع.
وأعلن حرس الحدود توقيف 45 مهاجرا.
بدورها، ذكرت وكالة أنباء بيلاروس الرسمية “بلتا” أن ألفي مهاجر كانوا يخيّمون عند الحدود في ظل درجات حرارة متدنية قريبة من درجة التجمّد قضوا ليلتهم في مستودع قريب بعدما غادروا مخيّمهم.
ونشرت صورا للمهاجرين مستلقين على سجاد في المنشأة وكتبت “بالنسبة لعدد منهم، كانت تلك ليلتهم الدافئة الأولى”.
وأشارت مينسك الخميس إلى وجود نحو 7000 مهاجر بالمجمل على أراضيها.
وذكرت أنها ستتحمّل مسؤولية إعادة نحو 5000 من هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي سيقيم “ممرا إنسانيا” لنحو ألفين منهم للتوجّه إلى ألمانيا.
لكن برلين سارعت لنفي ذلك، مشيرة إلى أنها لن تستقبل ألفي مهاجر.
في الأثناء، عاد مئات العراقيين الذين فشلوا في الوصول إلى الاتحاد الأوروبي من بيلاروس إلى بلدهم طوعا الخميس في أول رحلة من هذا النوع نظّمتها بغداد.
وأعادت طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية 431 شخصا.
محاولات “أكثر شراسة” للعبور
ورغم عمليات الإعادة، تشير بولندا إلى تواصل الضغط عند الحدود.
وقال الناطق باسم قوة الدفاع عن الأراضي البولندية، التي تنشر جنودا عند الحدود، ماريك بيترزاك “لا تزال هناك محاولات من المهاجرين لعبور الحدود بشكل غير شرعي”.
وأضاف في تصريحات لمحطة “ريبوبليكا”، “يمكننا أن نرى الآن كيف يتم تشجيعهم والإشراف عليهم من قبل ضباط من حرس الحدود البيلاروسيين وغيرهم من عناصر قوات بيلاروس”.
وأفادت قوات حرس الحدود على تويتر الجمعة أن “مجموعتين كبيرتين حاولتا العبور”.
وأفادت الناطقة باسم حرس الحدود آنا ميشالسكا فرانس برس “ألقى أشخاص ضمن المجموعة الأكبر التي تضم نحو 500 شخص الحجارة، كما ألقى شخص ما الغاز المسيل على المسؤولين البولنديين. في الوقت ذاته، استخدم عناصر بيلاروس أضواء الليزر لحجب رؤيتهم”.
وأشارت إلى إصابة أربعة جنود بولنديين بجروح لم تستدع نقلهم إلى المستشفى.
وذكرت ميشالسكا أن محاولات اختراق الحدود كانت أقل عن تلك التي أحصيت الشهر الماضي إلا أن المحاولات الأخيرة “أصبحت أكثر شراسة”.
من جانبها، حذّرت أوكرانيا المهاجرين المحتشدين في بيلاروس من العبور إلى أراضيها، قائلة إنها ستلجأ إلى كل الوسائل لصدّهم، بما يشمل إطلاق النار.
وقال وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناسترسكي “في حال حدوث أي تهديدات لحياة أو صحة حرس الحدود أو عناصر إنفاذ القانون، سنستخدم كل وسائل الحماية التي ينص عليها القانون، بما في ذلك الأسلحة النارية”.
وبحسب الكرملين، تحدث لوكاشنكو وحليفه الرئيسي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف الجمعة وشددا على “أهمية إقامة تعاون بين مينسك والاتحاد الأوروبي لحل المشكلة”.
“الهجرة كسلاح”
وأعلن الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة هذا الأسبوع عن عقوبات جديدة على نظام بيلاروس، الذي سحق المعارضة السياسية والإعلام المستقل منذ انتخابات العام الماضي الرئاسية المتنازع عليها.
ودعا الاتحاد الأوروبي ووزراء خارجية مجموعة السبع الخميس نظام لوكاشنكو إلى “الوقف الفوري لحملته العدوانية والاستغلالية”.
وخلال زيارة إلى نيجيريا، أفاد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصحافيين بأنه بإمكان الولايات المتحدة إضافة عقوبات جديدة على تلك المفروضة أساسا على بيلاروس.
وقال “على هذه المحاولة لاستخدام الهجرة كسلاح أن تتوقف.. أولا وقبل كل شيء، إنها تتسبب بظلم فظيع للأشخاص الذين حوّلتهم ضحايا عبر استخدامهم كأدوات”.
وتفيد وسائل الإعلام البولندية بمقتل 11 مهاجرا على الأقل منذ بدأت الأزمة خلال الصيف.
وذكرت منظمة خيرية الخميس أنها ساعدت زوجين سوريين أفادا عن وفاة طفلهما البالغ عاما واحدا في الغابة.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.