اِحتفالا باليوم العالمي للبيئة وتخليدا للذكرى التاسعة عشرة على تأسيسها، نظمت جمعية الأوراش المغربية للشباب فرع سيدي قاسم، مساء يوم السبت 04 يونيو 2022، بالقاعة الكبرى ببلدية سيدي قاسم، محاضرة علمية أكاديمية وتوقيع كتاب ” التربية البيئية وإشكالية بناء المواطن الإيكولوجي بين العقد الاجتماعي والعقد الطبيعي” للأستاذين الباحثين في علم الاجتماع الدكتور فوزي بوخريص والدكتور عبد الله هرهار، وذلك بتعاون مع كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة.
في مستهل هذا المحفل العلمي، تقدم رئيس جمعية الأوراش المغربية للشباب فرع سيدي قاسم الأستاذ أحمد البارودي بالشكر للأستاذين المحاضرين على قبولهما الدعوة، وأشاد بكلية العلوم الإنسانية والإجتماعية بجامعة ابن طفيل على التعاون والدعم، ورحب بجميع الحاضرين من جامعيين أكاديميين وطلبة باحثين، كما توجّه بالشكر للمجلس البلدي لمدينة سيدي قاسم الذي وضع القاعة الكبرى للبلدية رهن إشارة الجمعية.
تميّز هذا اللقاء العلمي الأكاديمي، الذي أشرف على تسييره الإعلامي الباحث في سلك الدكتوراه الأستاذ العربي كرفاص، بتسليط الضوء على أهمية التربية البيئية من خلال تفاعل متميز للأستاذين المحاضرين والحضور الذي كان في مستوى الحدث.
في مداخلتيهما، أوضح الأستاذان المحاضران بأنّ المواطنة الإيكولوجية لا تتأتى بمجرد شحن عقول التلاميذ بمعارف ومهارات ومعلومات لها علاقة بالبيئة، بل يتوجّب على المدرسة أن تستحيل إلى مختبر لتعلم المواطنة الإيكولوجية مع توفير الشروط والفرص القمينة بتجريب سلوك المواطن الإيكولوجي.
وأكد مؤلفا الكتاب على أن التربية البيئية تتم في كل فضاءات المدرسة وأزمنتها وأنشطتها؛ إذ أنّ المؤسسة التعليمية تتحول إلى فضاء لحماية البيئة واحترامها بشكل يسمح بخلق سيرورة تربوية موجهة وتدرجية تتيح لكل متعلم، من خلال الاكتساب والاكتشاف والتجريب، إمكانية التعبئة وتطوير وتقوية كفاياته، باعتباره مشروع مواطن إيكولوجي يفهم ويتحمل المسؤولية التي له حيال البيئة، ويعيش في تناغم مع بيئته ويؤثر إيجابا عليها بحيث يعطي معنى جديدا لوجوده الاجتماعي الخاص.
وجاء في محاضرة السوسيولوجيين الدكتور هرهار والدكتور بوخريص أن المواطنة الإيكولوجية تتجاوز إطار المواطنة السياسية-القانونية التي اقترنت بفلسفة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان إلى مواطنة قائمة على عقد اجتماعي يتخلى فيه الإنسان في علاقته مع الطبيعة ومكوناتها المختلفة عن منطق التحكم والامتلاك والاستهلاك المفرط، ليتبنى منطق الإنصات المحب والتبادل والتأمل والاحترام.
وأضاف مؤلفا الكتاب في محاضرتهما بأنه أن يكون المرء مواطنا إيكولوجيا معناه أن يأخذ مكانته في قريته الأصلية كما في القرية الكونية، وأن يمارس حقوقه ويلتزم بواجباته في احترام لحقوق وواجبات الآخرين ولحقوق البيئة التي نعترف لها بحق الوجود، ونمنحها بالتالي وضع ذات تتمتع بالحق.
هذا، واختتمت فعاليات هذا اللقاء العلمي الأكاديمي بحفل توقيع الكتاب موضوع هذا اللقاء العلمي الموسوم بــِ” التربية البيئية وإشكالية بناء المواطن الإيكولوجي بين العقد الاجتماعي والعقد الطبيعي”.
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.