مما يؤلم النفس البشرية أن تصادف أصحاب النوايا الخبيثة ..تحسن إليهم ويسيئون إليك .. تخلص لهم ويكيدون لك..تقربهم منك ..وهم يخططون لإبعادك. تمدحهم بالكلمات .. ويغتالونك بالشائعات …هؤلاء…يظنون أنهم اذكياء
.ولديهم من المهارات ..فى التدبير للحصول على الأشياء ..
ويغرهم خبث تفكيرهم ..وطرق تدبيرهم
ومكرهم ..وان كان مكرهم لتذول منه الجبال ..
ولا ولن يحدث فى ملك الله إلا ماقدره الله لك أو كتبه عليك ..عن عـبد الله بن عـباس رضي الله عـنهما، قــال: كـنت خـلـف النبي صلي الله عـليه وسلم يـوما، فـقـال: ( يـا غـلام! إني أعـلمك كــلمات: احـفـظ الله يـحـفـظـك، احـفـظ الله تجده تجاهـك، إذا سـألت فـاسأل الله.وإذا اسـتعـنت فـاسـتـعـن بالله، واعـلم أن الأمـة لـو اجـتمـعـت عـلى أن يـنـفـعـوك بشيء لم يـنـفـعـوك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله لك، وإن اجتمعـوا عـلى أن يـضـروك بشيء لـم يـضـروك إلا بشيء قـد كـتـبـه الله عـلـيـك، رفـعـت الأقــلام، وجـفـت الـصـحـف). رواه الترمذي
وعلمنا التاريخ أن أصحاب النوايا الخبيثة تدور عليهم الدوائر .ويشربون من كأس غدرهم ..ويتذوقون نتيجة صنيعهم ..
ويسلط الله عليهم …من يقتص منهم .
وينجى الله أصحاب القلوب المخلصة والنوايا الطيبة سالمين ..حامدين لتصاريف رب العالمين. ولو عاد بهم الزمان لاختاروا ماقدره الله لهم ..
والنية الطيبة : هي التي تجلب للانسان الخير والسعادة..ودائما على قدر النوايا تكون العطايا..
فصفاء النية ونقاء السريرة وحسن الظن مفتاح من مفاتيح الخير ،وباب من أبواب التوفيق والرزق، والكلمة الطيبة مفتاح القلوب. لكثير من كنوز الدنيا والآخرة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إنما ألاعمال بالنيات ..فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو إمرأة ينكحها فهجرته إلى ماهجر إليه)
فالنوايا ملاك الأعمال، وعليها يكون القبول والرد، والثواب والعقاب.والإنسان يبلغ بنيته مالا يبلغ بعمله:
ففي حديث أبي كبشة الأنماري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ)رواه الترمذي
وفي الحديث الصحيح يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (منْ سَأَلَ اللهَ تَعَالَى الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ، وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ)[رواه مسلم]، فكل من صدق الله صدقه الله جل في علاه.
وعلى قدر النوايا تكون العطايا
فنظافة قلبك، وسلامةُ صدرك، ونيتُك الصافية، هي مفتاح التيسير والمنح والفتوحات في هذه الحياة.
ولا يغلق باب على العبد فيصدق في نيته ويحسن الظن بربه إلا ويفتح الله له أبوابا أوسع وأرحب يقول سبحانه: {إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}… أصلح ما في قلبك؛ ينزل الله عليك السكينة، ويفتح لك الأبواب ويحميك، مهما ظهر لك الأمر بخلاف ذلك،
يقول الحق سبحانه: {فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا وَمَغَانِمَ كَثِيرَةًيَأْخُذُونَهَا}.
فالنية الصالحة تفتح أبواب الخير والتوفيق والمعونة. يقول سبحانه: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ}..
والله لا يضيع صدق النوايا ولو خفيت عن عباده، فأرح قلبك مهما أُسيئت بك الظنون، وإياك أن تتدخل في نوايا الناس فلا يعلم ما في القلوب إلا علام الغيوب، يقول تعالى: {رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ ۚ إِن تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا).
فضع نيةَ الخير في قلبك وسيتولى الله أمرَك، وكم من أبواب عظيمة فُتِحَت بمفتاح النية الطيبة، وكم من شخصٍ رُزِق بنيته الطيبة أكثرَ مما يتوقع، فعلى قدر نياتكم ترزقون.
ولوْ يَعْلَمُ المَــرْءُ عَنْ تَدْبِيْرِ خَالِقِهِ .. ..
لَه لَـمَا نَاحَ حُزْناً أَوْ شَــكَا أَلَـمَا
خَرْقُ السَّفِيْنَةِ كَانَ الشَّرُّ ظَاهِرَهُ .. ..
وَالخَيْرُ فِيْهِ فَسُبْحَانَ الَّذِي حَكَمَا
والنية الصالحة كما تزيد صاحبها خيرا فإن النية السيئة تزيد صاحبها سوءًا يقول تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا}. وفي قصة أصحاب الجنة الذين أضمروا النيةَ بحرمان المساكينِ فعاقبهم الله، فتحولت بَساتينُهم إلى سواد وجناتهم إلى رماد يقول سبحانه: {إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ . وَلَا يَسْتَثْنُونَ. فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ . فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ}…. نعم على نياتكم ترزقون .
لذا أجعل نية الخير في قلبك، وسيتولى الله أمرك….وإذا أراد الله لك خيراً
جنّد كل من على الأرض…لينالك هذا الخير
وإذا أراد الله منعك من شر ،.سخّر كل من على الأرض ليحميك منه .فلا تخف واطمئن، فأمر الله نافذ بكل حال..”
والنوايا الطيبة تُرتِّب لصاحبها أجمل الأقدار، فسعادة الآخرين لن تأخذ من سعادتك، وغناهم لن ينقص من رزقك، وعافيتهم لن تسلبك صحتك، فكن صاحب نيَّة طيبة وأثر طيب بين الناس.” وتثبت ألايام أنه يَفوز ذوي النيَّة الطيِّبة في النهايات، مهما تعدَّدت خساراتهم.. و يفتح لصاحبها أبواب الرزق والتوفيق من حيث لا يحتسب..
يقول الله تعالى″وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ”
النية الطيبة الصادقة خير ما يرزق الله به الإنسان حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم “ثلاثة أقسم عليهن، وأحدثكم حديثا فاحفظوه” إنما الدنيا لأربعة نفر، عبد رزقه الله مالاً وعلمًا فهو يتقي فيه ربه ويصِلُ فيه رحمه ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علمًا ولم يرزقه مالاً فهو صادق النية يقول لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء…
والطيبون دائماً وجوههم مبتسمة وقلوبهم صافية وعيونهم مليئة بالخير.
فكن مع أصحاب النوايا الطيبة دوماً…
اللهم أصلح لنا النيات، وحقق لنا الأمنيات، وبلغنا الغايات في أعلى الجنات.
اللهم أصلح نوايانا، وأكرم عطايانا، واجعلنا من عبادك المحسنين.
اللهم باعد بيننا وبين القاسية قلوبهم والحاسدة أعينهم والكاذبة ألسنتهم ومشاعرهم، وقرِّب إلينا من يحفظ الود ويصون العِشرة ويجبر الخاطر ولا ينسى الفضل يا الله..
بقلم .. ا.د. ابراهيم درويش وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية
اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.