معاناة المرضى وبريق الأمل | الاستياء من طول المواعيد الطبية في كندا

كندا | هانى خاطر

0

French

تواجه كندا، رغم جودة نظامها الصحي العام، أزمة طويلة الأمد تتمثل في طول فترات الانتظار للحصول على الرعاية الطبية. يُعتبر هذا التأخير مصدر إحباط واستياء كبيرين للعديد من المرضى، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة أو حالات طارئة تتطلب تدخلاً طبياً سريعاً. معاناة المرضى لا تقتصر فقط على الألم الجسدي، بل تمتد لتشمل القلق النفسي الذي يترافق مع عدم اليقين حول موعد تلقي العلاج.

نظام صحي متميز، ولكن

على الرغم من أن النظام الصحي الكندي يُصنف بين الأفضل عالميًا من حيث الرعاية المجانية والشاملة لجميع المواطنين والمقيمين، إلا أن هناك فجوات كبيرة في تقديم الخدمات الطبية، من أكبر هذه الفجوات هي فترات الانتظار الطويلة لرؤية الأطباء الأخصائيين أو للحصول على الفحوصات الطبية المعقدة، قد يجد المرضى أنفسهم ينتظرون لعدة أشهر لمجرد الحصول على استشارة طبية مع أخصائي، وهذا يُعد مصدر معاناة هائل، خاصة لأولئك الذين قد تكون حالتهم الصحية حرجة أو تتدهور بمرور الوقت.

في بعض الأحيان قد يتعين على المرضى الذين يعانون من آلام مزمنة أو مشاكل صحية خطيرة الانتظار لفترة طويلة قبل الحصول على مواعيد لإجراء العمليات الجراحية أو الفحوصات التشخيصية الضرورية مثل التصوير بالرنين المغناطيسي على سبيل المثال، هذه الفترات الطويلة تسبب للمرضى شعوراً بالعجز والقلق المستمر، حيث يصبح كل يوم يمر بالنسبة لهم حملاً نفسياً إضافياً.

أسباب تفاقم الأزمة

تعود أسباب هذه الأزمة إلى عدة عوامل متشابكة. أحد أهم الأسباب هو نقص عدد الأطباء والممرضين مقارنة بحجم الطلب المتزايد على الخدمات الصحية، كما أن الكثافة السكانية في المدن الكبرى تجعل من الصعب تلبية احتياجات الجميع بسرعة، مما يؤدي إلى تراكم المواعيد وتأخير تقديم الخدمات، بالإضافة إلى ذلك يواجه النظام الصحي تحديات في البيروقراطية والإجراءات المعقدة التي تعرقل سرعة تقديم العلاج للمرضى.

التكنولوجيا والموارد المتاحة، رغم تطورها، ليست كافية لتغطية كل الحالات في الوقت المناسب، وهو ما يجعل الأزمة تتفاقم بشكل أكبر مع مرور الوقت. في ظل هذه الظروف، يعاني المرضى من تدهور في حالتهم النفسية والجسدية على حد سواء.

الجانب الإنساني: بصيص الأمل في جهود العاملين الصحيين

ورغم هذا الواقع الصعب، يظل الأمل قائماً بفضل الجهود المتواصلة التي يبذلها العاملون في القطاع الصحي من أطباء، ممرضين، أخصائيين اجتماعيين ونفسيين. هؤلاء الأبطال يعملون ليل نهار للتخفيف من معاناة المرضى، ويحاولون بكل ما لديهم من إمكانيات تقديم الرعاية الطبية بأعلى درجات الاحترافية والإنسانية.

أحد الأمثلة البارزة على هذه الجهود المتفانية هي الدكتورة إيمانويل لابونت، أخصائية الأعصاب (من وجهه نظرى الخاصة) أصبحت مثالاً يُحتذى به في تقديم الرعاية المتكاملة للمرضى، لا تقتصر جهودها على تقديم العلاج الطبي فقط، بل تتعدى ذلك إلى تقديم الدعم النفسي والمعنوي للمرضى. الدكتورة لابونت تُعرف بتفانيها الكبير في عملها، حيث تتعامل مع كل مريض وكأنه فرد من عائلتها، مستمعة لشكواهم بعناية ومحاولة توفير الحلول الطبية المناسبة.

العديد من المرضى الذين يتعاملون مع الدكتورة لابونت يشيدون بمستوى الرعاية الذي يتلقونه منها، ويصفونها بأنها تتجاوز حدود المهنية العادية بكثير. إنها تعكس الوجه الإنساني الحقيقي للطب، وتقدم لمسة من الأمل والتفاؤل لكل مريض يواجه صعوبات صحية معقدة.

يعبر الكثير من المرضى الذين تلقوا الرعاية على يد الممرضة جينيفييف مورين عن تقديرهم الكبير لمستوى الخدمة التي يقدمونها، مشيرين إلى أنها تتجاوز بكثير المعايير المهنية السائدة. إنها تمثل الروح الإنسانية للطب، حيث تمنح الأمل والتفاؤل لكل مريض يواجه تحديات صحية صعبة.

الصيدليات: جزء أساسي من الدعم الصحي للمرضى

إلى جانب الأطباء والممرضين، تلعب الصيدليات دورًا هامًا في تقديم الدعم المستمر للمرضى. صيدلية الآن حداد هي واحدة من الصيدليات التي تقدم نموذجًا رائعًا في الرعاية المتكاملة ( بالأخص الناطقين باللغة العربية ) فلا تقتصر خدمات الصيدلية على صرف الأدوية فقط، بل تمتد لتشمل تقديم الاستشارات والنصائح اللازمة حول كيفية استخدام الأدوية بطرق آمنة وفعالة، مما يساعد المرضى في إدارة حالتهم الصحية بشكل أفضل.

صيدلية “الآن حداد” أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الكثيرين، حيث توفر خدمات استثنائية تهدف إلى تقليل معاناة المرضى وتقديم حلول فعالة لمشاكلهم الصحية اليومية، كما تُعتبر نقطة تواصل مهمة بين المرضى والأطباء، حيث تساعد في التأكد من التزام المرضى بخططهم العلاجية وتوجيههم نحو الأساليب الصحيحة لاستخدام الأدوية.

تعمل الصيدليات، كداعم رئيسي للمرضى خلال فترات الانتظار الطويلة للمواعيد الطبية، عندما يشعر المرضى بأن هناك من يساندهم ويهتم بصحتهم حتى في أبسط التفاصيل، فإن ذلك يساعدهم على تحمل الصعوبات بشكل أفضل.

الجانب المشرق: أمل في المستقبل رغم التحديات

بالرغم من التحديات الضخمة التي يوجهها النظام الصحي الكندي، تبقى الجهود التي يبذلها العاملون في هذا القطاع سببًا للأمل، إن تفاني الأطباء، مثل الدكتورة لابونت، وتعاون الصيادلة، مثل فريق “صيدلية الآن حداد”، يعكس الإصرار على تقديم رعاية صحية إنسانية وشاملة للمرضى في أصعب الظروف.

على الرغم من أن الحلول الجذرية لمشكلة طول المواعيد الطبية قد لا تكون قريبة، إلا أن ما يفعله هؤلاء في قطاع الرعاية الصحية يجعل الانتظار أكثر احتمالاً، الجهود المبذولة لتخفيف العبء عن المرضى تسهم في تحسين جودة حياتهم بشكل كبير، وتساعدهم على مواجهة المرض بتفاؤل وأمل.

في نهاية المطاف، يحتاج المرضى إلى الشعور بأنهم ليسوا وحدهم في هذه المعركة، ومع وجود أطباء مخلصين وصيدليات داعمة، يمكننا أن نقول بثقة أن هناك دائماً أمل في التغلب على التحديات الصحية وتحسين مستقبل النظام الصحي في كندا.


اكتشاف المزيد من الاتحاد الدولى للصحافة العربية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك رد
دعنا نخبر بكل جديد نعــم لا شكراً